اصطف آلاف الموظفين منذ ساعات الصباح الأولى على أبواب البنوك التجارية في قطاع غزة، بعد أن سادت إشاعات الليلة قبل الماضية، أنه تم الاتفاق مع إسرائيل على السماح بإدخال عشرات الملايين من الشواكل، لتغطية العجز في السيولة المالية لدى البنوك. وعلى الرغم من أن البنوك عادة تغلق أبوابها أيام السبت وأنها حين تكون مفتوحة لا تفتح قبل الساعة الثامنة والنصف صباحاً، إلا أن الكثير من الموظفين قصدوا هذه البنوك حوالي الساعة السادسة صباحاً، حتى يتمكنوا من تسلم رواتبهم قبل الازدحام. لكن الموظفين فوجئوا عندما حان موعد فتح البنوك أبوابها ولم تفتح، فعادوا أدراجهم بعد أن تنافسوا على أن يكونوا في مقدمة الذين يتسلمون رواتبهم. مصادر فلسطينية أكدت أن حوالي 70 ألف موظف فلسطيني، يتقاضون رواتبهم من حكومة سلام فياض لن يحصلوا على مستحقاتهم المالية، إلا بعد حلول العيد، بشرط أن توافق إسرائيل على السماح بدخول عملة الشيكل. وفي رام الله، عقد الدكتور جهاد الوزير محافظ سلطة النقد الفلسطينية، اجتماعا عاجلا مع ممثلي البنك وصندوق النقد الدوليين في السلطة الفلسطينية، وطالبهم بالتدخل لدى إسرائيل لإقناعها بالسماح بدخول عملة الشيكل، لكي يتسنى للموظفين تلقي رواتبهم. وقد انعكس هذا الواقع على الأجواء في قطاع غزة عشية العيد، إذ أن أصحاب المحال التجارية، يؤكدون أنه لم يسبق أن كانت القوى الشرائية للناس هنا على هذا النحو من التدني عشية العيد. وأكد صاحب محل بيع حلويات، أنه لا يلمس أي فرق بين الأيام العادية وبين هذه الأيام في كل ما يتعلق بما يبيعه من حلويات، حيث أن عددا قليلا من الناس يشترون منه الحلويات. وما ينطبق على الحلويات ينطبق على محال بيع الملابس، حيث تعاني كساداً كبيراً. إلى ذلك حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) من نفاد مخزونها من المواد الغذائية والتموينية لسكان قطاع غزة، خلال يومين أو ثلاثة في حال استمر الإغلاق الإسرائيلي لمعابر القطاع المتواصل بشكل مشدد منذ شهر. وفي تصريحات للصحافيين قال عدنان أبو حسنة الناطق باسم «أنروا» إن حدة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة تفاقمت، مطالبا بتدخل دولي لدى إسرائيل لإقناعها بالسماح بدخول المواد التموينية، مشيرا إلى أن هناك 750 ألف شخص يعتمدون على المساعدات التي تقدمها «انروا». وأشار أبو حسنة إلى أن عدد الشاحنات المحملة بالمواد التي سمحت بدخولها إسرائيل للقطاع غير كاف. وأضاف أن «الوضع في قطاع غزة لا يزال بالغ السوء، حيث قطعت الكهرباء نهائيا عن مناطق كثيرة فيما لا يصل التيار الكهربائي إلى باقي المناطق لأكثر من ساعات قليلة»، مشيراً إلى وجود حالة من «الغضب واليأس والإحباط الشديد في كل مكان، إضافة إلى انهيار الاقتصاد بشكل كامل، وإغلاق البنوك أبوابها بسبب نقص السيولة النقدية». وأكد أبو حسنة أن «أنروا» لم تتلق وعوداً إسرائيلية بموعد جديد لفتح المعابر، لكنه أعرب عن أمله في «أن يسود الهدوء، ويعاد فتح جميع المعابر بشكل اعتيادي». من ناحيته قال جمال الدردساوي، مدير العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء الفلسطينية في قطاع غزة، إن محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع ستتوقف بالكامل عن العمل اليوم، مع نفاد آخر كمية من الوقود تم إدخالها للقطاع، مشيراً إلى أن هذه الكميات لا تكفي إلا لصباح الأحد (اليوم) وسيتم إطفاء المحطة عند نفادها فوراً إن لم يتم إدخال كميات من السولار الصناعي اللازم لتشغيلها. وأضاف «ما أدخلته إسرائيل الخميس الماضي من سولار صناعي لمحطة توليد الكهرباء، تم تقسيمه لاستخدامه على أيام، إلى حين إدخال كميات جديدة من السولار».