ابنة فرانكو: والدي خشي أن يخطف على يد هتلر.. وكان يكن احتراما للإسلام

قالت في كتاب جديد إنه أحب المغاربة كثيراً

TT

بينما اتفقت المكونات الحزبية الممثلة في مجلس بلدية مدينة «فيرول» الإسبانية، اخيرا على نزع كل ألقاب وصفات التمجيد التي أسبغت في الماضي على ديكتاتور إسبانيا الراحل، الجنرال فرانسيسكو فرانكو، الذي حكم البلاد، وقهر أنفاس الإسبان، لما يقرب من أربعة عقود، نزل إلى المكتبات خلال الأيام الأخيرة، كتاب في حوالي 800 صفحة، هو عبارة عن سلسلة حوارات ومقابلات ممتدة أجراها مؤرخ وصحافي (إسبانيان) مع ابنة فرانكو الوحيدة، ماري كارمن، البالغة من العمر الآن حوالي 82 عاما، حاولت فيه تقديم صورة عن قرب لأطوار حياة والدها، بدءا من طفولته في مدينة «فيرول» الصغيرة، والتي تقول عنها إنها كانت فترة سعيدة، مارس والدها أثناء وجوده بها هواية الاستماع إلى قصص البحارة في الميناء، الذي كان يتردد عليه مرارا.

وتروي كريمة فرانكو في الكتاب، المسار العسكري لوالدها الذي تخرج برتبة ضابط من الأكاديمية العسكرية لمدينة طليطلة، ولم يكن عمره قد تجاوز السبعة عشر ربيعا، لدرجة أنه منع عليه حمل بندقية حقيقية، ما اعتبره شبه إهانة له في بداية مساره العسكري، خاصة أنه كان يمجد المهنة، ويعتبرها رمزا للانضباط والطاعة.

ووصفت ماري كارمن، والدها بأنه كان عسكريا، أولا وأخيرا، في أسلوب عيشه وطريقة تفكيره، مثلما كان شديد الارتباط بزملائه في خدمة العلم الإسباني. وكشفت ماري كارمن أن شخصية والدها نضجت واكتملت في المغرب، حيث عمل ضمن قوات «ريغولاريس» وقوامها في ذلك الوقت عدد من الأهالي من شباب المغرب، الذين تؤكد ابنة الديكتاتور أن والدها أحب المغاربة كثيرا وخالطهم وعاشرهم، واندمج في أسلوب حياتهم، رغم أنه كان يعلم أن أعدادا من بينهم مناهضون للاستعمار الإسباني لبلادهم، بينما أعداد أخرى كانت مقتنعة بجدوى الدفاع عن علم إسبانيا.

وفي هذا السياق، صرحت ابنة فرانكو أن أباها كان يكن احتراما للديانة الإسلامية، ولذلك عارض فكرة زواج المغاربة من فتيات إسبانيات، مخافة أن يجبرهم ذلك على التحول نحو اعتناق المسيحية. وكان أكره شيء إليه أن يكون الزوجان من ديانتين مختلفتين. وبخصوص العلاقة الزوجية، تروي الابنة أن والديها كانا منسجمين غاية الانسجام، ولذلك أوكل فرانكو لقرينته تربية ابنتهما الوحيدة. وقبل ذلك قدمت بعض التفاصيل عن الحياة العاطفية لوالديها، وقالت إنها تعرفا إلى بعضهما، وكانت والدتها في السابعة عشرة من عمرها، وعندما علم والدها أي جدها بذلك أدخلها إلى مدرسة تابعة للكنيسة في «فيرول» لكن الجنرال الراحل كان يسلك جميع السبل لرؤية حبيبته التي ستصبح زوجته، بما في ذلك بعث رسائل الغرام الصغيرة. وعندما تزوجت به، كانت خائفة على مصيره بعد أن ذهب إلى المغرب، الذي كانت تأتي منه أخبار سيئة عن وفاة الجنود الإسبان. ولا تتورع ماري كارمن، عن وصف والدتها بالبكاءة (كثيرة البكاء) خوفا على مصير زوجها في المغرب.

وعن علاقة فرانكو بالزعيم النازي أدولف هتلر، تقص ماري كارمن، أشياء طريفة ومثيرة عن لقاء والدها بالزعيم المرعب على الحدود الفرنسية ـ الاسبانية أي في «هندايا»، حيث تكشف أن والدتها صلت كثيرا، وتذرعت إلى الله من أجل زوجها لأنها كانت تعرف أنه ذاهب لمواجهة أمر خطير. والأخطر من كل ذلك هو أن فرانكو، خشي أن يتعرض للاختطاف على يد هتلر، ولذلك ترك وصية لمن يحكم بعده في حال عدم رجوعه. ومن بين الذين أوصى لصالحهم، الجنرال مونيوث غرانديس. وتصف ماري كارمن، والدها وهتلر، بأنهما كان دقيقين في المواعيد، وفي كل شيء، وحينما تأخر وصول فرانكو، بالقطار لأن حالة السكك الحديدية الإسبانية كانت مزرية، فرضت أن تتحرك العربات ببطء شديد، لم يغضب هتلر.

وتبرر ابنة فرانكو حديثها المسهب عن والديها، كونهما وخاصة والدها لم يترك مذكرات، ولا تولى ذلك أحد من أفراد العائلة.