«الكرانبيري».. مفيد للوقاية من عدوى الجهاز البولي

دلائل علمية تشير إلى أهمية منتجاته

TT

في ما يعتقد انه أكبر ترويج من نوعه لثمار «الكرانبيري» cranberries، وهو نوع من التوت البري، اعلن باحثو مؤسسة «كوتشران كاليبريشن« المهيبة - التي تضم خبراء متخصصين لتقييم الدراسات حول العناية الصحية - ان الدلائل العلمية تدعم الرأي القائل ان تناول منتجات «الكرانبيري» يوميا يقلل حدوث عدوى الجهاز البولي urinary tract infections (UTIs). وأضافوا ان تأثيرات الكرانبيري في الوقاية كانت الأقوى عند النساء اللواتي تتكرر لديهن حالة UTIs- أي حدوثها بمعدل ثلاث مرات او اكثر في السنة. وقد نشرت النتائج في عدد 23 يناير 2008 من دورية «كوتشران ديتابيس أوف سيستاماتك ريفيوز».

* عصير الكرانبيري

* وقد استخدم عصير الكرانبيري لسنوات في علاج عدوى الجهاز البولي UTIs، وتشيع هذه الحالة بنحو 50 مرة اكثر لدى النساء من الرجال، وفقا للتفصيلات الاضافية المصاحبة التي نشرت مع نتائج «كوتشران». وبمقدور عدوى UTIs ان تؤثر على أي جزء من الجهاز البولي، الا انها تظهر غالبا في المثانة مسببة التهاب المثانة cystitis. وحالة التهاب المثانة تتسبب في ظهور اعراض التبول المتكرر، الالحاح على التبول والألم اثناءه، وفي بعض الاحيان ظهور آلام في البطن او دم في البول. وغالبية حالات عدوى الجهاز البولي UTIs تسببها العدوى بـ «إي كولاي» التي يمكنها ان تنتقل من الشرج نحو الإحليل خلال عمليات التنظيف بعد التبرز، او لدى اجراء العملية الجنسية. والنساء مهددات اكثر من الرجال بهذه العدوى، لأن الإحليل لديهن اقرب الى المهبل والى الشرج، كما انه اقصر مما هو لدى الرجال، الأمر الذي يسمح للبكتريا بالدخول الى المثانة.

المضادات الحيوية فعالة جدا في الوقاية من هذه العدوى وعلاجها، الا ان الكثير من النساء لا يرغبن في تناولها لتسببها في احداث الاسهال، والغثيان، وعدوى الخميرة في المهبل او الفم.

* دراسات الكرانبيري

* وقد قام خبراء المراجعات في مؤسسة «كوتشران» في التنقيب داخل قواعد البيانات وفي سجلات التجارب السريرية، كما طلبوا المشورة من مصادر صناعات منتجات الكرانبيري، بهدف العثور على دراسات استمرت لمدة شهر على الأقل اجريت على مجموعات متنوعة من السكان، وقارنت بين تأثيرات منتجات مثل عصير الكرانبيري، أو عبواته، وبين الحبوب الوهمية او الماء على حالة عدوى الجهاز البولي.

ووجد الخبراء 10 دراسات شملت في مجموعها 1049 من المشاركين، تطابقت مع المعايير التي وضعوها.

وأظهرت النتائج انه وخلال فترة 12 شهرا، ادت منتجات الكرانبيري الى خفض مجموع حوادث عدوى الجهاز البولي UTIs بنسبة 35 في المائة. وضمن هذه النتائج، فقد ظهر ان الكرانبيري اكثر فاعلية لدرء هذه العدوى لدى النساء اللواتي تتكرر لديهن الاعراض المصاحبة لها، مقارنة بالنساء الكبيرات في السن. كما ظهر ان الكرانبيري غير فعال في حالات مشاكل المثانة التي تحدث بسبب ادخال القسطرة فيها. وقد قلص الكرانبيري المعدل السنوي من حالات عدوى UTIs لدى النساء اللواتي تتكرر لديهن هذه العدوى، بنسبة 39 في المائة.

نقائص الدراسات الا ان احد نقائص الدراسات التي تمت مراجعتها، تمثلت في انها لم تدرس امورا مهمة مثل حجم جرعات الكرانبيري او تركيزه. وكذلك، فانه لم يتم تحديد وقياس التركيب الكيميائي لمنتجات الكرانبيري. كما لا يعرف مقدار التكافؤ البيولوجي بين عصير الكرانبيري وبين حبوبه او عبواته. ولذلك فان من الصعب معرفة كميات المركبات التي احتوتها منتجات الكرانبيري التي تناولها المشاركون، ومعرفة مستوياتها الفعالة. (والتوصيات التقليدية هي تناول قدح او قدحين من عصير الكرانبيري 10 في المائة، يوميا).

كما ان نسبة خروج المشاركين من الدراسات كانت كبيرة. وتظل اسباب هذا الخروج غير واضحة، رغم ان بعض الدراسات اشارت الى ان طلب اجراء الفحوص هو سبب المشاكل.

* فائدة الكرانبيري

* يحتوي الكرانبيري على عدة مركبات يمكنها تقديم فوائد صحية، ومنها حامض السليساليك salicylic acid (وهو المكون النشيط في الأسبرين)، ومركبات البوليفينول polyphenols النباتية، التي تمتلك صفات مضادة للأكسدة. ومع ان احدا لم يستطع رصد آلية محددة لكيفية تأثيرها، الا ان الفحوصات المختبرية اظهرت ان خلاصات الكرانبيري تؤدي الى منع قدرات «إي كولاي» للالتصاق بنوع الخلايا التي تبطن جدران الجهاز البولي.

وإحدى المسائل التي تقرر محدودية استخدام العلاج بالكرانبيري هي ان عصير الكرانبيري الشائع له سعرات حرارية عالية (130 الى 140 سعرة حرارية لكل 8 أونصات- الاونصة 29 مليلترا تقريبا- أي لكل قدح تقريبا- وهذا اكثر بنحو 50 في المائة من السعرات الحرارية الموجودة في عصير البرتقال، بل وحتى في مشروبات الكولا). كما ان بعض الناس قد لا يكونون راغبين في طعمه، خصوصا على المدى الطويل. ومن حسن الحظ فان هناك الكثير مما يمكن فعله لدرء حدوث عدوى الجهاز البولي، ومنها تناول كميات كبيرة من الماء لزيادة حجم البول، وعدم حصر البول بل التوجه الى المرحاض عند حصول الالحاح على التبول، الاستحمام تحت مرشات «الدوش» بدلا من البانيو، التبول قبل العملية الجنسية وبعدها.

وان حدث ان استمرت المشاكل بعد هذا، فحاول التحادث مع الطبيب حول العلاج بالمضادات الحيوية الواقية، أي تناول المضادات الحيوية يوميا، او بعد العملية الجنسية، او لدى ظهور اول اعراض العدوى

* خدمة هارفارد الطبية – الحقوق: بريزيدانت آند فيلوز – كلية هارفارد.