الغزيون يترقبون بقلق وريبة ما تحمله الأيام المقبلة مع انتهاء التهدئة

سكان الشمال يسعون للتزود ببعض الاحتياجات الغذائية

TT

يترقب الفلسطينيون في قطاع غزة ولا سيما سكان المناطق الحدودية بشدة ما سيحمله اليوم الجمعة الذي من المقرر أن ينتهي فيه رسميا سريان اتفاق التهدئة غير المكتوب بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل وسط تصاعد لموجات العنف بين الطرفين.

وينظر مواطنو القطاع الذي تحكمه حركة حماس بخشية وريبة لما تحمله الأيام المقبلة من احتمالات تصعيد عسكري إسرائيلي بعد انتهاء التهدئة التي كانت بدأت بتاريخ 19 يونيو (حزيران) الماضي برعاية مصرية.

وأبقت إسرائيل على الإغلاق الشامل لمعابر غزة في وقت يعاني فيه مليون ونصف المليون نسمة من تراكم لسلسلة أزمات إنسانية ونقص حاد في احتياجاتهم الإنسانية كان أحدثها تعليق وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» توزيع الإمدادات الغذائية بعد نفاد المخزون لديها.

ووسط تفاقم أوضاع معيشية وتهديدات إسرائيلية بتصعيد العمليات العسكرية لا يبدي الفلسطينيون كثيرا من التفاؤل لتمديد اتفاق التهدئة لستة أشهر أخرى فلا إسرائيل التزمت بها ولا الفصائل الفلسطينية تشعر بجدواها.

وقالت مؤسسة «اوكسفام» الدولية في تقرير لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الفلسطينيين يعيشون «أوضاعا صعبة ويحاول الكثير منهم في هذه الأوضاع التزود بالاحتياجات الضرورية».

ويقول الشاب إسماعيل أبو خليل، 19 عاما، من جباليا ويعمل في أحد المحلات التجارية ليوفر لقمة العيش لأسرته المكونة من تسعة أفراد بسبب مرض والده، إن التهدئة يجب ألا تجدد مع إسرائيل لأنها لم تجلب أي شيء للفلسطينيين. ويعتقد أبو خليل أن «الفصائل الفلسطينية التزمت باستحقاقات الهدنة بتعليق إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، ولكن في الجانب المقابل فتحت إسرائيل المعابر التجارية بشكل جزئي وفي أغلب الأيام كانت مغلقة وبالتالي ازدادت أوضاعنا المعيشية تعقيدا».

ويرى معين مهره، 38 عاما، وهو عاطل عن العمل منذ أكثر من خمس سنوات، أن التهدئة كانت غير ناجحة لأنها لم تحسن الأوضاع المعيشية لمواطني القطاع، مضيفا «سواء تحققت التهدئة أو لم تتحقق فالأوضاع كما هي لم تتغير بل تزداد صعوبة للغاية»، مرجحا أن تنتهي التهدئة وتعود الأوضاع إلى دائرة العنف للفعل ورد الفعل.

وشكك مهرة في مساعي إسرائيل في الفترة القادمة، مشيرا إلى أنه لا يتوقع أن تعمل إسرائيل «أي شيء يصب بمصلحة الفلسطينيين ولكن دائما هم يعملون الأشياء التي تخدم مصالحهم وبدعم العالم الخارجي».

وقال شهود عيان إن سكان مناطق شمال قطاع غزة يسعون للتزود ببعض الاحتياجات الغذائية استعدادا لما قد تحمله الأيام القادمة من تصعيد عسكري إسرائيلي وتوغلات متوقعة في مناطق سكناهم، إلا أن ظروف حصار غزة المشددة تحول دون تمكن الغالبية منهم إتمام ذلك بالشكل المطلوب.

ويشتكي أبو فراس، 63 عاما، وهو موظف متقاعد يقطن بلدة بيت حانون الواقعة على خط التماس الشمالي مع إسرائيل من نفاد السلع الغذائية وحتى إن توفرت فإنها بأسعار مرتفعة تفوق قدراته المالية المتواضعة.

وتعيش الحاجة آمنه، 60 عاما، أوضاعا صعبة»، وهي أرملة تعيش وحدها في منزلها بشمال القطاع منذ أكثر من ست سنوات بعدما قتلت إسرائيل زوجها بقصف جوي وهو عائد من المسجد إلى البيت في عام 2001 ، وكان يعمل إماما معينا من وزارة الأوقاف.

وقالت الحاجة آمنة: «أوضاعنا صعبة للغاية والناس أصبحوا يحرقون الحطب للطبخ، وأنا أجلس في البيت بدون تيار كهربائي ولذا أجلس أمام بيتي في الشارع».

وتابعت «أنا لا أؤمن بالهدنة، وعندما أرى الغاز والكهرباء والغذاء في الأسواق بعدها سأؤمن بها، وأنا ضد أي تمديد فوري للتهدئة لأنها تخدم فقط الجانب الإسرائيلي فقط. نحن أناس بسطاء نطلب أمورا بسيطة وحياه بسيطة».