وزير الأوقاف الفلسطيني لـ«الشرق الاوسط»: حماس تواصل الكذب والتضليل بقضية الحجاج

الحركة تواصل منع الحجاج من المرور.. وشيخ الأزهر يعتبره جريمة منكرة

TT

بينما اكدت مصادر أمنية مصرية مساء أمس ان حركة حماس ما زالت تعرقل وصول 3500 من حجاج غزة المصرح لهم من رام الله بالتوجه الى اداء فريضة الحج، قال وزير الاوقاف الفلسطيني، جمال بواطنة، ان حركة حماس، «ماضية في جهلها وغيها وحمقها بمنع الحجاج من مغادرة قطاع غزة لاداء فريضة الحج هذا العام». ووصف حماس بانهم «فرقة باطنية جديدة» و«قرامطة العصر». ورد بواطنه في حديث مع «الشرق الاوسط»، من مكة المكرمة، على نفي حماس، حصول حجاج غزة على التأشيرات اللازمة وبقاء معبر رفح مغلقا، بقوله «ان حماس تواصل الكذب والتضليل». مؤكدا «ان معبر رفح مفتوح منذ اربعة ايام، والا كيف دخل عالقون اليوم (امس) الى غزة، وان السعودية منحت التأشيرات اللازمة لحوالي 3500 حاج من قطاع غزة عبر سفارتها في مصر، وهذه التأشيرات موجودة الآن على معبر رفح».

وتمنع حماس الحجاج، الذين سجلوا مع السلطة الفلسطينية في رام الله من مغادرة قطاع غزة، بدون منح التأشيرات لحجاج آخرين، اختارتهم هي، في غزة، بعد ان اجرت وزارة الاوقاف المقالة هناك، قرعة ثانية في غزة لحجاج مسجلين معها، ورفضها الاعتراف بالقرعة التي اجرتها اوقاف رام الله. وعاود مسولون من حماس محاولة تحميل السعودية مسؤولية تأخير الحجاج رغم نفي مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية يوم الأحد الماضي ان تكون السعودية رفضت منح تأشيرات دخول لفلسطينيين من قطاع غزة وذلك ردا على تصريحات للنائب عن حماس عاطف عدوان نقلها موقع حماس ثم قال النائب بعد ذلك انها حرفت. وامس اتهمت حركة حماس السلطة الفلسطينية، «بالتغرير» بالسعودية. وقالت حماس في بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة عنه، «إن سلطة المقاطعة وحكومة فياض اللاشرعية قد غررت بالسعودية في موضوع حجاج غزة بعد أن سطوا على حصة غزة من الحجاج وأوهموا المملكة أن كل شيء على ما يرام وأحضروا لهم أرقام ومعلومات زائفة».

وجددت امس، وزارة الأوقاف المقالة في غزة، مناشدتها السعودية بضرورة التدخل الفوري والعاجل، من أجل إنهاء أزمة حجاج قطاع غزة، والسماح لهم بالسفر لأداء فريضة الحج. وقال وزير الأوقاف في الحكومة المقالة طالب أبو شعر، في تصريح صحافي مكتوب، «أن المبادرة المنتظرة بمنح التأشيرات لحجاج قطاع غزة الذين خرجت أسماؤهم في القرعة الشرعية، سيقطع الطريق على جميع المتربصين بالمملكة السعودية».

ولكن بواطنة، استغرب طلب ابو شعر، وقال، «انه طلب وقح»، واضاف «ان ابو شعر احد الذين اساءوا الى السعودية والى وطنه، فسلطين». وقال بواطنه، «انه (ابو شعر) يريد احراج المملكة التي اعطتنا الحق وزيادة، وهو يعلم ان طلبه وقح وان السعودية اعطتنا اكثر من حقنا». وكانت حصة فلسطين سابقا حوالي 5500 حاج اضافت لهم المملكة، 3000 آخرين، واختارت السلطة الفلسطينية ضمن قرعة الكترونية، 5270 حاجا من الضفة و3230 حاجا من غزة، الا ان حماس لم تعترف بهذه القرعة.

وتتضاءل فرص خروج الحجاج من غزة، مع اقتراب موعد انطلاق موسم الحج، وقال بواطنة «ان الفرصة اصبحت ضعيفة، ولا افاق، لان حماس ماضية في غيها وضلالها وتصر على جريمتها بمنع الحجاج من اداء فريضة الحج».

