العمارة السعودية للحرمين الشريفين الأكبر على مر التاريخ

الملك المؤسس بشّر بالتوسعة.. والملك سعود ساهم بفاعلية في عمارتها قبل 7 عقود

جانب من التوسعة السعودية للحرم المكي (واس)
TT

تعد التوسعة التي أتمها السلطان العثماني مراد خان الرابع وبدأها والده السلطان سليم في الفترة الواقعة ما بين عام 981 هـ الى عام 984 هـ بمثابة تجديد كامل للمسجد الحرام منذ عمارة الخليفة المهدي العباسي التي انتهت عام 164 هـ. ومع تزايد اعداد المسلمين ومضاعفة اعداد حجاج بيت الله الحرام ظهرت الحاجة الى توسعة المسجد الحرام، وقد تم ذلك في العهد السعودي، حيث شهد هذا العهد اكبر توسعات ليس للحرم المكي بل وللحرم النبوي ايضاً، فقد سجل الملك سعود، الذي خلف والده الملك المؤسس في الحكم، وكان قبلها ولياً لعهده، اسمه كواحد من الحكام المسلمين الذين ساهموا في عمارة الحرمين الشريفين عبر تاريخهما الطويل منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مروراً بعصر الخلفاء الراشدين ثم الامويين فالعصر العباسي ثم في عهد المماليك فالعثمانيين الى العهد السعودي منذ أن بدأ الملك عبد العزيز بالزيادة والتوسعة التي اتمها وأنجزها الملك سعود.

ففي عهده تمت توسعة شاملة لبيت الله الحرام وعمارته في ثلاث مراحل شملت إزالة المنشآت السكنية والتجارية التي كانت مجاورة للمسعى، وكذلك إزالة المباني التي كانت قريبة من المروة، وإنشاء طابق علوي للمسعى بارتفاع تسعة أمتار مع إقامة حائط طولي ذي اتجاهين، وتخصيص مسار مزدوج يستخدمه العجزة الذين يستعينون بالكراسي المتحركة في سعيهم مع إقامة حاجز في وسط المسعى يقسمه إلى قسمين لتيسير عملية السعي. كما أنشئ للحرم 16 بابًا في الجهة الشرقية (ناحية المسعى)، كما تمّ إنشاء درج ذي مسارين لكلّ من الصّفا والمروة؛ خصّص أحدهما للصّعود والآخر للهبوط. كما أنشئ مجرى بعرض 5 أمتار وارتفاع يتراوح ما بين 4 و6 أمتار لتحويل مجرى السّيل الذي كان يخترق المسعى ويتسرّب إلى داخل الحرم.

