إيران تجري تجربة لصاروخ جديد بحر ـ بحر.. وتقول إنها تقدم إنجازاتها العلمية للدول الصديقة

طهران تعرض للصحافيين طلبا لأعضاء الكونغرس الأميركي لإجراء محادثات مع النواب الإيرانيين

رجال دين وطلبة إيرانيون متشددون في مظاهرة احتجاجية ضد حوار الأديان أمس أمام السفارة السعودية في طهران (رويترز)
TT

أجرت إيران أمس تجربة ناجحة لصاروخ جديد بحر ـ بحر في إطار مناورات عسكرية في بحر عمان ومنطقة الخليج وسط توترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين لم تستبعدا اتخاذ إجراء عسكري اذا فشلت الدبلوماسية في إنهاء خلاف مع طهران بسبب نشاطاتها النووية.

وقالت وكالة فارس الإيرانية إن الصاروخ الذي أطلق عليه اسم «نصر ـ 2» أصاب هدفا يقع على مسافة 30 كلم من سفينة الإطلاق. ولم تحدد الوكالة البعد النظري للصاروخ الذي تم اختباره للمرة الأولى.

وتعلن إيران بانتظام عن اختبار أسلحة «جديدة» غير أن التقدم الفعلي الذي حققته على هذا الصعيد حتى الآن يبقى موضع تشكيك.

وضاعف هذا البلد في السنوات الماضية الإعلان عن تجارب ناجحة لأسلحة جديدة في وقت لم تستبعد الولايات المتحدة وإسرائيل اللجوء إلى القوة لإرغامه على وقف برنامجه النووي المثير للجدل.

ويتهم الغرب إيران بالسعي لتصنيع رؤوس حربية نووية وتنفي ذلك. وتصر طهران على أنها تريد اتقان تكنولوجيا نووية لتوليد الكهرباء حتى يمكنها تصدير المزيد من احتياطيها الكبير من النفط والغاز.

وتعهدت واشنطن التي يتمركز أسطولها الخامس في البحرين بالإبقاء على ممرات الشحن مفتوحة. ويقول خبراء ان البحرية الإيرانية لن يمكنها مضاهاة التكنولوجيا الاميركية ولكن يمكنها أن تحدث فوضى في المجرى المائي.

وفي نفس الوقت، عرض مقرر لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي كاظم جلالي، امس، إحدى الرسائل التي وجهها اعضاء الكونغرس الاميركي والتي تتضمن طلبا بإجراء محادثات مع النواب الإيرانيين، على الصحافيين. وقال جلالي وهو يتحدث للصحافيين على هامش الجلسة العلنية للمجلس، ان نفي إرسال هذه الرسائل من قبل البعض في اميركا يظهر اما انهم كانوا يجهلون وجود مثل هذه الرسائل أو ان هذا النفي هذا جاء من منطلق سياسي.

وعرض جلالي للصحافيين الورقة الرئيسة للنواب الاميركيين وتواقيعهم قائلا: «ان النواب الاميركيين وكما كانوا قد وجهوا سابقا رسالة إلى غلام علي حداد عادل رئيس المجلس السابع، وجهوا عده رسائل الى علي لاريجاني بعد انتخابه رئيسا للمجلس الثامن تتضمن التهاني لانتخابه وطالبوا بعقد لقاء‌ات ومحادثات مع النواب الإيرانيين».

وفي جامعة طهران تظاهر طلاب إيرانيون احتجاجا على سياسة الحكومة أمس رغم الانتشار الكثيف لقوات الأمن، حسب ما أعلنت مصادر طلابية لوكالة الصحافة الفرنسية.

ونظم التظاهرة مكتب ترسيخ الوحدة، الجمعية الطلابية الرئيسية المقربة من الإصلاحيين، بمناسبة اليوم الوطني للطلاب.

وقال مهدي عرب شاه العضو في مكتب ترسيخ الوحدة ان «آلاف الطلاب أتوا من مختلف الجامعات». وأضاف «كانت هناك رقابة صارمة (من قبل الشرطة) التي لم تسمح لأحد بالدخول لكن الطلاب كسروا السياج ودخلوا». وأضاف ان «انتقادات عدة وجهت الى (الرئيس محمود) احمدي نجاد بسبب القمع في الجامعات والحالة الاقتصادية المتردية»، مشيرا الى ان الطلاب طالبوا بـ«حرية التعليم واحترام حقوق الانسان».

وكان المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي ينوي إلقاء خطاب السبت في جامعة العلم والسنة في طهران لكنه ألغي.

والجامعات الايرانية تعتبر الأمكنة التقليدية للتظاهرات الاحتجاجية على سياسة الحكومة. وسجن عدد من الناشطين خصوصا مسؤولين في مكتب ترسيخ الوحدة لتنظيم تظاهرات غير مرخص لها واتخذت بحق آخرين تدابير تأديبية ومنعوا من متابعة دراساتهم.

من جهته، قال رئيس جامعة طهران فرهاد رهبر ان إيران مستعدة لتقديم إنجازاتها العلمية التي كانت تحتكرها في وقت ما الدول المتقدمة، لدول العالم خاصة الدول الصديقة في أميركا اللاتينية. وأضاف رهبر ان العلماء الإيرانيين الشبان حققوا نجاحات باهرة على الأصعدة العلمية بما فيها التقنية النووية، وقال إن إيران تسعى إلى إخراج هذه التكنولوجيا من احتكار الاستكبار الأميركي ووضعها بتصرف كافه شعوب العالم.

من جهة ثانية، أعلنت الإذاعة الايرانية، امس، أن حكما بالسجن والجلد صدر على 16 موظفا سابقا بالبنك المركزي الإيراني لقبولهم رشاوى تشمل 35 مليار ريال (5. 3 مليون دولار) نقدا الى جانب ذهب وعملات أجنبية. والحكم أحدث مؤشرا على تشدد إيران في محاربة الفساد برابع أكبر بلد مصدر للنفط في العالم.

وقال التقرير الاذاعي ان محكمة في طهران قضت في «حكم أولي» بالسجن 10 سنوات والجلد وغرامات دون أن يوضح ما اذا كان الستة عشر متهما قد حصلوا على العقوبة ذاتها.