العيد في غزة.. زيارات بلا شاي ومعايدات بدون لحم

عشرات الآلاف من الموظفين لم يتقاضوا رواتبهم

صبي فلسطيني يشتري بعض الحلوى في أول أيام عيد الأضحى المبارك (أ.ف.ب)
TT

منذ ليلة العيد كان كل من عوني أبو عون ومحمد شكري وأسامة أحمد قد اتفقوا على أن تقتصر زياراتهم لجيرانهم في حي بركة الوز، غرب معسكر المغازي للاجئين وسط قطاع غزة، يوم العيد على المصافحة عند الباب وعدم الدخول الى البيوت. السبب الذي دفع هؤلاء الثلاثة، الذين تعودوا على زيارة جيرانهم من أهل الحي معا، للإصرار على عدم دخول البيوت هو عدم احراج هؤلاء الجيران الذين سيكون من شبه المستحيل على معظمهم تقديم مشروب الشاي، الذي يقدم عادة للزائرين في هذه المناسبات، بسبب نفاد الغاز المعد للطهو لدى معظم أهل الحي. وبالمقابل فإن الجيران، الذين قام الثلاثة بزيارتهم لم يظهروا إصراراً على إقناع الثلاثة بالدخول، لنفس السبب.

أسامة أحمد، الذي يعمل مدرساً في إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين قال لـ«الشرق الأوسط»، لا يمكنني أن أتوقع من جيراني ما أعجز عنه، فلو زارني أحد فلا يمكنه أن يتوقع مني أن تقوم زوجتي بإشعال الحطب في يوم العيد لتحضير إبريق الشاي». واللافت بشكل خاص في عيد الأضحى هذا، وبخلاف الأعوام الماضية هو حقيقة أن معظم الفلسطينيين في القطاع شرعوا في زيارات العيد مباشرة بعيد الانتهاء من صلاة العيد، وذلك لأن الأغلبية الساحقة منهم لم يكن لديهم أضاحي يذبحونها بعيد الصلاة. فعدد الذين ذبحوا أضحيات خلال هذا العيد متدن جداً مقارنة بالأعوام الماضية، فبالإضافة الى تدهور الأوضاع الاقتصادية في قطاع غير مسبوق، فإن عشرات الآلاف من الموظفين الذين يعملون في مؤسسات السلطة الفلسطينية المختلفة لم يتقاضوا رواتبهم قبيل العيد، لأن البنوك أغلقت أبوابها عشية العيد لعدم توفر سيولة مالية تكفي حتى لتسليم الموظفين جزءاً من رواتبهم. من هنا فإنه اختفت، تقريباً هذا العيد، المشاهد التي يرى فيها الناس وهم يحملون في أياديهم أفخاذ الخرفان أو صُرَر اللحم لدى معايدتهم اقاربهم.

لكن الجمعيات الخيرية العاملة في قطاع غزة، ورغم ظروف الحصار القاهرة استطاعت أن تخفف من وقع تأثير الحصار على الناس في العيد. أحد أبرز هذه الجمعيات هي جمعية «الصلاح الإسلامية». على ناصر مدير الجمعية في المنطقة الوسطى من القطاع، التي يبلغ تعداد السكان فيها مائة وعشرين ألف نسمة أكد لـ«الشرق الأوسط» أن جمعيته وزعت لحوم الأضاحي على خمسة آلاف أسرى بمعدل 2 كلغم لحم لكل أسرة، بالإضافة الى توزيع عيدية لكل طفل يتيم بلغت قيمتها 200 شيكل (54 دولار)، حيث استفاد حوالي 1000 طفل، الى جانب شراء ملابس للأطفال الأيتام، حيث استفاد 500 طفل من ذلك، في نفس الوقت فقد وزعت الجمعية الآلاف من علب الحلويات على الأسر الفقيرة. مع العلم بأن هناك عددا آخر من الجمعيات التي تعمل في مجال توزيع لحوم الأضاحي على الأسر الفقيرة، ناهيك من أن الكثير من الموسرين والأغنياء قاموا بذبح العجول والأبقار، وقام بتوزيع لحومها على الفقراء والمعوزين. الفصائل الفلسطينية استغلت العيد من أجل التواصل مع الناس، ومما لا شك فيك أن حركة حماس، أظهرت حضوراً كبيراً في هذا المجال قامت الحركة بتوزيع عشرات الآلاف من علب الحلويات والمساعدات النقدية للأسر المحتاجة.