زملاء الزيدي ينقسمون بين هدوئه وإصابته بـ«جنون العظمة»

صورة لجيفارا تزين أحد جدران غرفته

منتظر الزيدي
TT

فيما قال أقارب وبعض أصدقاء الصحافي منتظر الزيدي إنه شخصية هادئة جدا ويحمل فكرا يساريا واضحا، قال آخرون عملوا معه انه يعاني من «جنون العظمة» ويحاول ان يبرز نفسه بأي شكل من الاشكال.

وقال ضرغام شقيق منتظر (32 عاما) متحدثا من منزل شقيقه في شارع الرشيد (وسط بغداد) لوكالة الصحافة الفرنسية، ان «منتظر عصبي المزاج، خصوصا عند وقوع أعمال عنف ومقتل عراقيين، لكنه يهدأ بسرعة»، وتابع «كذلك فيما يتعلق بالعمل». وفيما يتعلق بالاحتلال، أكد ضرغام «نحن كأسرة نكره الاحتلال بكل أشكاله، ومنتظر يحمل الفكر ذاته فهو يكره الاميركيين المحتلين ويعتبر ان بوش دمر العراق وقتل العراقيين». وأكد ان «اخي مستقل ولا يرتبط بأي حزب سياسي رغم اتهامه بكونه شيوعيا او مرتبطا بتيارات دينية». وبدا منزل الصحافي متواضعا وقد وضع في غرفة نومه صورة للثائر الارجنتيني تشي جيفارا. وأكد جهاد الربيعي، أحد العاملين في قناة «البغدادية» أن الزيدي «وطني متشدد» كان يخطط منذ اشهر لفعلته التي أدانتها الحكومة العراقية. وقال ان «الأمر متوقع من منتظر؛ إذ انه وطني متشدد جدا فيما يتعلق بالعراق». وقال احسان الفتلاوي احد زملاء الزيدي في المعهد التقني في الزعفرانية لـ«الشرق الأوسط» إن الزيدي كان شخصية هادئة جدا وكان في الفترة التي انتمى فيها للمعهد بين العامين 2003 و2004 يحاول ان يكسب زملاء له لاتحاد الشباب التابع للحزب الشيوعي، وكان يدعو لهذا الحزب، وقد بثت إشاعة في وقتها بأنه من اقارب الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، وقد عرفه زملاؤه على هذا الاساس. وأشار الفتلاوي الى ان الزيدي كان هادئا جدا حتى مع منافسيه من تيارات وأحزاب اخرى كان يختلف معهم ويجلس معهم في المقهى للنقاش في أي موضوع حياتي. أحد زملاء الزيدي ممن تعاملوا معه في مبنى قصر المؤتمرات، أكد صفته الهادئة، وقال عنه ايضا «لقد كانت لي جلسات طويلة معه وكان يعبر عن مناهضته للاحتلال وقد تم اختطافه في العام الماضي وأطلق سراحه من دون ان نعرف الجهة التي اختطفته وقد كان في حينها يغطي تفاصيل الاحداث الدامية في مدينة الصدر ببغداد. وأكد ان الزيدي كان مع الاتفاقية جملة وتفصيلا ولم يكن ضدها أبدا على الرغم من تصديه في الكلام والنقاش للاحتلال. حيدر الموسوي، محلل وكاتب سياسي عراقي عمل مع الزيدي كمعد للبرامج في وقت من الاوقات، قال «الزيدي مصاب بجنون العظمة ويحاول دوما ان يبرز من خلال تصرفاته»، مؤكدا أن الزيدي «حاول ان يدخل التاريخ من خلال الصفة التي نعرفها فيه، لكنه أخطأ ودخل التاريخ من أضيق أبوابه خصوصا اذا علمنا انه دخل المكان بتفويض من الحكومة العراقية وهو يمثل مهنته وليس صفته كشخص عادي». من جهته، قال احد الصحافيين في مدينة النجف وهو زميل للزيدي، ان «منتظر الزيدي من الصحافيين الجيدين ولا يملك مثل هكذا تصرفات مسيئة للآخرين وعلاقته مع زملائه جيدة»، غير انه أضاف أن «الزيدي كان لديه طموح بان يكون من الصحافيين المعروفين عالميا، وهذا نستشفه من تصرفاته وكثرة الكلام عن عمله الصحافي»، وأضاف الصحافي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن «الزيدي في الفترة الأخيرة أصبحت حياته العملية يشوبها بعض الغموض مثل قضية اختطافه وغيرها».