شركات السيارات الأميركية تحصل على 4. 17 مليار دولار قروضا حكومية

الصفقة تنعش أسهم الشركات الكبرى.. ومؤشر داو جونز الصناعي يقفز 16. 90 نقطة

حوالي 13.4 مليار دولار ستتاح في ديسمبر ويناير من صفقة خطة الانقاذ التي تبلغ قيمتها 700 مليار دولار ومخصصة لانقاذ مؤسسات مالية متعثرة (أ.ب)
TT

أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش امس الجمعة برنامج قروض حكومي قيمته 17.4 مليار دولار لإنقاذ شركات صناعة السيارات الاميركية المتداعية، قائلا انه ليس من الحكمة السماح بانزلاق شركات صناعة السيارات الى فوضى في فترة أزمة اقتصادية.

وصرح مسؤول بالحكومة الاميركية بأن الحكومة ستقدم قروضا تصل الى 17.4 مليار دولار لشركات صناعة السيارات الاميركية، وانه يتوقع حصول شركتي كرايسلر وجنرال موتورز على الاموال على الفور.

وقال الرئيس الاميركي في كلمة ألقاها بالبيت الابيض «يود الشعب الاميركي أن تنجح شركات السيارات وأنا كذلك»، وأضاف أن شركات صناعة السيارات الاميركية تريد مساعدات مالية في حين تنفذ خططا لإعادة الهيكلة لإن انهيارها قد يدفع الاقتصاد الى ركود أعمق وأطول. واوضح المسؤول ان حوالي 4. 13 مليار دولار ستتاح في ديسمبر (كانون الاول) ويناير (كانون الثاني) من مبلغ 700 مليار دولار مخصص لانقاذ مؤسسات مالية متعثرة، لكن القروض ستسحب في حالة عدم اثبات الشركات قدرتها على البقاء بحلول 31 مارس (اذار). وتفرض القروض قيودا على مستحقات كبار المسؤولين وشروطا أخرى وسيتعين على صناعة السيارات تقديم صكوك شراء لاحق عن الاسهم التي لا تمنح حاملها حق التصويت.

وقال مصدران مطلعان ان حزمة المساعدة التي يقود جهودها البيت الابيض ستستلزم اعادة هيكلة الشركتين عن طريق الحصول على تنازلات جديدة من اتحادات العمال والدائنين. وتشترط الحزمة اعادة هيكلة كاسحة في شركتي صناعة السيارات المتعثرتين وذلك في مقابل قروض مؤقتة لتسيير نشاط جنرال موتورز وكرايسلر لعدة شهور.

واضطرت كل من «جي.ام» و«كرايسلر» الى اغلاق مصانع وتسريح الاف العمال في أنحاء أميركا الشمالية في محاولة لتعزيز السيولة، وقد حذرتا من مواجهة شبح الافلاس ما لم تحصلا على مساعدة اتحادية. ولم تعلق جنرال موتورز وكرايسلر على محادثات المساعدة الدائرة مع ادارة بوش والتي تواصلت على مدى الاسبوع المنصرم اثر فشل محاولة لاقرار مشروع قانون لانقاذ الصناعة في مجلس الشيوخ. وكانت قد أعلنت شركة كرايسلر أنها ستغلق جميع مصانعها لمدة شهر على الأقل اعتبارا من أمس الجمعة نظرا لتراجع مبيعات السيارات على أمل تفادي الإفلاس.

وقالت كرايسلر إن موزيعها لديهم بالفعل مخزون فائض عن الحاجة من الإنتاج مع تراجع مبيعات السيارات على مدار الشهور الماضية بنسبة لا تقل عن 35 في المائة لتصل إلى أدنى مستوى لها خلال 25 عاما في الولايات المتحدة. ويجد المشترون صعوبة كبيرة في الحصول على قروض لشراء سيارات وسط أزمة مالية كبيرة منعت البنوك من الإقراض فيما بينها وللعملاء.

وأوضحت الشركة أن فشل العملاء في الحصول على قروض كان له «تأثير دراماتيكي» على صناعة السيارات وكلفها انخفاضا يتراوح ما بين 20 إلى 25 في المائة في حجم المبيعات الشهرية.

وكانت قد اعلنت جنرال موتورز الأسبوع الماضي هي الأخرى إنها قد تغلق 30 في المائة من مصانعها في أميركا الشمالية في الربع الأول من عام 2009 وعزت ذلك إلى تراجع بنسبة 36 في المائة في مبيعاتها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وانخفاضا نسبته 41 في المائة في عام 2008 مقارنة بعام 2007 . وأفادت تقارير صحافية بأن الشركتين بصدد العودة مرة أخرى لاستئناف مفاوضات الاندماج بينهما للتغلب على الأزمة التي تكاد تعصف بالشركتين بسبب التراجع الكبير في المبيعات والأزمة التي تواجه صناعة السيارات.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلا عن مصادر مطلعة أن الشركتين أعادتا فتح محادثات الاندماج بينهما بعد أن أبدت شركة سيربرس كابيتال مانجمنت المالكة لكرايسلر استعدادا للتخلي عن جزء من ملكيتها في الشركة المنتجة للسيارات. واضافت الصحيفة ان احياء المحادثات قد يكون وسيلة لكي تظهر سيربرس لواشنطن أنها تريد التعاون في اعادة هيكلة صناعة السيارات. وتشير تقديرات الخبراء إلى حاجة الشركتين إلى مبلغ عشرة مليارات دولار لتنفيذ عملية الاندماج التي سينجم عنها أكبر شركة سيارات في العالم بدون منافس. وارتفعت الاسهم الاميركية اوائل التعامل بعد انباء ان الحكومة ستقدم قروضا قيمتها 4. 17 مليار دولار لانقاذ شركات السيارات المتداعية.

وقال الرئيس الاميركي جورج بوش ان انهيار صناع السيارات اذا حدث فسوف يهوي بالاقتصاد في مزيد من الكساد وليس من الحكمة السماح بذلك. وقفز مؤشر داو جونز الصناعي لاسهم الشركات الاميركية الكبرى 16. 90 نقطة أي ما يعادل 05. 1 في المائة ليصل الى 15. 8695 نقطة. وزاد مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الاوسع نطاقا 64. 8 نقطة أو 98. 0 في المائة مسجلا 92. 893 نقطة.

وارتفع مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 39. 27 نقطة أو 76. 1 في المائة الى 76. 1579 نقطة.