مومباي: المسلح المعتقل من أسرة فقيرة ووالده دفعه للالتحاق بـ«عسكر طيبة»

ضباط المباحث الأميركية واسكوتلنديارد يستخلصون الدروس المستفادة من الهجمات

هنود مسلمون من جامعة أليغار الإسلامية يحملون شموعا أثناء مشاركتهم في مسيرة سلام لضحايا اعتداءات مومباي (أ.ف.ب)
TT

في حوار هو الأول من نوعه مع اجمل أمير كساب الإرهابي الوحيد المعتقل في أحداث مومباي، قال فيه: «دفعني والدي للانضمام إلى عسكر طيبة، حيث يمكن إعالة الأسرة بواسطة الأموال التي أحصل عليها في المقابل».

وأفاد الشاب البالغ من العمر 21 عاما لهيئة التحقيق، أن والده قدمه إلى قائد عسكر طيبة قبل عامين ماضيين، وحصل على أموال في مقابل هذا. وأضاف أن والده تقاضى 200.000 روبية باكستانية. ونظرا إلى أنه كان مواطنا في فريدكوت تشيبلبورا تالوكا بمنطقة أخاد زيللا بإقليم البنجاب، يتحدر كساب من أسرة شديدة الفقر، كما أن له أختين أصغر منه سنا. وأفاد كساب أمام المحققين أن التدريب الإرهابي الذي حاز عليه بدأ قبل عام، وكانت معسكرات التدريب في غابات أفغانستان وباكستان. وكشف كساب لضابط التحقيقات أنه: «في معسكراتهم التدريبية، كان دور كل فرد محددا. ولم يكن مسموحا لهم بالتفاعل مع بعضهم البعض».

وبعد إلقاء القبض عليه، أوضح كساب أنه يخشى من أي ردة فعل شديدة السوء على أسرته نظرا إلى تقديمه معلومات للهيئات الاستخباراتية الهندية. وأوضح أنهم أثناء وجودهم في المعسكرات الإرهابية، كان يتم استخدام الرسوم الكاريكاتورية المثيرة للجدل والمسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم لإجراء عمليات غسل المخ التي كانت تُجرى للإرهابيين المشتبه فيهم. من جهة اخرى أثارت الطبيعة الجريئة التي اتسمت بها الهجمات الإرهابية في مومباي، والطريقة التي تم تنفيذها بها اهتمام أجهزة الأمن والشرطة بجميع أنحاء العالم، إذ أصبحت المواقع التي استهدفها الإرهابيون في مومباي بمثابة مسرحا طبيعيا للتعلم للعديد من الأجهزة الأمنية. فقد احتشد العديد من فرق الأجهزة الأمنية المعروفة عبر جميع أنحاء العالم بدءا من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، واسكوتلانديارد من بريطانيا، وفرق أخرى قادمة من هيئة الاستخبارات الأسترالية السرية، وحتى المخابرات الإسرائيلية في مومباي على مدار اليومين الماضيين لفحص الأوجه المتعددة لهجمات مومباي. وذلك على أساس مقتل أكثر من 6 أميركيين، و9 إسرائيليين، وأستراليين، ومواطن بريطاني في تلك الهجمات الإرهابية. وأفادت مصادر من شرطة مومباي أنهم تبادلوا معلومات مع المباحث الاميركية، تتعلق بالهجمات الإرهابية في مومباي. وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها الهند دليلا بضلوع باكستان في الهجمات الإرهابية إلى المباحث الاميركية. وتضمن تقرير تحقيقات شرطة مومباي اعترافات أدلى بها الإرهابي المعتقل اجمل أمير كساب، وتفاصيل أخرى تم الحصول عليها منه أيضا تتعلق باسلحة باكستانية الصنع، ومنها بنادق آلية من نوعية كلاشينكوف. كما تضمنت الأدلة محادثات هاتفية تم اعتراضها عبر الأقمار الصناعية بين الإرهابيين، ومحمد مزمل احد قياديي «عسكر طيبة»، هذا إلى جانب تضمنها أيضا تفاصيل تتعلق بسفينة الحسيني التجارية، والتي سافر الإرهابيون على متنها من كراتشي إلى المياه الهندية. وساعدت الهيئات الاستخباراتية السرية المختلفة أيضا في اعتراض الاستخبارات الهندية للإشارات الهاتفية عبر الإنترنت أثناء تلقي المسلحون اتصالاتهم الهاتفية من مدربيهم عبر الحدود، حيث حاول فريق المباحث الاميركية حل شفرة المحادثات الهاتفية عبر الانترنت. وبموجب القوانين الأميركية، يمكن للمباحث الاميركية التحقيق في وفاة أي مواطن أميركي خارج الولايات المتحدة، وتسليم لائحة بالاتهامات بعد ذلك. وكانت المباحث الاميركية تحاول جاهدة التحقق من مصدر رسائل البريد الإلكتروني، وكم عدد المرات التي تم فتحها في باكستان. وأوضحت بعض المصادر أن فريق المباحث الاميركية واجه معضلة في اعتراض تشفير هواتف غرامين المرتبطة بالأقمار الصناعية، ولكن نظرا إلى أن المقر الرئيسي للشركة يقع في الولايات المتحدة، فقد استطاعوا اعتراض هذه المحادثات باستخدام مفتاح الشفرة الرئيسي للهواتف الموجود لدى الشركة. وعلى الفور تمكنت المباحث الفيدرالية، واسكوتلنديارد من الحصول على تفاصيل السجلات الهاتفية، إلى جانب تحديد مواقع خطوط الطول والعرض للهواتف الجوالة التي استخدمها الإرهابيون العشرة لدى إمطارهم لمومباي بوابل رصاص أسلحتهم الرشاشة. كما حصلت أجهزة التحقيقات الأجنبية الأخرى على عينات من المواد التفجيرية، والمؤقتات التي استخدمت في تفجير المتفجرات المتطورة.