مسؤول دولي: الخرطوم أبلغتنا بتحركات عسكرية للمتمردين حول العاصمة

الناطق باسم الخارجية السودانية لـ«الشرق الأوسط»: أجهزتنا تتحسب لكل الاحتمالات

TT

كشف مصدر مسؤول من قوات حفظ السلام في السودان (يوناميد) لـ«الشرق الأوسط»، أن الحكومة السودانية أبلغتهم بتحركات عسكرية تقودها حركة العدل والمساوة في اقليم دارفور، تستهدف مدنا رئيسية في السودان، من بينها العاصمة. وأكدت الخارجية السودانية، انها راجعت مثل هذه المعلومات مع البعثة الدولية، مشيرة الى ان الاجهزة الامنية تتحسب لكل الاحتمالات. وقالت قوات حفظ السلام الدولية، أمس ان نحو 250 شخصا قتلوا في اشتباكات قبلية في مناطق نائية بولاية جنوب دارفور الأسبوع الماضي.

وقال المصدر المسؤول في البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في السودان (يوناميد)، والذي فضل حجب اسمه لـ«الشرق الأوسط»: «تلقينا التحذيرات يوم الجمعة الماضي، ولكن لا توجد لدينا معلومات دقيقة». واشار الى ان البعثة لم تقم بالمزيد من التحوطات الامنية، غير تلك التي اتخذت في الثاني عشر من يوليو (تموز) الماضي اثر الهجوم الذي تعرضت له القوات الدولية المشتركة، وأدى الى مقتل 7 من الجنود الروانديين وجرح 22 آخرين. وتم رفع درجة الامن وقتها الى المستوى الرابع. وتابع «على الاطراف ان تعلم ان قوة حفظ السلام بدارفور ليست جزءا من الصراع.. وانما جاءت لتحقيق الاستقرار والامن بالاقليم».

من جهته قال الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية، علي الصادق، لـ«الشرق الأوسط» ان حكومته تجري مشاورات وتتبادل المعلومات بشكل دائم مع البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بغرض مواجهة اي خطر محتمل يهدد منطقة دارفور. واضاف ان «هناك تجمعات وتحركات رصدت لحركة العدل والمساواة على المناطق الحدودية للسودان في جهته الغربية.. هذه المعلومات تم تداولها بين الحكومة و«يوناميد» حتى يستعد الطرفان لأسوأ السيناريوهات لا أكثر من ذلك»، مشيراً الى ان القوات المسلحة السودانية والاجهزة الامنية تتحسب لكل الاحتمالات من باب التحوط، معتبراً ان حكومته حريصة الا يصيب بعثة اليونميد اي مكروه.

من جهته اعلن جهاز الأمن والمخابرات السوداني عن ان السلطات الامنية ستأخذ الحديث الدائر حول مخططات تقودها حركة العدل والمساوة لإحداث بلبة في دارفور بعين الاعتبار، وأكد بان كافة القوات الموجودة في الاقليم على اهبة الاستعداد لإفشال اي مخطط من شأنه ان يروع المواطنين، فيما عزا خبراء استراتيجيون تسريب مثل هذه المعلومات من الحركة كجزء من الخداع لإرهاق القوات الحكومية وحرب نفسية الغرض منها إقناع المواطنين بامتلاك الحركات المسلحة قوة ضاربة. الى ذلك قالت قوات حفظ السلام أمس ان نحو 250 شخصا قتلوا في اشتباكات قبلية في اجزاء نائية من ولاية جنوب دارفور الاسبوع الماضي. وأبلغت قوات حفظ السلام المشتركة عن مقتل أكثر من مائة شخص في القتال المستمر بين جماعتين من قبيلة القيمير حول قرية سيسبان الى الغرب من عد الفرسان في جنوب دارفور. وقال متحدث باسم القوة المشتركة في بيان ان الاشتباكات التي بدأت قبل نحو أسبوع «تردد انها تتعلق بخلاف على مناصب ادارية». وأضافت القوة أن ما بين 70 و150 شخصا قتلوا في هجوم على قبيلة الهبانية العربية يوم الخميس الماضي. وقالت القوة انها تلقت تقارير عن ان نحو 500 من افراد قبيلتي الفلاتة والسلامات هاجموا قرية وادي هجام التابعة لقبيلة الهبانية بالقرب من بلدة في جنوب دارفور قريبة من الحدود مع جنوب السودان وجمهورية افريقيا الوسطى. وأضافت القوة أن نحو خمسة آلاف اضطروا للفرار بعد أن أحرقت ديارهم وكان ستة ضباط شرطة بين القتلى.

وتابع المتحدث «تردد ان الهجوم جاء انتقاما لهجوم سابق من جانب قبيلة الهبانية على قرية يوم الرابع من ديسمبر (كانون الأول) الحالي أسفر عن مقتل نحو 20 شخصا». ولا يعتقد ان لقبيلة القيمير أصولا عربية، لكن العديد من أفرادها متحالفون سياسيا مع جماعات عربية أخرى. وقال منظمة مراقبة حقوق الإنسان «هيومان رايتس واتش» ان قوات قبيلة قيمير قاتلت الى جانب قوات الحكومة السودانية. ولكن في اشارة الى تزايد تعقيدات الصراع، قال أليكس دي وال، الخبير في شؤون السودان، ان بعض ميليشيات قيمير انضمت لمتمردي حركة العدل والمساواة المناهضة للحكومة في دارفور.