اجتماع دول الجوار الأفغاني يشدد على الحاجة لمحاربة جماعية للإرهاب

كوشنير يدعو إلى وضع استراتيجية كاملة تضم باكستان

TT

قالت الخارجية الفرنسية أمس إن اجتماع الجوار الأفغاني الذي انعقد في قصر سيل سان كلو التابع لها (غرب باريس)، بحضور خمس من البلدان الست التي لها حدود مشتركة مع أفغانستان (غابت عنه إيران) والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي خلص الى اعتبار أنه «لا يمكن توفير أمن دائم وسلام في المنطقة من غير قيام دولة أفغانية مستقرة تنعم بالأمن والازدهار والديمقراطية». كذلك اعتبر المؤتمرون أن ثمة حاجة لمحاربة «إقليمية» و«جماعية» للإرهاب، وشددوا على «الحاجة الى عمل منظور وحازم ومنسق (بين الأطراف الإقليمية) لمحاربة المجموعات الإرهابية»، داعين في الوقت عينه الى التعاون والعمل المشترك لمكافحة تهريب المخدرات الذي ربطوه مباشرة بالإرهاب. وحث المؤتمرون، في المحور الثالث من مناقشاتهم، على العمل من أجل توطيد التعاون بين الدول المعنية في المجال الاقتصادي. والتزمت الدول المعنية بـ«توفير الدعم للحكومة الأفغانية» وتعزيز التعاون والتنسيق الإقليمي في محاربة الإرهاب. وتعد هذه الدعوة موجهة الى باكستان بالدرجة الأولى التي تعتبرها دول التحالف القاعدة الخلفية لطالبان خصوصا في منطقة القبائل الحدودية. ومع ذلك، فقد أشاد كوشنير وكذلك وزير خارجية أفغانستان بـ«التعاون» بين كابل وإسلام اباد في الميدان الأمني، مؤكدا الحاجة الى «استراتيجية شاملة» لمحاربة الإرهاب.

ولم يخرج اجتماع الجوار الأفغاني عن نتائج أو مقررات استثنائية إذ أن غرضه، كما تؤكد باريس، كان «تشاوريا». واغتنمت باريس فرصة عشاء العمل في مقر الخارجية الى إطلاع ممثلي الدول المدعوة الى العشاء فقط على مناقشات الاجتماع النهاري والى تبادل وجهات النظر بين الحاضرين. إلا أن مقاطعة إيران الكلية للاجتماع بعد أن كان منتظرا حضور وزير خارجيتها متكي و«البرودة» التي طغت على الأجواء بين وزير خارجية باكستان ونائب وزير الخارجية الهندي بسبب العمليات الإرهابية التي ضربت مؤخرا مدينة مومباي، «وترت» الأجواء نوعا ما. واعترف كوشنير بذلك في مؤتمره الصحافي ليل الأحد بقوله إن المحادثات كانت «صعبة». وفسرت أوساط دبلوماسية في باريس غياب الوزراء الأصليين للدول الكبرى بأنه «تشكيك» في ما يمكن أن يتوصل اليه الاجتماع من نتائج. إلا أن كوشنير برر الدعوة الى الاجتماع مع رحيل الإدارة الأميركية القديمة وقبل تسلم إدارة الرئيس أوباما الجديدة لمسؤولياتها، وكشفها عن خطتها الجديدة في أفغانستان، بأن جدول الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي «لا يأخذ فقط بالحسبان وصول أوباما الى السلطة»، مشيرا الى رغبة فرنسا في تنظيم الاجتماع قبل نهاية ترؤسها للاتحاد في نهاية العام الجاري. وأعلن في باريس ان اجتماعا جديدا لدول الجوار الأفغاني سيعقد أواخر الشهر القادم على مستوى الخبراء في بروكسل في نهاية الشهر القادم على أن يليه اجتماع وزاري في إسلام آباد في تاريخ لم يحدد بدقة.