أوباما دعا إلى إعادة تقييم العلاقات مع موسكو واعتماد سياسة الترغيب والترهيب مع إيران

ينوي تعيين جنرال من أصل آسيوي وزيرا لشؤون المحاربين القدامى

TT

دعا الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما الى إعادة تقييم العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وروسيا، منتقدا في الوقت نفسه موسكو «لاستقوائها» على جورجيا وغيرها من الدول المجاورة.

وفي المقابلة نفسها، قال أوباما انه يعكف على تحديد موعد لقائه بالرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أو رئيس الوزراء القوي فلاديمير بوتين.

الا انه اكد انه بعد ان يخلف الرئيس جورج بوش في 20 يناير «سيكون من المهم بالنسبة لنا إعادة تقييم العلاقات الاميركية ـ الروسية». وأشار أوباما الى انه بفضل النمو الاقتصادي القوي، اصبحت روسيا الغنية بالنفط «أكثر حزما».

واضاف «عندما يتعلق الأمر بجورجيا وتهديداتها للدول المجاورة، اعتقد انهم تصرفوا بطرق تناقض الأعراف الدولية.. نريد ان نتعاون معهم بقدر المستطاع»، مشيرا الى التعاون في معاهدة الحد من الانتشار النووي والجهود المشتركة ضد الإرهاب.

كذلك، وعد أوباما بانتهاج سياسة تقوم على «لترغيب والترهيب» تجاه ايران لاقناعها بالتخلي عن السعي الى امتلاك سلاح نووي، مؤكدا في الوقت نفسه انه يعتزم التفاوض بصورة مباشرة مع ايران.

وقال اوباما في حديث الى شبكة تلفزيون «ان بي سي»: «يتعين علينا انتهاج دبلوماسية متشددة ولكنها مباشرة مع ايران».

وحرص اوباما على تذكير ايران بان برنامجها النووي «غير مقبول»، وكذلك الدعم الذي تقدمه الى الحركات الاسلامية مثل حماس في الأراضي الفلسطينية وحزب الله في لبنان بالإضافة الى «تهديداتها لاسرائيل».

ووعد أوباما، الذي يضع اقتراحه اجراء حوار مباشر مع ايران حدا لحوار الصم الذي استمر بين البلدين ثلاثين عاما، باتخاذ «سلسلة من اجراءات الترغيب والترهيب لتعديل حساباتهم حول طريقة ادائهم».

وفي ما يتعلق باجراءات «الترغيب» تحدث اوباما عن حوافز اقتصادية وتجارية. وأما في ما يختص باجراءات «الترهيب» فانه اقترح تشديد العقوبات الدولية ضد ايران ولا سيما بالتعاون مع شركاء طهران الاقتصاديين الكبار وهم الصين والهند وروسيا.

وقال اوباما «نحن على استعداد للتحدث بشكل مباشر مع الايرانيين وان نترك لهم الخيار بصورة واضحة حتى نتيح لهم ان يقرروا ما إذا كانوا يفضلون ان تكون الأمور سهلة أو صعبة».

من جانب آخر، يتوقع ان يعين الرئيس الاميركي المنتخب الجنرال المتقاعد اريك شينسكي في منصب وزير شؤون المحاربين القدامى. وسيعلن اوباما اختيار الوزير الجديد وهو اول جنرال في الجيش بهذا المستوى من اصل اميركي ياباني في مؤتمر صحافي في شيكاغو حسب ما نقلت وكالة اسوشيتدبرس.

وقال اوباما في مقابلة مع شبكة أن بي سي وفي اطار برنامج «قابل الصحافة» «اعتقد ان الجنرال شينسكي هو بالتأكيد الرجل المناسب الذي سيضمن ان نكرم قواتنا عندما يعودون الى الوطن». وكان شينسيكي (62 عاما) خريج الاكاديمية العسكرية في ويست بوينت والذي جرح في حرب فيتنام، اول عسكري اميركي من أصل آسيوي يصل الى رتبة جنرال في تاريخ الولايات المتحدة.

وشينسيكي مولود في هاواي لعائلة من اصل ياباني وعمل في قيادة الجيش العليا في عهد الرئيس بيل كلينتون في 1999.

وكان الجنرال شينسيكي حاول عبثا اقناع وزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد بان غزو العراق واحتلاله يحتاج الى عدد أكبر من الجنود، مقدرا العدد اللازم بـ500 ألف على الأقل.

وقد صرح في جلسة استماع في الكونغرس ان غزو العراق واحتلاله يحتاج الى «بضع مئات الآلاف من الجنود». وأوضح امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ «اننا نتحدث هنا عن مرحلة السيطرة بعد الحرب على رقعة كبيرة يمكن ان تشهد توترا اثنيا قد يؤدي الى مشاكل اخرى».

إلا ان رامسفيلد ونائبه حينذاك بول وولفويتز رفضا هذه التقديرات، وقال ان قوة تتألف من حوالي مائة ألف جندي كافية لبسط السيطرة على العراق.

ودفعت العلاقات المتوترة بين الرجلين حول خطة غزو العراق التي اعدت في واشنطن في عام 2002، رامسفيلد الى الاعلان عن رحيل الجنرال قبل 14 شهرا من الموعد المحدد لتقاعده.

وقد قاتل شينسيكي في فيتنام وتولى قيادة القوات الاميركية في اوروبا وبعثة حلف شمال الاطلسي لحفظ السلام في البوسنة والهرسك.

من جانب آخر، دعا الرئيس الاميركي المنتخب الاميركيين الى الاطلاع عبر الانترنت على النقاشات بين الفريق الانتقالي وأي هيئة خاصة غير حكومية.

وهذه المبادرة تدعو ايضا المواطنين الى نقل تعليقاتهم المتعلقة بهذه الاجتماعات مع شركات او اي مجموعات اخرى بهدف اعتماد الشفافية بحسب فريق الرئيس اوباما. وقال جون بوديستا نائب رئيس فريق اوباما في بيان ان «مثل هذه الاجتماعات خلال الفترات الانتقالية السابقة كانت تعقد في جلسات مغلقة ولم يعد الامر كذلك الان» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.