ليفني تدعو للرد بقصف مدفعي مباشر على كل قذيفة تطلق من القطاع

TT

في مؤشر على تحول غزة إلى مادة أساسية من الجدل الداخلي عشية الانتخابات الإسرائيلية غزة: صالح النعامي في ما يعد مؤشراً على تحول الموقف من غزة الى مادة للتراشق بين الفرقاء في الساحة السياسية في اسرائيل عشية الانتخابات، دعت وزيرة الخارجية تسيفي ليفني زعيمة حزب «كاديما» الحاكم ومرشحته لرئاسة الوزراء الى استخدام القصف المدفعي المباشر للرد على كل قذيفة صاروخية تطلقها الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية صباح أمس عن ليفني قولها، إنه يتوجب على إسرائيل ان تتحرك لوقف إطلاق القذائف الصاروخية من غزة بكل وسيلة، مشيرة الى أنها ستطالب ببحث هذا الاقتراح خلال أحد اجتماعات المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن أو المطبخ السياسي، الذي يضم كلا من رئيس الوزراء ووزير الدفاع والخارجية، في اقرب وقت. واعتبرت ليفني أن التهدئة أصبحت في حكم المنتهية، زاعمة أن الفصائل الفلسطينية هي التي تتحمل المسؤولية عن انهياره بشكل كامل. وفي كلمتها في افتتاح جلسة الحكومة الإسرائيلية صباح امس، قالت «من يقول أن هناك تهدئة في قطاع غزة فهو لا يعرف عما يتحدث عنه». وفي مؤشر على رغبتها في تسجيل نقاط سياسية على خصومها السياسيين، قالت ليفني موجهة حديثها بشكل غير مباشر لوزير الدفاع ايهود باراك، «على المسؤول عن الأمن أن يتحرك للعمل، وأنا اتكفل بحشد التأييد في الساحة الدولية لأي عمل عسكري نقوم به». وهنا تدخل باراك ملمحاً الى الاعتبارات الشخصية التي دفعت ليفني لاطلاق هذه الاقتراحات قائلاً: «المسؤولية عن الوضع الأمني تقع علي شخصياً، وأنا أدرك اننا في خضم موسم سياسي انتخابي، العملية ضد غزة لن تفر من بين ايدينا، لكن يتوجب اتخاذ القرارات بمسؤولية، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام تواصل اطلاق الصواريخ على البلدات الاسرائيلية في محيط القطاع». واكدت النسخة العبرية لموقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» على شبكة الانترنت، أن ما صدر على لسان كل من ليفني وباراك يمثل نوعا من المناكفات المرتبطة برغبة كل منهما بتسجيل نقاط عشية الانتخابات. من ناحية ثانية قال وزير المواصلات الإسرائيلي شاؤول موفاز، إنه يتوجب القيام بالعديد من الخطوات العسكرية والضغوط الاقتصادية والسياسية من أجل وقف عملية اطلاق الصواريخ. وكرر موفاز في مقابلة اجرتها معه الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية صباح أمس، دعوته الى تصفية القيادة السياسية لحركة حماس، معتبراً أن هذا الإجراء أصبح ضرورة استراتيجية من أجل ان تستعيد إسرائيل الردع في مواجهة المقاومة الفلسطينية. وزعم موفاز أن عمليات التصفية التي نفذتها اسرائيل في عام 2004 وطالت رأس هرم القيادة في حماس، اسهمت في إخراج حماس من دائرة الفصائل التي تنفذ عمليات ضد اسرائيل لمدة ثلاث سنوات، مكرراً رفضه لإعادة احتلال غزة. وكان الجنرال يواف غلانت قائد المنطقة الجنوبية والمكلف بالإشراف على العمليات الحربية في القطاع، قد أوصى بممارسة ضغوط دينية وثقافية، بالاضافة للضغوط السياسية والعسكرية على القطاع من أجل حسم المواجهة مع حماس. وقال غلانت إن المواجهة مع حماس مسألة وقت، موضحا أن الصدام معها سيكون «ذا أهمية كبرى». وشبه غلانت غزة بـ«طنجرة ضغط تغلي». من جهة اخرى، اتفقت الفصائل الفلسطينية على مواصلة البحث في مصير التهدئة بعد انتهاء عطلة عيد الاضحى التي بدأت امس، علما بأن حماس هي التي دعت الى عقد هذه اللقاءات، معتبرة أنها تأتي كمحاولة لبلورة موقف موحد من التهدئة. وقال فوزي برهوم الناطق بلسان حماس، إنه ستعقد المزيد من اللقاءات لبلورة موقف نهائي، مؤكداً أنه لم يتم التوصل إلى قرار حتى الآن. واضاف في تصريح صحافي «لا نريد أن ينفرد أحد بإعطاء قرار بشأن التهدئة، وإذا كان يجب أن يتم تمديد التهدئة فيجب ألا تكون بنفس الشروط السابقة مع أهمية توفر ضمانات للتنفيذ». من ناحية ثانية علمت «الشرق الاوسط»، أنه من خلال المداولات التي اجرتها الفصائل حتى الآن يتبين أن جميعها يعتبر أن التهدئة بصيغتها الحالية لا يمكن أن تتواصل. وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن مقاومين فلسطينيين اصيبا بجراح جراء استهدافهما بقذيفة مدفعية قرب بوابة موقع كيسوفيم العسكري شرق خان يونس جنوب غزة. واعلنت «ألوية الناصر صلاح الدين»، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، أن اثنين من مقاوميها أصيبا جراء تعرضهما لقصف اسرائيلي أثناء وجودهما قرب الخط الفاصل شرق خان يونس. وكان مقاوم آخر من الألوية قد أصيب الليلة قبل الماضية بجراح بالغة في قصف جوي آخر نفذته طائرة استطلاع اسرائيلية.