كما تمت توسعة منطقة المطاف على النّحو الذي هو عليه الآن، وأقيمت السّلالم الحاليّة لبئر زمزم. وكان المطاف بشكله البيضاويّ يبدو وكأنّه عنق زجاجة؛ الأمر الذي كان سببًا في تزاحم الطّائفين حول الكعبة المشرّفة. وقد زال هذا الوضع بعد إجراء توسعة المطاف. كذلك جرت وفق هذه التّوسعة إزالة قبّة زمزم التي كان يستخدمها المؤذّنون الذين أنشئ لهم مبنى خاص على حدود المطاف إضافة لبعض التطويرات العديدة، وأصبحت مساحة مسطحات المسجد الحرام بعد هذه التوسعة 193 ألف متر مربع بعد أن كانت 29127 مترًا مربعًا؛ أي بزيادة قدرها 131041 مترًا مربعًا. وأصبح الحرم المكي يتسع لحوالي 400 الف مصلٍ، وشملت هذه التوسعة ترميم الكعبة المشرفة وتوسعة المطاف وتجديد مقام إبراهيم عليه السلام. ومرت مراحل توسعة بيت الله الحرام في عهد الملك سعود بمراحل ثلاث كانت الاولى في عام 1955م، عندما اصدر الملك الراحل أمره بإجراء توسعة شاملة للمسجد الحرام، حيث تم نقل جميع الأدوات والمعدات التي استخدمت في مشروع توسعة المسجد النبوي إلى مكة المكرمة، للشروع في توسعة المسجد الحرام، وفي اليوم الرابع من شهر ربيع الثاني من نفس السنة بدأت أعمال التوسعة في منطقة أجياد والمسعى من الجهتين الجنوبية والشرقية، وهُدمت الدور والمباني القائمة وتم تعويض أهلها. ثم بُدئ بشق طريق جديد يمتد بجانب الصفا والمروة إلى حي القرارة والشامية، فتمكن الحجاج بذلك من السعي بدون إزعاج المارة. وفي شعبان من نفس العام وضع أساس هذه التوسعة، وتم بناء المسعى في هذه التوسعة من طابقين، كما تم تحويل مجرى السيل إلى أسفل المسجد، والاتجاه به إلى منطقة المسفلة، ويبلغ طول مجرى السيل سبعة كيلومترات، وعرضه خمسة أمتار، وارتفاعه ستة أمتار، مما جنّب البيت العتيق والمسجد الحرام خطر السيول. وبدأ تنفيذ المرحلة الثانية في عام 1959، حيث أزيلت فيها المباني من منطقة زقاق البخاري إلى منطقة باب إبراهيم، تمهيداً لعمارة المنطقة الجنوبية، ثم بني الرواق الجنوبي بطابقين، بالإضافة إلى بدروم تحت هذا الرواق. وغُطيت جدرانة بالمرمر والعقود بالحجر الصناعي المنقوش، وأقيم بهذه الجهة باب الملك عبد العزيز، الذي يتكون من 3 أبواب كبيرة، من أجود أنواع الخشب المزين بالنحاس. وأقيم الطابق الثالث فوق الرواق الجنوبي، كما أقيمت في هذا الجانب ثلاث منارات: واحدة بجوار الصفا وكانت بدايتها بالمرحلة الأولى، واثنتان بجوار باب الملك عبد العزيز وتم تسقيف ما بقي من مجرى السيل الذي بُدئ به بالمرحلة الأولى، وتم هدم بعض الأبنية القديمة التي كاننت تحُول بين المصلين بالطابق الأول من الرواق الجنوبي ورؤية الكعبة المعظمة. وفي المرحلة الثالثة من توسعة الحرم التي بدأت في عام 1961م عندما أزيلت المباني، وحُفرت الأُسُسُ، وارتفع بناء الرواق الغربي، ويتكون من البدروم وطابقين، علوهما مماثل لعلو الرواق الجنوبي، وسقف الرواق الغربي غُطيت جدرانه بالرخام، وعقوده وسقفه بالحجر الصناعي المنقوش، وتم بناء الرواق الشمالي، ويمتد من باب العمرة إلى باب السلام، وتم بناء منارتين بجوار باب العمرة، وتم بناء الطابق السفلي الذي أقيم تحت أبنية الحرم ما عدا المسعى. وتم بناء الجانب الشمالي من المسجد الحرام من باب العمرة إلى باب السلام وإقامة منارتين قرب باب السلام، وأُقيم باب السلام على غرار باب الملك عبد العزيز، وتم بناء باب العمرة على نفس النسق.

وبذلك تمت المرحلة الثالثة من التوسعة السعودية، وأصبحت مساحة المسجد الحرام 193 ألف متر مربع بعد أن كانت مساحته الأولى لا تتجاوز 28 ألف متر مربع في العمارة العثمانية التي أصبحت داخل العمارة السعودية، فأصبحت مساحة المسجد الحرام والمسعى أضعاف ما كانت عليه في العمارة العثمانية. وبذلك أصبح المسجد يسع 400 ألف مصل.

