الأمين العام للأمم المتحدة يبدي أسفه لانقضاء عام 2008 من دون الوصول لحل سلمي شامل في منطقة الشرق الأوسط

وكيل وزارة الإعلام الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط»: المنطقة تعيش زمنين 

TT

أبدى بان كي مون، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أسفه لانقضاء عام 2008 من دون الوصول لسلام شامل بمنطقة الشرق الأوسط. وأكد الأمين العام أن المنطقة تمر بمرحلة حرجة، تتطلب العمل بجهد مكثف لتحقيق السلام مع مطلع العام المقبل. وشدد بان كي مون على المبادرة العربية التي انطلقت عام 2002، أساسا لسلام عادل، وبالدور الذي تقوم به تركيا لجمع الإسرائيليين والسوريين. وجاء ذلك في كلمة ألقاها نيابة عن الأمين العام كيو اكاساكا مساعده للإعلام، ظهر أمس امام الندوة الإعلامية الدولية حول السلام الخاص بقضية الشرق الأوسط، في دورتها الـ16، التي استضافتها العاصمة النمساوية فيينا، اليومين الماضيين، بقصر الهوف بورغ.  وكان الامين العام للمنظمة الدولية، قد شدد في نهاية رسالته على ضرورة التفاؤل بما تبديه دول المنطقة من المساهمة والمشاركة في حوارات وعمليات تفاوض، اصبحت شبه مباشرة بين الاطراف كافة، مشيرا لضرورة ان تثمر تلك الحوارات للوصول إلى وضع حد للاحتلال الذي حدث بعد عام 1967، ولقيام دولة فلسطينية ديمقراطية حرة ومستقلة، جنبا الى جنب مع دولة إسرائيل.  من جانبه قال الدكتور متوكل طه، وكيل وزارة الاعلام الفلسطينية، في حديث لـ«الشرق الاوسط» امس، بعد مشاركته في الندوة، لما رسمه من وجود زمنين على ارض فلسطين التاريخية. موضحا ان الزمن الفلسطيني منهك مثقل بالبطالة، وغياب الاستثمار، مليء بالقتل والهدم والقلع وحرق الحقول، والغارق باكثر من 700 حاجز بين القرى والمدن في الضفة الغربية وبسور الفصل العنصري. وذلك بغرض شل واعاقة الحياة الفلسطينية، وجعل الزمن فيها بطيئا ينوء بالاثقال، ويصل إلى حد الموت.

مواصلا «ان هناك بالمقابل زمنا إسرائيليا قويا ومنفتحا ومفتوحا ومدعوما بكل التقنيات المتطورة ووسائل الدفع الحديثة والمعاصرة، وهو زمن حيوي وقوي تدعمه اميركا واللوبي الصهيوني في العالم، حتى يكون زمنا سريعا نافذا ومؤثرا لا تقف امامه حواجز أو معوقات. وبذلك يكون زمنا سريعا قادرا على التأثير والاحكام والسيطرة . واضاف ان غياب الوحدة الفلسطينية، وغياب الدعم العربي والإسلامي يزيدان من تكلس وإرهاق ما اسماه بالزمن الفلسطيني، كما يزيدان من تخلفه. وردا على استفسار حول ما يقصده بتقصير الدعم العربي؟ يوضح انه يقصد الدعم الرسمي، ودعم الأنظمة. متسائلا بدوره ان كانت الأنظمة والحكومات العربية تستخدم كل امكاناتها وثرواتها وثقلها الاقتصادي للضغط عالميا، وبالذات على اميركا حتى يعود الحق العربي في فلسطين وغيرها. موضحا ان الصهيونية العالمية والكنيسة التدبيرية باميركا يدفعان لاسرائيل سنويا ما قيمته 12 مليارا لتهويد القدس فقط ولزيادة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وتساءل عن المبالغ التي يدفعها العرب والمسلمون لحماية القدس. وعن دور الاقتتال الفلسطيني، والحرابة والقطيعة القائمة بين الفصائل الفلسطينية، أكد ان الاختلاف الفلسطيني العنيف يتم بأيد فلسطينية لكنه صناعة غير فلسطينية. بمعنى ان الكثير من القوى الفاعلة على الساحة الفلسطينية مرتبطة بمفارق اقليمية، أو تتأثر كثيرا بما يدور من حراك سياسي حول فلسطين. مضيفا ان الاحتلال الإسرائيلي الذي اغلق غزة جعلها حلبة مصارعة وخلق الاجواء المواتية للضغط والانفجار. مما أدى الى الاقتتال بمساعدة عوامل اخرى، مشددا على ان الاختلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني لا يمكن ان يتم تفكيكه الا بمداخلة اقليمية وتأثير خارجي.