مؤتمر مكة المكرمة يطلق مبادرة استراتيجية للتعريف بالإسلام والدفاع عنه

تقوم على أسس تراعي القضايا التي يثيرها أعداء الإسلام

TT

أطلق مؤتمر مكة المكرمة التاسع، الذي اختتم أعماله أمس، خطة استراتيجية للتعريف بالإسلام والدفاع عنه، تقوم على أسس تراعي القضايا التي يثيرها أعداء الإسلام، من بينها التأكيد على وفاء الشريعة الإسلامية بحاجات الأمم ومصالح الشعوب، وأنها تقدم الحلول العادلة لكل ما يواجه البشرية من مشكلات، وأن الإسلام نظام كامل للحياة يقوم على أسس تضمن حق الحرية والإخاء والأمن والسلام في العالم، وتطوير مؤسسات التعليم والدعوة وتحديث خططها ومناهجها، وفق ما تتطلبه أعمال التعريف بالإسلام في هذا العصر، وتتضمن تلك الخطة التأكيد على موقف الإسلام من مخالفيه في العقيدة والدين، وأنه يقوم على العدل معهم ويضمن حقوقهم وحرياتهم، والعمل على دحض فرية استحلال الإسلام دماءهم وأموالهم، وأن الأصل في العلاقة معهم هو السلم والأمان، والتأكيد على حق المواطنة الكاملة للمواطنين غير المسلمين في البلدان الإسلامية، وأن لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، والتأكيد على أن الإسلام يحث على التعاون على البر والتقوى وتحقق الأمن والسلام ونصرة المظلوم ورد الحقوق لأصحابها.

ودعا البيان الختامي الصادر عن المؤتمر، الدول الإسلامية إلى وضع التعريف بالإسلام جزءا من المهام المرتبطة بعلاقاتها الخارجية مع بلدان العالم، واستثمار مكانتها وعلاقاتها مع الحكومات الغربية لاستصدار قوانين تمنع الإساءة إلى الإسلام ورموزه في بلدانها ووسائلها الإعلامية ومنتدياتها الثقافية.

ونوه البيان باهتمام المملكة العربية السعودية بالتعريف بالإسلام، مشيدا بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بشأن الحوار، ودعوته شعوب العالم ومؤسساته إلى التفاهم والتعاون وتحقيق المصالح الإنسانية المشتركة.

وابرز أهمية التركيز في مخاطبة غير المسلمين بمواد إعلامية متنوعة، مثل موضوعات الإعجاز التشريعي العلمي والتربوي في القرآن الكريم والسنة المطهرة، مع إعداد كتب بلغات العالم في ذلك، ودعم المشروعات الاجتماعية مثل إغاثة المنكوبين من الكوارث والتكافل الاجتماعي في الإسلام، وإقامة المشروعات الطبية لعلاج غير القادرين، ومكافحة البطالة بين المسلمين، وإنشاء المشروعات التي تسهم في تحويل العاطلين إلى أيد منتجة تسهم في التعريف بمحاسن الإسلام.

وأوصى بجمع المعلومات عن الهيئات والمنظمات والجمعيات العاملة في حقل التعريف بالإسلام في البلاد غير الإسلامية، وإعداد بنك معلومات يجمع عناوينها وطبيعة أعمالها وبرامجها وكيفية التواصل معها ودعوة مؤسسات الإعلام الإسلامي للتعاون مع الرابطة والمنظمات الإسلامية في إنتاج برامج تلفزيونية باللغات العالمية لتعريف غير المسلمين بالإسلام، وبثها بمختلف الوسائل وإنشاء قنوات فضائية هدفها التعريف بالإسلام، وذلك باللغات العالمية، الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، الصينية وغيرها.

وطالب المشاركون في المؤتمر بإنشاء أكاديمية تعليمية لإعداد برامج تدريبية وتعليمية للتعريف بالإسلام، لتخريج كوادر متميزة في مجال التعريف بهذا الدين، وعقد مؤتمرات دورية عن التعريف بالإسلام في مختلف مناطق العالم، وتكليف الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام بإقامة ملتقيات سنوية حول التعريف بالإسلام في البلدان غير الإسلامية، وتقويم واقع التعريف بالإسلام ومنجزاته في كل مرحلة، وفي كل بلد من البلدان التي تنفذ فيها برامجه، وذلك لسد الثغرات ومعالجة المشكلات التي تواجه مهام التعريف بالإسلام. ورصد البيان التحديات والمعوقات التي تواجه التعريف بالإسلام في البلدان غير الإسلامية، من أبرزها محاولات تشويه الإسلام والافتراء عليه وتشتت المواقف الإسلامية في مواجهة هذا التحدي.