واستبعد بواطنة ان تقدم حماس على تغيير موقفها، وقال، «لقد جربناهم، انهم يكذبون ويفترون ولا يشكرون الناس، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، وكان يجب ان يقدموا الشكر للمملكة العربية السعودية ولمصر والاردن بدل مهاجمتها وكان يجب ان يودعوا الحجاج بالورود، بدل ان يردوهم بالهروات واعقاب البنادق والغاز المسيل للدموع».

ووصف بواطنة حركة حماس، بانها تحولت الى «فرقة باطنية». وقال «انهم (حماس) القرامطة الجدد الذين يمنعون حجاج الله من اداء فريضة الحج». وتساءل كيف يصادرون الحريات الشخصية والدينية ويحقرون انسانية الانسان.

واعتبر بواطنة ان حماس تصر على منع حجاج غزة من المغادرة، «بلا سبب بل لانها تريد التحكم والسيطرة والاستفراد بكل ما يتعلق بالقطاع بما فيه قضية الحج» وتابع «انهم (حماس) يريدون دولة مستقلة وراية مستقلة ولا يعترفون بشيء خارج سلطتهم».

وقال بواطنة «ان الشرعية واحدة والرئيس واحد ووزارة الاقاف واحدة وزيرها واحد ولا اعترف بأحد آخر"».

كما اتهم وزير الشؤون الاجتماعية محمود الهباش حركة حماس بارتكاب ما وصفها «بجريمة دينية واخلاقية وانسانية ووطنية»، بحق حجاج قطاع غزة، وقال: «إن حماس وحدها تتحمل المسؤولية عما يجري».

وأوضح الهباش في مؤتمر صحافي عقده في وزارة الإعلام، «أن الباب ما زال مفتوحاً لخروج الحجاج عبر معبر رفح إذا ما تراجعت حماس عن أعمالها المشينة»، موضحاً «أن الحافلات ما زالت موجودة في الجانب المصري تنتظر حجاج غزة، وأن مسألة تسييس الحج خطيرة جداً، ولن نقبل بوجود بعثتي حج إلى السعودية، والجهة الوحيدة المخولة هي السلطة الوطنية».

من جانبها قالت مصادر أمنية مصرية إن حماس تريد إرسال 2000 حاج آخرين، لا يحملون تأشيرات دخول للأراضي السعودية، كشرط للسماح للحجاج بالعبور إلى مكة عبر منفذ رفح على الحدود المصرية. وفي انتقاد لحماس دون أن يسميها اعتبر الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، أنه «لا يجوز منع المسلم الذي يريد أن يؤدي فريضة الحج وهو مستطيع، بأي حال من الأحوال. ومن يقوم بمنعه يكون قد ارتكب جريمة منكرة بمنع مسلم من أداء فريضة الحج وهي من أركان الإسلام». وقال في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط أمس «إن الحاج الذي يتم منعه من أداء فريضة الحج لعله مأجور لأن الأعمال بالنيات وأن هذا الحاج قد نوى أداء الفريضة ولكن قد منعه شيء خارج عن إرادته ولعل الله يكتب له أجر الحج». وفتحت مصر أمس معبر رفح أمام عودة العالقين الفلسطينيين بأراضيها إلى قطاع غزة والذين يقدر عددهم بنحو 400 فلسطيني، إضافة إلى عدد آخر من المرضى الفلسطينيين، فيما لا تزال أزمة الحجاج الفلسطينيين مستمرة رغم فتح مصر المعبر لليوم الرابع على التوالي، في حين زادت خسائر شركات السياحة المصرية بسبب توقف حافلاتها أمام معبر رفح في انتظار وصول الحجاج الفلسطينيين منذ أربعة أيام. وأكد عدد كبير من مسؤولي الشركات السياحية المصرية التي تعاقدت على نقل الحجاج الفلسطينيين من معبر رفح إلى ميناء نويبع المصري أنها تتكبد خسائر يومية تتراوح بين 15 ألفا و20 ألف جنيه مصري يوميا، وقال أيمن إبراهيم محمد، المشرف العام على نقل الحجاج الفلسطينيين، إن السبب يرجع لتأخر وصول الحجاج الفلسطينيين منذ أربعة أيام.