تراجع مفاجئ في مخزونات النفط الأميركية متأثرا بهبوط إنتاج مصافي التكرير

النفط يصعد فوق 47 دولارا وسلة أوبك تواصل الهبوط

أرجع المتعاملون الارتفاع الطفيف في سعر النفط إلى رد فعل الأسواق على الانخفاض الواضح في الأسعار أول من أمس (رويترز)
TT

أظهرت بيانات حكومية أسبوعية أمس، تراجعا مفاجئا لمخزونات النفط الخام الاميركية الأسبوع الماضي، مع انخفاض الواردات، في حين سجلت إمدادات البنزين ونواتج التقطير تراجعات مفاجئة أيضا لهبوط إنتاج مصافي التكرير.

وقالت إدارة معلومات الطاقة، إن إمدادات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة تراجعت 400 ألف برميل الى 320.4 مليون برميل على مدى الأسبوع حتى 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما كانت توقعات المحللين بزيادة 1.7 مليون برميل.

وتراجعت واردات الخام 1.46 مليون برميل يوميا. وقالت الادارة ان امدادات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة بلغت 125 مليون برميل بانخفاض 1.7 مليون برميل على مدار الاسبوع. وكان متوسط التوقعات بزيادة قدرها 300 ألف برميل. وهبطت امدادات زيت التدفئة الاميركية 2.1 مليون برميل الى 39.6 مليون برميل.

وهبطت مخزونات البنزين 1.6 مليون برميل الى 198.9 مليون، في حين كان من المتوقع زيادتها 900 ألف برميل.

وتراجع انتاج مصافي التكرير على مدار الأسبوع مع انخفاض معدلات التشغيل 1.9 نقطة مئوية لتصل الى 3.84 في المائة من الطاقة الانتاجية الاسبوع الماضي، في حين توقع المحللون صعودها 0.2 نقطة مئوية. وتراجع انتاج البنزين 246 ألف برميل يوميا، وانتاج نواتج التقطير 295 ألف برميل يوميا.

وتراجع أيضا الطلب على الوقود المكرر، اذ انخفض اجمالي الطلب على المشتقات في الاسابيع الاربعة الاخيرة 6.2 في المائة على أساس سنوي، حسبما ذكرت ادارة معلومات الطاقة الاميركية.

وارتفعت اسعار النفط متجاوزة 47 دولارا للبرميل أمس، لكن حد من صعودها علامات جديدة على ضعف الطلب على النفط في الولايات المتحدة، من المتوقع ان تظهر في بيانات اسبوعية.

وهوت اسعار النفط حوالي 100 دولار، منذ أن سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق البالغ 27.147 دولار في يوليو (تموز) الماضي.

وفقدت الأسعار أكثر من 13 في المائة منذ الأسبوع الماضي، لتصل الى أدنى مستويات لها في ثلاثة أعوام ونصف العام، بفعل التشاؤم بشأن مستقبل الاقتصاد، وبعد ان أجلت اوبك اجراء تخفيض ثالث للإنتاج الى اجتماعها في وقت لاحق من شهر ديسمبر (كانون الاول) لاجتماع وهران الجزائرية.

وفي الوقت نفسه ظهرت علامات على ضعف التزام الدول الأعضاء في أوبك بتخفيضين سابقين للانتاج تم الاتفاق عليهما من قبل.

أعلنت شركة أرامكو السعودية للنفط أمس ان المملكة خفضت سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف لشهر يناير (كانون الثاني) الى المشترين في الولايات المتحدة وشمال غرب أوروبا.

وخفضت المملكة سعر الخام العربي الخفيف للمشترين الاميركيين 20 سنتا الى ما يقل 4.80 دولار للبرميل عن سعر خام غرب تكساس الوسيط وخفضته 1.50 دولار الى زبائن شمال غرب أوروبا، ليصل الى ما يقل عن 5.65 دولار عن المتوسط المرجح لمزيج برنت.

وجاء ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة أوبك أمس ان متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية واصل الهبوط أول من أمس الثلاثاء ليصل إلى 41.60 دولار للبرميل من 45.62 دولار يوم الاثنين.

وتضم سلة أوبك لخامات القياس 13 نوعا، وهي خام صحارى الجزائري وجيراسول الانجولي وميناس الاندونيسي والايراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الاماراتي وخام بي. سي.اف 17 من فنزويلا واورينت من الاكوادور. وقال رئيس شركة النفط الوطنية الايرانية المملوكة للدولة، التي تعد ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك أمس، ان 75 دولارا للبرميل «سعر عادل» للنفط وهو ما ينسجم مع تصريحات سبق أن صدرت عن السعودية أكبر بلد منتج للخام في منظمة أوبك.

وقال سيف الله جشنساز العضو المنتدب للشركة في تصريحات بثتها وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية «ارنا» الرسمية، «نعتقد بأن سعر 75 دولارا للبرميل هو سعر عادل».

وقفز الخام الاميركي الخفيف للعقود تسليم يناير 0.35 دولار الي 47.31 دولار للبرميل، وارتفع خام القياس الاوروبي مزيج برنت 0.24 دولار الى 45.68 دولار للبرميل.

وأكد عبد الله البدري الامين العام لمنظمة اوبك في تصريحات نشرت أمس، ان الدول المنتجة للنفط تحتاج الى أسعار تتراوح على الأقل من 70 الى 80 دولارا للبرميل او أكثر لتلبية احتياجاتها التنموية. وقال البدري لصحيفة «هامشهري» الايرانية، «نحن لا نريد فرض سعر معين على السوق، لكن يجب ألا يقل عن 75 دولارا او 80 دولارا أو اكثر حتى يتاح للبلدان المنتجة دخل كاف لتلبية احتياجات مواطنيها ولتوسعة الاستثمارات وتنفيذ مشروعات نفطية».

وقد أدت حالة الركود في الاقتصاد الأميركي إلى إحجام الكثير من المواطنين عن التمتع بالرحلات التقليدية في فترة عيد الشكر.

وأرجع المتعاملون الارتفاع الطفيف في سعر النفط إلى رد فعل الأسواق على الانخفاض الواضح في الأسعار أول من أمس الثلاثاء وتوقعوا أيضا أن تؤدي الزيادة في الاحتياطي الأميركي إلى انخفاض سعر النفط.

وأشار الخبراء إلى إعلان شركة إيني الإيطالية للطاقة وقف إنتاجها في نيجيريا، الذي يتراوح بين 15 و18 ألف برميل يوميا لظروف قاهرة، من دون أن توضح الأسباب وراء تعطل الإنتاج مؤقتا.