وقُدر ارتفاع الجدران والبدروم والأقبية بثلاثة أمتار ونصف المتر. وارتفاع الطابق الأول عشرة أمتار ونصف المتر. وارتفاع الطابق الثاني تسعة أمتار. وتحيط بالمسجد الحرام خمسة ميادين: هي ميدان شرق المسعى «ميدان القشاشية، ميدان الملك عبد العزيز، ميدان باب العمرة، ميدان باب السلام، ميدان باب الوداع».

ويرتفع سقف المسجد الحرام على أعمدة مربعة ومستديرة يصل ارتفاعها في الطابق الأول خمسة أمتار، كُسيت هذه الأعمدة في العمارة السعودية بالرخام، وتنتهي بتيجان على شكل زخارف حصيَّة، ترتكز عليها منابت العقود، وتأخذ شكلاً مقوساً صُنعت من الحجارة، وقسّم السقف إلى مستطيلات من الحجر الصناعي المنقوش، وطُليت بألوان مختلفة تُبرز أناقة العمارة السعودية وبساطتها، كما جعل الطابق الثاني من العمارة السعودية على نمط الطابق الأول، ولكن أعمدته وعقوده أقل طولاً وارتفاعاً. وضمّت العمارة السعودية الأولى أربعة وستين باباً موزعة على مختلف جهات المسجد، وأكبرها: باب الملك عبد العزيز : وهو في الجهة الجنوبية للمسجد باتجاه أجياد، ويتكون من ثلاثة أبواب خشبية منقوشة بصورة ممتازة، وفي مدخل الباب من الناحية الخارجية عقد مقام على أربعة أعمدة، وتُزينه زخارف جصيّة.

وباب العمرة في الجهة الغربية للمسجد الحرام، يصل إليه نفق يؤدي إلى الشارع الجديد، وشارع باب السلام.

باب السلام: يوجد في الجهة الشمالية من المسجد الحرام، وأمامه ميدان باب السلام، وشارع باب السلام، وبُني باب السلام على غرار باب الملك عبد العزيز، وبجواره منارتان، ارتفاع كل منارة اثنان وتسعون متراً. واحتوت العمارة السعودية الأولى على سبع منارات، ارتفاع كل منارة اثنان وتسعون متراً، تُبرز هذه المنارات أبعاد المسجد الحرام، وترتفع شامخة بقدِّها الممشوق، وبطرازها الفريد، وقد رُوعي في بنائها الدقة والبساطة. والمنارات السبع ذوات طراز مُوحَّد بحيث لا يمكن التمييز بينها، جُعلت كل منارة على قاعدة مربّعة، ملتصقة بجدران المسجد، ويتحول جسم المنارة عندما تبرز من أرض المسجد إلى شكل مثمن الأضلاع، كُسيت المنارات من الأسفل بالرخام تمشياً مع الغطاء الخارجي لجدران المسجد، وبكل منارة شُرفتان، جعلتا على نسق واحد، الشرفة الأولى فوق جدران المسجد على ارتفاع قليل، وتأخذ الشكل المثمن لأضلاع المنارة، وتُحلِّيها ثمانية أعمدة صغيرة تحمل مظلة الشُّرفة، وقد كُسيت من أعلى بالزخارف، وحُليت باللون الأخضر.

أما الشرفة الثانية فقد جعلت قرب نهاية المنارة من أعلى، وبُنيت على نسق الأولى، وفوق الشرفة الثانية شكل جصيّ، يتكون من قطعتين الأولى أخذت الشكل الدائري، وحُليت بالزخارف الجصيّة في أركانها، والثانية على شكل قبَّة مُخلاة بزخارف على هيئة خطوط طولية من أعلى إلى أسفل، وفوقها ينتصب شكل معدني مكون من ثلاث تفاحات نحاسية فوقها الهلال. والمنارات السبع موزعة على أبواب : الصفا، الملك عبد العزيز، العمرة، السلام.

