مصطفى الفقي: مصر لا يمكن أن تتحمل قيام إمارة إسلامية على حدودها

قال إن حماس تتصور أنها وريثة الحق الفلسطيني.. ووصف هجومها على القاهرة بـ«نكران الجميل»

فلسطينية تنتظر قريبا لها بين 3 صحافيين ينتمون لحركة فتح أطلقت سراحهم حماس في غزة أمس بعد ان اعتقلتهم في 12 اكتوبر الماضي (أ ف ب)
TT

شن الدكتور مصطفى الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري، هجوماً كبيراً على حركة حماس، متهما إياها بالتسبب في توقيف الحوار الفلسطيني. وحذر الفقي من أن مصر لن تتحمل قيام إمارة إسلامية على حدودها الشرقية، مشيراً إلى أن حماس تتصور أنها وريثة الحق الفلسطيني. وقال الفقي في ندوة نظمتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية إن «مصر لا يمكن أن تتحمل قيام إمارة إسلامية على حدودها الشرقية»، معتبراً أن إضفاء الطابع الديني على القضية الفلسطينية يؤدي إلى تفتيتها. وحذر من التذرع بأوهام لضرب الصف الفلسطيني. وأضاف أن حماس تتصور أنها وريثة الحق الفلسطيني، وهذا أمر غير مقبول، مشيراً إلى أن كل حركات التحرر شهدت بعض الانقسامات التاريخية، ولكنها ظلت حبيسة الإطار حتى تم التحرير، ولكن حماس قررت أن تفعل ذلك قبل التحرير.

وقال الفقي «إننا لسنا ضد حماس، ولكن في إطار الوطنية وتحت العلم والوحدة والشرعية الفلسطينية وقرارات الجامعة العربية». ووصف اللوم الذي يوجه لمصر بالظالم، معبراً عن عدم استغرابه الانتقادات الموجهة لمصر.. وقال «الكبير دائما يُلقى عليه باللائمة رغم كل ما يقدمه، وهذا قدرنا». وحذر الفقي حركة حماس وبعض مسؤوليها الذين يوجهون انتقادات لمصر، قائلا إن المضيَّ قدماً في هذا الاتجاه لا يخدم شعبية القضية الفلسطينية بمصر، ومعتبراً تلك الانتقادات بمثابة «نكران للجميل». وأكد الفقي أن مصر تقف على مسافة واحدة من جميع الفصائل الفلسطينية، ولكنها تتعامل مع تلك الفصائل تحت علم الوطنية الفلسطينية. واتهم حماس بأنها السببُ وراء تعطيل الحوار الفلسطيني. وقال إن تعطيل الحوار هو نتيجة لتشدد حركة حماس. وتساءل «من الذي أدى إلى إغلاق المعبر؟»، قائلا «إن ما أدى إلى إغلاقه هو ما حدث منتصف يوليو (تموز) 2007». وقال الفقي «إن المعبر تحكمه اتفاقيات دولية، وأن مصر دولة كبيرة تحترم تعهداتها ولديها، أمن قومي في سيناء، وإسرائيل تستهدف سيناءَ. والأصابع الإسرائيلية تقف وراء معظم ما يحدث في سيناء». وأكد أنه لا مانعَ من استئناف الحوار، ولكنه تساءل «من الذي خرج على اتفاق مكة الذي استبشرنا به خيراً؟»، مشيرا إلى ما ارتكبته حماس من «جرائم في منتصف يوليو 2007 من قتل وإلقاء من الشرفات وإنزال العلم الفلسطيني ورفع علم حماس، وهي جرائم تدل على نوعية من التفكير لا تقف أبدا على أرض فلسطينية». وقال إن السبب فيما يحدث حالياً بمعبر رفح هو ما حدث في قطاع غزة منتصف يوليو عام 2007. وتساءل «هل من المعقول أن يلوم من تسبب في هذا الوضع طرفاً آخرَ.. رغم أنه تناسى أن هناك مصلحة عليا للشعب الفلسطيني، وأن هناك أمناً قومياً مصرياً؟». واعتبر أن مَنْ قام بهذا الانقلاب قدمَ أكبرَ خدمة لإسرائيل لتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها. وحذر الفقي من أن ما يَحدثُ على أرض الواقع هو بالتحديد ما تريده إسرائيل وتسعى إليه، مشيراً إلى تصريحات سابقة لمدير سابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، قارنَ فيها بين غزة المكتظة بالسكان وسيناء الفارغة. ودعا إلى مساعدة مصرية في هذا الشأن. وقال إن اللاوعي الإسرائيلي والأميركي يلتقي تماما مع ما تقوم به حماس على أرض الواقع، مشيرا إلى أن الفلسطيني مرحب به دائما بمصر في الظروف العادية، ولكن أي مخطط لترحيل الفلسطينيين إلى مصر وتحويل مصر إلى مقر لاستضافة اللاجئين هو أمر مرفوض. وقال «يجب أن نوجه تنبيهاً واضحاً لحماس في هذا الأمر». وأضاف الفقي أن الخلاف بين فتح وحماس هو خلاف آيديولوجي، معتبرا أن حماس غير قادرة على استيعاب ما يجري. وحذر من أن الانقسام السياسي له تداعيات خطيرة. ودلل على ذلك بما حذر منه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، في لقاء سابق معه حول محاولة إسرائيل مغازلة حماس وخلق نوع من التسابق بين فتح وحماس على التفاوض مع إسرائيل.

من جانبه، أعلن نبيل عمرو، سفير فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية، أن العودة للحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني بلا قيد أو شرط، وان التقاء كل الفصائل الفلسطينية على طاولة الحوار في مصر هو السبيل الوحيد للخروج من المأزق الراهن الذي تعانيه القضية الفلسطينية عامة، وغزة خاصة.