باكستان: سائقو الشاحنات يعلنون وقف نقل الإمدادات للناتو في أفغانستان

بعد إحراق 300 مركبة .. محادثات مع أوزبكستان وتركمانستان لإيجاد طرق إمداد بديلة لقوات التحالف

مؤيدون لجمعية الدعوة الباكستانية يتظاهرون في فيصل آباد أمس (رويترز)
TT

قرر سائقو الشاحنات الباكستانيون وقف توصيل الإمدادات إلى القوات الاميركية وقوات حلف شمال الاطلسي (الناتو) في أفغانستان في أعقاب الهجمات التي شنها مقاتلو طالبان. ونقلت صحيفة «ذا نيوز» الباكستانية اليومية الصادرة بالانجليزية امس عن شاكر أفريدي رئيس «رابطة خيبر للنقل» التي تضم مالكي 4 آلاف شاحنة ومقطورة قوله إن القرار الذي اتخذ أمس خلال اجتماع للرابطة جاء انطلاقا من أننا «نشعر أن سائقينا ومركباتنا لم تعد آمنة». ونفذ مسلحون مدججون بالسلاح من طالبان في الفترة الاخيرة عددا من الغارات على المنافذ في بيشاور حيث تقف المركبات المحملة بالبضائع إلى القوات الغربية خلال الليل قبل أن تعبر ممر خيبر إلى داخل أفغانستان التي لا تطل على بحار. وشهد الاسبوع الماضي وحده إحراق 300 مركبة بين مقطورة وشاحنة وحاوية. ويعد هذا الممر الموجود في منطقة خيبر إيجنسي القبلية المضطربة طريقا رئيسيا لإيصال الامدادات إلى القوات الدولية التي تحصل على ثلاثة أرباع إمداداتها من الغذاء والوقود والعتاد العسكري من باكستان. ومن المتوقع أن يؤثر قرار الرابطة التي تمثل قطاعا كبيرا من شاحنات نقل المنطقة على إمدادات الناتو والولايات المتحدة. وتحسبا لهذا القرار بدأ الناتو محادثات مع الجارتين الشماليتين لأفغانستان وهما أوزبكستان وتركمانستان لايجاد طرق إمداد بديلة. وقال قائد قوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان اول من امس ان الحلف يجري مباحثات مع الدول المجاورة لافغانستان من الشمال بشأن السماح بنقل مزيد من الامدادات عبر اراضيها الى قواته بعد أن دمرت هجمات متشددي طالبان مئات الشاحنات القادمة من باكستان.

ويبحث الحلف عن بدائل لطريق الامداد الرئيسي عبر باكستان حيث أحرق متشددو طالبان نحو 300 شاحنة محملة بامدادات من بينها سيارات عسكرية في خمس هجمات خلال الاسبوع الاخير وحده. وقال الجنرال ديفيد مكيرنان قائد القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي في أفغانستان ان معظم الوقود القادم للقوات الاجنبية يأتي من أوزبكستان وتركمانستان، وأكد الجيش الاميركي أنه يتلقى 350 ألف جالون 6. 1 مليون لتر من الوقود عبر الدول المجاورة لافغانستان شمالا. وقال مكيرنان في مؤتمر صحافي: «هناك بالتأكيد محادثات سياسية جارية بين حلف شمال الاطلسي وبعض الدول لزيادة كميات الامدادات القادمة من الطرق السريعة في الجانب الشمالي من افغانستان. معظم امداداتنا من الوقود تأتي في الواقع من الشمال». وقال مسؤولون عسكريون اميركيون في واشنطن ان الهجمات على الامدادات في باكستان تقع خارج متناول القوات الاميركية وقوات حلف الاطلسي وأصبحت أوسع نطاقا مع وصول المسلحين الذين طردهم الجيش الباكستاني من منطقة باجور. وأضاف مكيرنان اعتقد كقائد عسكري أن من المهم للغاية وجود خطوط امداد متعددة لكنني أقول أيضا ان هذا مهم للغاية كذلك بالنسبة للمصالح الاقتصادية لافغانستان في المستقبل. وقال مكيرنان انه يريد جلب ادنى قدر من قوات الامن الاضافية الى افغانستان وان معظم أفراد لواء القوات الاميركية المقرر أن يصل في يناير (كانون الثاني) سيرسلون الى اقليمي لوجار ووردك المتاخمين للعاصمة كابل من الجنوب، ويتألف اللواء عادة ما بين 3500 و4000 جندي.

وتهدف زيادة القوات الى محاولة وقف توسع نفوذ حركة طالبان في المناطق المتاخمة للعاصمة ومنع تزايد الشعور بانعدام الامن في كابل. وتنظر الادارة الاميركية حاليا في طلب مكيرنان ارسال 20 ألف جندي ضافي الى أفغانستان على مدى فترة تتراوح بين 12 و18 شهرا. وقال مكيرنان نعتزم استخدام معظم هذه القوات الاضافية في الجزء الجنوبي من أفغانستان وفي الجنوب الغربي وليس في المدن، وستسعى نسبة مئوية من هذه القوات بالتأكيد لتحسين أمن الحدود. وشدد على أهمية دور الحكومة في اقرار الامن في افغانستان وقال ان النجاح.. مستقبل أفغانستان لا يتعلق بالعمل العسكري وحده فهو على الارجح يرتبط بتحسن الاوضاع السياسية وتحسن الحكومة والتقدم الاجتماعي الاقتصادي أكثر مما يرتبط بالقوات العسكرية.

وفي باريس اهتمت صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية الصادرة امس بالسياسة الاميركية تجاه أفغانستان وباكستان، مشيرة إلى أن ثمة أولويات جديدة لواشنطن في تعاملها مع إسلام آباد، وكتبت الصحيفة تقول: «(الرئيس الاميركي المنتخب) باراك أوباما أعلن أن الحرب في أفغانستان ستتصدر قائمة أولوياته، فهو يعتزم سحب القوات الاميركية المنتشرة في العراق لكي يرسلها إلى الجبهة الأفغانية، وبالنسبة له لا ينبغي أن تكون باكستان معقلا للذين يحاربون قوات الناتو المتمركزة في أفغانستان». وأضافت: «من الواضح أنه توجد الآن بوادر لتغيير حقيقي في السياسة الخارجية الاميركية تجاه باكستان، فحتى يومنا هذا كان الشاغل الرئيسي لواشنطن بقيادة جورج بوش هو دعم الاستقرار في باكستان والاعتماد على الإدارة الجيدة للجيش وتفادي أي انهيار في الهياكل الحكومية لدولة مسلحة بأسلحة نووية».

وتابعت الصحيفة في تعليق لها: «لكن من المحتمل أن تتغير تلك الأولويات ويصبح اقتلاع جذور الإسلام المتشدد هو الاهتمام الرئيسي للولايات المتحدة، وإذا كان هذا هو الحال فسيكون لدى القيادة الباكستانية اهتمام للرد على ذلك».