أما الحرم النبوي الشريف فقد بشر الملك عبد العزيز المسلمين من خلال كتاب مفتوح نشر في جريدة المدينة في الخامس من رمضان عام 1368 هـ بعزمه على توسعة المسجد، ووفقاً لكتاب «الملك سعود والحرمان الشريفان» في جزئه الثاني الذي جمعه ابراهيم الشورى وطبع في مصر بمطابع دار الكتاب العربي خلال عهد الملك سعود فإن عمارة المسجد النبوي في تلك الفترة تمت من خلال مراحل عدة حيث تم في 5 شوال سنة 1370 هـ البدء في هدم السور والابنية المحيطة بالمسجد وبعد سنتين من ذلك التاريخ زار المدينة المنورة الملك سعود ووضع حجر الاساس للمسجد في حفل كبير وفي السنة ذاتها بدئ في حفر الاساسات في مسجد الشريف في الجناح الغربي بالمنطقة التي تلي باب الرحمة كما بدئ في بناية العمارة الشريفة، وبعد ستة أشهر زار الملك سعود المدينة وشارك في وضع اربعة احجار في احدى زوايا الجدار الغربي للمسجد تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد انشئ مكتب خاص لمشروع التوسعة به اكثر من خمسين موظفاً يعلمون في الاعمال الفنية والادارية والحسابية والمستودعات وبما يلزم مثل هذا العمل الجليل.

وبلغت مساحة الارض للدور والأملاك التي نزعت للتوسعة والشوارع والميادين التي حول المسجد حوالي 23 الف متر مسطح، كما انشئ من اجل هذه العماره مصنع خصص لعمل الاحجار الصناعية (المزايكو) وزود بكافة الآلات الميكانيكية واختير له مكان في منطقة ابيار علي حيث جلب له مهندسون اخصائيون، وعمل تحت اشرافهم اكثر من 400 شخص، وبلغ عدد المهندسين الذين عملوا في ذلك 14 مهندسا منهم 12 مصرياً وواحد سوري وآخر من باكستان، وعمل تحت اشرافهم اكثر من 200 صانع من المصريين والسوريين والباكستانيين والسودانيين واليمنيين والحضارمة، كما عمل معهم اكثر من 1500 عامل من السعودية، واستحضرت رافعات سيارات ضخمة والالات الميكانيكية المختلفة لانجاز عمارة الحرم النبوي الشريف وزاد عددها عن 40 قطعة، كما استعمل ميناء ينبع لترسو به البواخر التي تحمل الاخشاب والحديد والاسمنت وجميع مواد البناء اللازمة، ونقلت هذه المواد على سيارات ضخمة، وقد رسا من اجل ذلك من خلال ثغر ينبع اكثر من 30 سفينة وبلغ مجموع ما افرغته بالميناء ما يزيد عن 30 الف طن من الحديد والاسمنت والاخشاب والمواد المختلفة، كما انشئ مصنع خاص في المدينة زود بالمهندسين الميكانيكيين والصناع وكلهم سعوديون لإصلاح المعدات والسيارات.

وبلغت تكاليف الدور والدكاكين التي نزعت ملكيتها 30 مليون ريال عربي، في حين بلغت مصاريف العمارة كاملة 25 مليوناً من الريالات وبذلك يكون مجموع تكلفة التوسعة 55 مليون ريال.

واورد الكتاب معلومات عن الاحجار التي بنيت بها التوسعة وكلها او أكثرها مزخرفة ومحفورة بنقوش عربية بلغ عددها 150 ألف قطعة كما بلغت زنة الحديد في المشروع 1500 طن، والاسمنت الاسود 1200 طن والاسمنت الابيض 1000 طن والجبس 250 طناً، واقيم حاجز من الاسمنت المسلح أمام الجدار القبلي للمسجد على بعد اربعة امتار من جدار المسجد حماية له من تسرب الرطوبة ومياه الامطار من تحت الارض الى اساسات الحرم، وقد روعي ذلك بالنزول بالاساسات الى عمق 4 أمتار صبت فيها الخرسانة والاسمنت.

