رفضت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، التعليق على تقارير اخبارية، أفادت بأن الولايات المتحدة حذرت الهند قبل وقوع تفجيرات مومباي، من احتمال هجوم ارهابي. وقالت رايس في بروكسل حيث حضرت اجتماع وزراء خارجية حلف الشمال الاطلسي (الناتو): «انني امتنع عن الحديث عن تقارير لمصادر غير مذكورة»، مضيفة: «نحن نقدم معلومات حول العالم، وعلى أيه حال فأحيانا من الصعب العمل على التحذيرات، لأنها كثيرا ما تكون غير ملموسة». وتابعت: «المشلكة في الإرهاب انه غالباً ما تكون المعلومات مفيدة، ولكن لا يمكن العمل بموجبها»، موضحة: «المشكلة ان المعلومات لا تعني المعرفة». وعبرت رايس عن شعورها بمعاناة الهند، قائلة إن الولايات المتحدة مرت بنفس الصعوبات في مواجهة الارهاب، مؤكدة التزام واشنطن بمساعدة الهند في «هذا العمل الصعب، وخاصة بالنسبة لدولة ديمقراطية».
وقالت رايس انها تتوجه الى الهند لـ«التعبير عن تعازينا للشعب الهندي»، مذكرة بأن مواطنين اميركيين قتلوا في هجمات مومباي، مضيفة أن «هناك ضرورة للتوصل الى معرفة حقيقة ما حدث، من اجل معاقبة الجانين، ومنع حدوث مثل هذه الجريمة مستقبلاً».
إلى ذلك قال قائد شرطة مدينة مومباي الهندية امس ان المسلحين الاسلاميين الذين نفذوا اعتداءات في هذه المدينة، الاسبوع الماضي، وادت الى مقتل اكثر من 188 شخصاً واصابة اكثر من 300، كانوا في «مهمة انتحارية». وصرح حسن غفور في مؤتمر صحافي «نعتقد ان هذه كانت مهمة انتحارية»، مضيفا ان هدف المهاجمين كان «اثارة ضجة وقتل اكبر عدد ممكن من الناس». وقام عشرة مسلحين قالوا انهم ينتمون الى مجموعة «مجاهدي ديكان» بمهاجمة عدد من المواقع في العاصمة المالية للهند في وقت متأخر من الاربعاء، بما فيها فندق تاج محل الفخم.
واشارت الهند بأصابع الاتهام الى جارتها اللدود، باكستان، مما اثار التوتر بين الدولتين النوويتين. إلا ان اسلام اباد طالبت بادلة ملموسة على ان المهاجمين جاءوا من اراضيها. وقال غفور ان المسلحين وصلوا على متن قارب مخطوف من كراتشي في باكستان. وصرح غفور للصحافيين «لدينا ادلة دامغة تظهر انهم جاءوا من باكستان». واضاف ان المسلح الوحيد الذي تم القاء القبض عليه هو «بالتاكيد من باكستان». واوضح ان المسلحين «تدربوا على يد ضباط سابقين واستمر التدريب لمدة تقارب العام بالنسبة للبعض، واكثر من عام بالنسبة للبعض الاخر»، مشيرا الى انهم جميعا «تدربوا في المكان نفسه». وذكرت شبكتا التلفزيون الاميركيتان «سي ان ان» و«ايه بي سي نيوز» الاثنين ان الاستخبارات الاميركية ابلغت الهند في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي بامكانية وقوع هجوم «يأتي من البحر» ضد اهداف في مومباي. ونقلت «ايه بي سي» عن مسؤولين لم تكشف هوياتهم، ان رجال الاستخبارات الاميركية حذروا نظراءهم الهنود منتصف اكتوبر من امكانية وقوع هجوم «من البحر على فنادق ومراكز تجارية في مومباي».