العاصمة البريطانية تجمل أجواءها الشتوية بمهرجان من الأضواء والألوان

في عالم من الخيال والأساطير

نجوم ساطعة تزين شارع ريجنت ستريت (تصوير حاتم عويضة)
TT

مع حلول فصل الشتاء ينتظر سكان العاصمة البريطانية كل عام موسم الأعياد حتى ينطلق مهرجان الاضواء والالوان في شوارع مدينة الضباب فتزدان المحلات التجارية بالأضواء والازهار الملونة وتقوم بعض المتاجر بالخروج على المتسوقين والمارة بديكور جديد في نوافذها كل عام يكسب شهر ديسمبر تألقا خاصا. والمتجول في شوارع لندن في هذا الوقت من العام قد يجد متعة خاصة في المقارنة بين الزينات من شارع لآخر ومن متجر للثاني.

ينطلق مهرجان الأضواء عادة في احتفال يقام للمتسوقين والمارة، وفي العادة يحضر مراسم تشغيل الاضاءة شخصية مشهورة. وجرت العادة عل أن تشغل الاضاءة لشوارع التسوق الشهيرة في وسط المدينة وهي اوكسفورد ستريت وريجنت ستريت وبوند ستريت، كلها في وقت واحد ولكن هذا العام اقيمت احتفالات منفصلة في كل من تلك الشوارع وهو ما خلق فرصة إضافية لسكان المدينة وزوارها للتمتع بالاحتفالات التي تقام بالمناسبة.

ولا تكتمل متعة معاينة الاضواء المبهجة بدون زيارة سوق كوفنت غاردن الشهير. ففي العام الماضي كان الموضوع الرئيسي لزينات كوفنت غاردن هي عش الطائر حيث زينت الساحات العتيقة والاسقف بأسلاك معدنية باللون الفضي ثبتت عليها مصابيح مضيئة في مشهد بديع وتناثرت تلك الاسلاك بشكل يشبه تنسيق عش الطائر. هذا العام تغير شكل الاضاءة في السوق الاشهر حيث زينت الممرات الحجرية بالثريات العملاقة المكونة من أعمدة طولية مدهونة باللون الفضي مضافة اليها مصابيح عملاقة. ومما لا شك فيه ان الاحساس الذي يغمر المتطلع لتلك الزينات هو الدهشة الطفولية التي تذكر الزائر بقصص الاطفال الخيالية وهو ما اعتمدت عليه الزينات في الشوارع المحيطة بالسوق حيث زين كل شارع بصفوف من الاسلاك المضيئة قبعت في وسطها دمى ضخمة لفتيات يرتدين ملابس مزركشة منفوشة.

أما شارع ريجنت ستريت الشهير فاتخذ هذا العام شكل النجوم الضخمة المكونة من مئات الخيوط الضوئية وهي مستوحاة من فيلم «بينوكيو» للأطفال. والمعروف ان تشغيل الأضواء في شارع ريجنت ستريت بالذات له تقاليده الخاصة ويجذب النجوم والمشاهير وقد قامت فرقة ماكفلاي الموسيقية بإحياء احتفال هذا العام. الجديد في مهرجان ريجنت ستريت هذا العام هو المشروع الخيري الذي تتبناه الـ«بي بي سي» الشهير لصالح الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

أما شارع أوكسفورد الشهير فلم يغير هذا العام من صيغة الانوار المعلقة إذ كرر نفس الصيغة التي استخدمت العام الماضي وهي تعتمد على حاملات الشموع واكتفى الشارع الاشهر بالديكورات الضخمة والمبهجة التي أقامتها المتاجر الضخمة الممتدة على طول الشارع مثل متجر دبنهامز وسلفرديجز.

ولكن مفاجأة العام كانت في ميدان سلون سكوير الراقي حيث زينت الاشجار داخل الميدان باستخدام نجمات ضخمة مضيئة كما تم تزيين كل أعمدة الانارة في الطرق المؤدية للميدان بأشجار صغيرة مضيئة. وكما جرت العادة السنوية في ميدان ترافالغر اضيئت الشجرة التي دأبت دولة النرويج على ارسالها لبريطانيا كل عام في احتفال ضخم شاركت فيه الفرق الموسيقية وكورال الاطفال.

وعلى الرغم من الجو البارد والامطار التي تميز الشتاء البريطاني والتي قد لا تجعل التجول في الشوارع أمرا مستحبا إلا ان الجو الساحر الذي تضفيه الإضاءات المنتشرة في أغلب الشوارع الرئيسية تجعل التنزه عملية ممتعة تشبه الدخول الى عالم من الاحلام والقصص الخيالية.