وتمت هذه العمارة على الوجه الاكمل، وقد انتقل الملك عبد العزيز الى جوار ربه وقام الملك سعود بها وتمت على يديه حيث كانت هذه العمارة موضع رعاية الملك سعود طول مدة العمل وتحت اشرافه، كما انها كانت موضع اهتمام ولي عهده الامير فيصل ومراقبته الدقيقه.

ورأى الملك عبد العزيز والملك سعود من بعده أن يصرف على هذه العمارة من مالهما الخاص لا يشاركهما أحد، وقد سارت العمارة في طريقها المرسوم وتمت في وقت قصير، وقد سرت موجة من الفرح والسرور باتمام هذه العمارة الضخمة وشاعت في قلوب الناس جميعاً محبة الملك سعود الذي رأس احتفالاً بهيجاً شكراً لله تعالى على هذه النعمة التي تمت على يديه اقامه مكتب الانشاء والتعمير ودعي اليه الرؤساء الدينيون من داخل البلاد وخارجها وفي مقدمتهم رئيس القضاء في السعودية الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ، والمفتي الاكبر للبلاد الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ وكبار المشايخ في نجد والحجاز، إضافة الى شيخ الجامع الازهر في مصر عبد الرحمن تاج ومفتي الديار المصرية الشيخ حسن مأمون ورؤساء الدين في سورية ولبنان والعراق وباكستان، كما دعا المكتب مبعوثي البلاد الاسلامية في السعودية ومنهم سفير مصر الدكتور عبد الوهاب عزام الذي القى كلمة في الحفل.

وفي عهد الملك فيصل تم الإبقاء على البناء العثماني القديم، وتم عمل تصاميم العمارة الجديدة بأفضل أساليب الدمج التي تحقق الانسجام بين القديم والجديد. وما زال البناء الحالي يجمع بين التراث والمعاصرة، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين خضع الحرم المكي وفي 1988م تم وضع حجر الأساس لتوسعة المسجد الحرام بمكة المكرمة بحيث تتألف من الطابق السفلي (الأقبية) والطابق الأرضي والطابق الأول؛ وقد صمم، وتم بناؤه على أساس تكييف شامل، وعمل محطة للتبريد في أجياد، وروعي في الأقبية تركيب جميع الأمور الضرورية من تمديدات وقنوات، وعُملت فتحات في أعلى الأعمدة المربعة، حيث يتم ضخ الهواء والماء البارد فيها من المحطة المركزية للتكييف في أجياد. ومبنى التوسعة منسجم تمامًا في شكله العام مع مبنى التوسعة الأولى، وقد كُسيت الأعمدة بالرخام الأبيض الناصع، كما كسيت أرضها بالرخام الأبيض، وأما الجدران فكسيت من الخارج بالرخام الأسود المموج والحجر الصناعي، وكذلك من الداخل مع تزيينها بزخارف إسلامية جميلة، ويبلغ عدد الأعمدة للطابق الواحد (530) عمودًا دائريًّا ومربعًا. وجعل في هذه التوسعة أربعة عشر بابًا؛ فبذلك صارت أبواب المسجد الحرام (112) بابًا، وصنعت الأبواب من أجود أنواع الخشب، وكُسيت بمعدن مصقول ضبط بحليات نحاسية، وصُنعت النوافذ والشبابيك من الألمونيوم الأصفر المخروط وزينت بمعدن مصقول بحليات نحاسية. كما شهد الحرم توسعات حتى اصبح مجموع المساحات بعد توسعة خادم الحرمين الشريفين ثلاثمائة وستة وستين ألفا ومائة وثمانية وستين مترًا مربعًا بحيث يبلغ مجموع عدد المصلين في داخل المسجد الحرام والسطوح والساحات 820 ألف مصل. ويمكن في ذروة الزحام استيعاب أكثر من مليون مصل.