«سيتي بنك» و«بلانت فايننس» تكرمان أفضل المشاريع الصغيرة بالمغرب

أكثر من مليون شخص استفادوا من الخدمات المالية لقطاع القروض الصغرى

TT

قالت نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن المغربية، إن القروض الصغرى في المغرب أصبحت تشكل قطاعا قائم الذات، فهي تحظى بعناية الحكومة المغربية والمنظمات الدولية باعتبارها أحد روافد السياسة الاجتماعية الهادفة إلى محاربة الفقر، وتقليص حدة الفوارق الاجتماعية، كما أصبحت تخضع لمراقبة البنك المركزي، الذي صنفها كقطاع شبه مصرفي نظرا للحجم الذي بدأت تأخذه، والنمو السريع الذي تعرفه. وأضافت الصقلي، التي كانت تتحدث الليلة قبل الماضية خلال الحفل السنوي المخصص لتوزيع جوائز مؤسسة «سيتي بنك»، وجمعية «بلانت فايننس»، على أفضل المشاريع الصغيرة في المغرب، أن عدد المستفيدين من الخدمات المالية لقطاع القروض الصغيرة في المغرب بلغ منذ انطلاقها قبل سنوات وحتى نهاية 2007 الى 1.35 مليون شخص، 64% منهم من النساء، وبلغ جاري قروض القطاع 5.6 مليار درهم (637 مليون دولار).

وأشارت الصقلي إلى أن الحجم الإجمالي للقروض التي منحها القطاع منذ انطلاقه منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي، بلغ 19 مليار درهم (2.16 مليار دولار)، وبلغت نسبة استرداد القروض في هذا القطاع بنحو 98%.

وأوضحت الصقلي أن عدد الجمعيات العاملة في مجال القروض الصغيرة في المغرب بلغ 13 جمعية، أربع منها مصنفة من بين أفضل 50 جمعية للقروض الصغيرة في العالم. وأشاد جيم مورو، مدير عام الفرع المغربي لمجموعة «سيتي بنك» المصرفية بالتقدم الذي حققه المغرب في السنوات الأخيرة في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقال إن قطاع القروض الصغيرة يكتسي أهمية كبيرة في مجال محاربة الفقر من خلال تمكين المستفيدين من إطلاق مشاريع مدرة للدخل، كما يلعب دورا في إذكاء روح المبادرة لدى الشباب والتشجيع على التشغيل الذاتي.

وأضاف مورو، الذي اختار اللغة العربية لإلقاء كلمته خلال حفل توزيع الجوائز، أن مؤسسة «سيتي بنك» خصصت هذه السنة مبلغ 1.3 مليون دولار لتشجيع القروض الصغيرة في 26 بلدا عبر العالم من ضمنها المغرب.

واعتبر إبراهيم بنجلون التويمي، رئيس جمعية «بلانت فايننس المغرب»، أن تكريم المشاريع الصغيرة هو تكريم لروح المبادرة ولقيم الجد والعمل والمثابرة. وقال: «صحيح أننا نحن من قدم الجوائز، لكن ما حصلنا عليه في المقابل كنز لا يقدر، ففي المقابل حصلنا على شحنة من الشجاعة والإقدام والقدرة على التحدي والأمل مع التواضع».

وتم توزيع جوائز 2008 لأفضل المشاريع الصغيرة بالمغرب على 12 فائزا من مختلف مناطق المغرب. ويوجد ضمن الفائزين سيدات هن، حليمة البوهالي، 37 سنة، وهي تقطن في حي شعبي بمدينة سلا المجاورة للرباط، واختارت ممارسة مهنة النجارة من أجل توفير ظروف عيش أفضل لطفليها، وتمكنت عبر اللجوء الى القروض الصغيرة من تجاوز مشكلة التمويل، كما نجحت عبر مثابرتها وإثبات حنكتها ومهارتها من تجاوز الخلفية الاجتماعية، التي تجعل من تصور إمكانية ممارسة امرأة لمهنة النجارة، شبه مستحيل.

سيدة أخرى من قرية تغسالين النائية بإقليم خنيفرة (الاطلس المتوسط) اختارت مهنة الجزارة (القصابة) لمواجهة الأوضاع الصعبة التي خلفتها وفاة والدها، وطلاقها من زوجها، واعتمدت على القروض الصغيرة لإطلاق مشروعها. أما وفاء بيكزال، 22 سنة، من أكادير، فاختارت مهنة كهربائي في أوراش البناء. ورغم معارضة أهلها وصعوبة فرض نفسها في مجال مخصص للرجال إلا أنها رفعت التحدي وواصلت طريقها وفرضت نفسها في المجال المهني الذي اختارته.

أما محمد الحدادي، الرجل المقعد من الراشيدية (جنوب شرقي المغرب)، والفائز بإحدى الجوائز، فقرر تحدي إعاقته وإطلاق مشروع صغير لبيع التوابل والأعشاب. وغطت المشاريع الفائزة بجوائز هذه السنة مجالات متنوعة، من بينها السياحة القروية والزراعة والمحافظة على الثراث.