الكعبة المشرفة ارتدت كسوتها الجديدة أمس

20 مليون ريال تكلفتها الإجمالية

TT

ارتدت الكعبة المشرفة البارحة، كسوتها الجديدة التي تبلغ تكلفتها الإجمالية 20 مليون ريال، وهي مصنوعة من الحرير الطبيعي، والتي تسلمها في مكة المكرمة الشيخ صالح الشيبي كبير سدنة بيت الله الحرام قبل يومين، وذلك وفقاً للعادة السنوية التي تكسى فيها الكعبة المشرفة استعدادا لأول أيام عيد الأضحى المبارك. وأوضح الدكتور صالح الشيبي كبير سدنة بيت الله الحرام في كلمة له خلال مراسم تسلم الكسوة من يد صالح بن عبد الرحمن الحصيني الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي «أن صناعة كسوة الكعبة المشرفة وتخصيص مصنع خاص لها منذ عهد الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ يجسد مدى اهتمام ولاة الأمر في المملكة بالكعبة المشرفة وبالحرمين الشريفين وبالمقدسات الإسلامية في كل مكان».

وأبان الشيبي أن التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة تبلغ 20 مليون ريال وتصنع من الحرير الطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الأسود ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا ويوجد في الثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتيمترا وبطول 47 مترا والمكون من ست عشرة قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.

وأضاف الشيبي «توجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه «يا حي يا قيوم ـ يا رحمن يا رحيم ـ الحمد الله رب العالمين». والحزام مطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بالكعبة المشرفة بكاملها.

وتشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة ويطلق عليها البرقع وهي مصنوعة من الحرير بارتفاع ستة أمتار ونصف، وبعرض ثلاثة أمتار ونصف، مكتوب عليها آيات قرآنية ومزخرفة بزخارف إسلامية مطرزة تطريزا بارزا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب.

وأشار الشيبي إلى أن الكسوة تتكون من خمس قطع تغطي كل قطعة وجها من أوجه الكعبة المشرفة والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على باب الكعبة ويتم توصيل هذه القطع مع بعضها البعض.

وحول صناعة الكسوة بين كبير سدنة بيت الله الحرام ان صناعة الكسوة تمر بعدة مراحل أولها الصباغة، التي تتم فيها صباغة الحرير الخام المستورد على هيئة شلل باللون الأسود أو الأحمر أو الأخضر، ثم مرحلة النسيج ويتم فيها تحويل هذه الشلل المصبوغة إما إلى قماش حرير سادة ليطبع ثم يطرز عليه الحزام أو الستارة أو إلى قماش حرير «جاكارد» المكون لقماش الكسوة، تليها مرحلة الطباعة وتتم فيها طباعة جميع الخطوط والزخارف الموجودة بالحزام أو الستارة على القماش بطريقة السلك سكرين وذلك تمهيدا لتطريزها، ثم مرحلة التجميع ويتم فيها تجميع قماش «الجاكارد» لتشكل جوانب الكسوة الأربعة ثم تثبت عليه قطع الحزام والستارة تمهيدا لتركيبها فوق الكعبة المشرفة.

وأضاف «وتتم هذه المراحل في جميع أقسام المصنع المتمثلة في أقسام الحزام والنسيج اليدوي والنسيج الآلي والطباعة والأعلام والستارة والصباغة ويعمل بها أكثر من مائتي موظف من الطاقات السعودية المؤصلة والمدربة على هذه الصناعة المميزة».

وينتج المصنع الكسوة الخارجية والداخلية للكعبة المشرفة بالإضافة إلى الأعلام والقطع التي تقوم الدولة بإهدائها لكبار الشخصيات.

وكانت مكة المكرمة قد شهدت يوم أمس الأول مراسم تسلم كسوة الكعبة المشرفة لكبيرة سدنة بيت الله الحرام جريا على العادة السنوية التي تتم في مثل هذا الوقت من كل عام ليتم تركيبها في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة بدلا من الكسوة الحالية. وأوضح الشيخ صالح الحصين في كلمة بعد حفل مراسم التسليم أن صناعة كسوة الكعبة المشرفة على مدى العصور الماضية شهدت العديد من التطورات بداية من إنشاء مصنع كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة الذي يحظى بدعم واهتمام بالغ من القيادة.