التهدئة في غزة تصل اليوم إلى نهايتها مع استمرار الجهود

المستشار القضائي العسكري في إسرائيل ينصح بعدم قصف مناطق آهلة تطلق منها الصواريخ

TT

وسط تصعيد في التصريحات من الجانبين، تصل التهدئة المستمرة منذ ستة اشهر بين الفصائل الفلسطينية في غزة واسرائيل، الى نهايتها اليوم، دون الاعلان عن تجديدها مع تواصل الجهود لا سيما المصرية لتحقيق ذلك. وبررت الفصائل الفلسطينية موقفها من تجديد التهدئة التي بدأت بوساطة مصرية في 19 يونيو (حزيران) الماضي، بتعنت اسرائيل ورفضها الايفاء بالتزاماتها وشروطها من رفع للحصار عن غزة وفتح معابرها بما في ذلك معبر رفح الفاصل بين القطاع ومصر.

وأعلنت كتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكري لحماس، انها لا تحبذ تمديد التهدئة مع اسرائيل، وأكدت أنها «لا تهرول باتجاه التهدئة مع العدو، لافتة النظر إلى أن العدو الصهيوني لم يلتزم باستحقاقاتها كاملة». وقال أبو عبيدة، المتحدث باسم القسام، في تصريح على موقع «القسام» «كتائب القسام ترى التهدئة بشكلها الحالي غير مرشحة للتقدم والتمديد، وهذا موقف لمسناه من كافة الفصائل الفلسطينية، كما أن راعية التهدئة مصر عاجزة عن التنفيذ والمراقبة والضغط باتجاه تحقيق شروط التهدئة، والتجربة الأخيرة خير مثال، وعليه فإن الموقف الفصل من التهدئة سيعلن بشكل واضح وصريح في الأيام القليلة القادمة».

وتحبذ حماس، كما قال أحد مسؤوليها لـ «الشرق الاوسط»، عدم تجديد التهدئة وفي نفس الوقت ـ ووفقا لنفس المسؤول ـ ليس لديها نية الاعلان عن الغائها. واضاف المصدر «ان حماس ميالة لترك الامور معلقة بمعنى ابقاء الوضع على ما هو عليه الى ان تخرق اسرائيل الاتفاق وتعطي حماس لنفسها الحق بالرد المناسب». وحملت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين اسرائيل المسؤولية الكاملة عن انهيار التهدئة بفعل استمرار عدوانها وإقدامها على تشديد الحصار والعقوبات الجماعية. ودعت إلى مواجهة التصعيد العدواني الإسرائيلي والحصار ورفع الاستيطان، بعودة الجميع إلى الحوار الوطني الشامل ودون شروط مسبقة وعلى أساس إعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني والمبادرة اليمنية والورقة المصرية. واعلنت سرايا القدس ـ الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، وألوية الناصر صلاح الدين ـ الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، موقفهما الرافض للتجديد عبر اطلاق مجموعة من الصواريخ على جنوب اسرائيل دون ان تلحق اصابات او أضرارا.

وقالت سرايا القدس انها «قصف التجمع الاستيطاني اشكول» بخمسة صواريخ من طراز قدس مس، مؤكدة أن العملية «تأتي في إطار الرد الأولي على جريمة اغتيال الشهيد جهاد نواهضة وردا على العدوان الصهيوني بحق أبناء شعبنا في الضفة المحتلة وقطاع غزة، وتأكيدا على استمرار خيار الجهاد والمقاومة».

وقصفت ألوية الناصر صلاح الدين معسكر كوسوفيم المحاذي لجنوب شرقي القطاع ببضعة صواريخ مؤكدة «ان هذه العملية تأتي ردا على اغتيال نواهضة وعلى العدوان الصهيوني المتواصل على أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية وتمسكا منا بطريق الجهاد». وقتل نواهضة برصاص وحدة من «المستعربين»، متنكرين بزي عربي، في بلدة اليامون في قضاء جنين في شمال الضفة الغربية اول من امس. ولا تبدو الحكومة الاسرائيلية الانتقالية موحدة إزاء الاستراتيجية التي ينبغي. فهناك من يدعو الى تجديد الاعتداءات على القطاع وتصفية قيادات فصائل المقاومة لا سيما حماس، وهناك من أمثال وزير الدفاع ايهود باراك من يميل الى الحفاظ على التهدئة. وفي هذا الصدد بعث في الاسبوع الماضي بجلعاد عاموس رئيس الدائرة الدبلوماسية والامنية في وزارة الدفاع الى القاهرة لبحث سبل تجديد التهدئة.

وشكك باراك ورئيس أركانه غابي اشكنازي في امكانية شن هجوم واسع النطاق على غزة. وفي هذه الاجواء حذر المستشار القضائي للمؤسسة العسكرية الاسرائيلية، من ان الجيش الاسرائيلي لا يستطيع استخدام القصف المدفعي ضد المناطق المأهولة بالسكان في غزة للرد على مطلقي الصواريخ. ونقلت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية عن المستشار آهاز بناري القول «إن استخدام القذائف المدفعية مسموح به في المناطق المفتوحة نسبيا وان اطلاق القذائف على المناطق المأهلوة محفوف بالمشاكل».

ويحظى موقف المستشار القضاء العسكري كما يبدو بتأييد من كبار المسؤولين في القضاء العسكري. وينتظر ان يدلو بدلوه في هذه القضية المستشار القضائي للحكومة مناحيم مزوز. ووعد رئيس الوزراء ايهود اولمرت الذي اختتم زيارة للندن التقى خلالها بنظيره البريطاني غوردن براون «بعقد جلسة خاصة للمجلس الوزاري المصغر لبحث المسألة».