كابل: السياسة القبلية ضرورية لبناء الجسور وكسب العقول والقلوب

إطلاق سراح رهينة فرنسي في أفغانستان

TT

يتطلب مد الجسور في أفغانستان ما هو اكثر من الطوب والاسمنت. انه يتطلب دبلوماسية ذكية وتقديرا للسياسة القبلية، خاصة اذا أريد للجسر موضوع الحديث أن ينجو من محاولات التخريب من قبل طالبان. لهذا توجه قائد القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي وقادة عسكريون أفغان ومسؤولون حكوميون الى هذه البلدة المعزولة في شمال افغانستان مطلع هذا الاسبوع للاجتماع بالرجال الذين يسعون الى الحصول على تعاونهم، وهم 11 شيخا ملتحيا من بالا مورغاب. وقال الجنرال ديفيد مكيرنان قائد القوات التي يقودها حلف الاطلسي وقوامها 50 الف فرد لرويترز: «هذا الجسر هو مجرد جسر صغير، لكنه رمز للناس الذين يعيشون هنا، مفاده أنه اذا تحسنت الاوضاع الامنية نستطيع ادخال تحسينات من أجل الناس هنا». وأضاف نجلس ونتحدث الى العلماء وشيوخ القرى والقادة وهذه هي الطريقة التي تنجز بها الاعمال. سنجلس معا في مجلس للشورى. من المؤكد أن هذا اكثر فعالية من محاولة فرض أسلوب أجنبي. وتدار المناطق القبلية بأفغانستان بنظام تقليدي، حيث يحل الشيوخ والشخصيات الذكورية البارزة، التي تحظى باحترام في المجتمعات، النزاعات ويتخذون القرارات من خلال عقد مجالس للشورى. انه نظام يريد التحالف العمل معه لكسب عقول وقلوب وثقة صانعي القرار من ذوي النفوذ في المناطق النائية، حيث يستطيع المقاتلون العثور على موطئ قدم. وفي حين جرى تبادل التمنيات السعيدة بين الشيوخ الذين ارتدوا العمائم والمسؤولين الذين يتخذون من كابل مقرا لهم، ويرتدون الملابس العسكرية، لا يزال مصير 17 جنديا أفغانيا احتجزهم مقاتلو طالبان معلقا. وقتل 13 آخرون من الجيش والشرطة في الكمين. وقال مكيرنان، شيوخ القرى يعلمون ما يجري في مجتمعاتهم، لهذا نأمل في أن يكون لهم صوت لدى هذه العناصر من طالبان، التي تحتجز هؤلاء الجنود ونأمل في تأمين اطلاق سراحهم. وفي حين يتسم معظم شمال أفغانستان بهدوء نسبي مقارنة بالجنوب والشرق المضطربين، شهدت بالا مورغاب ومنطقة غورماش المجاورة تصاعدا في وتيرة العنف هذا العام، حيث يجد مقاتلو طالبان أرضا خصبة لتمردهم بين الاقلية من البشتون المستبعدة من السلطة المحلية. وأوقف القتال في المنطقة استكمال القطاع الشمالي من طريق دائري يوفر طريقا بديلا للسلع القادمة من ايران الى العاصمة كابل، من دون المرور بالمناطق التي يدور بها معظم القتال في الجزء الجنوبي. وقال سوراب علي سفاري، وزير الاعمال العامة الافغاني لشيوخ القرى في مجلس الشورى، طلبنا من شركات للبناء ثلاث مرات المساعدة في مد الطريق هنا، لكن لا توجد شركات تريد الحضور الى هنا بسبب نقص الأمن. اذا كنتم تريدون هذا فبوسعكم فعله. بوسعكم ايقاف العدو. وتحسين الطرق ضروري ليس من أجل الاقتصاد فحسب، بحيث يستطيع المزارعون والتجار توصيل المنتجات للاسواق بشكل أسهل، وأن يجلب المستوردون السلع الغذائية الضرورية الى البلاد، التي لا تملك سواحل، بل ايضا من أجل الامن حيث تستطيع قوات الشرطة والجيش الوصول أسرع الى المناطق النائية غير المستقرة. وتصعب الطرق الممهدة على طالبان زرع العبوات الناسفة بدائية الصنع، التي انفجر نحو 750 منها في أنحاء افغانستان عام 2007 مما تسبب في سقوط مئات القتلى. ويقول كتاب «حقائق العالم»، الذي وضعته وكالة المخابرات المركزية الاميركية ان من جملة 42 الف كيلومتر من الطرق في أفغانستان هناك 12 الف كيلومتر فقط ممهدة. وقال سفاري سيساعد الجسر في الرعاية الطبية وتصدير واستيراد السلع. اذا لم يكن الجسر موجودا ستكون حياة الناس أصعب كثيرا، خاصة في أشهر الشتاء. وأقامت شركات أفغانية الجسر البالغ طوله 45 مترا بدعم من الفرقة الايطالية والاسبانية بقوات حلف شمال الاطلسي. الى ذلك ذكر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس، أن عامل اغاثة فرنسيا، كان قد احتجز كرهينة في أفغانستان لمدة شهر أطلق سراحه. وكان الفرنسي دانييل اجريتو الذي كان يعمل لصالح هيئة «سوليداريتيه لاييك» للاغاثة، اختطف في كابل في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني). وقال ساركوزي خلال زيارة الى بلدة كومبييني شمال باريس «انني سعيد لاطلاق سراح دانييل اجريتو قبل بضع دقائق». واضاف انه في حالة طيبة، ويجري الاتصال باسرته لابلاغها. سيخضع لبضعة فحوصات طبية، وسنعيده الى فرنسا في ساعة متأخرة اليوم (أمس).