الرومان والقرطاجيون تراشقوا بكرات الرصاص في حرب جرت 200 سنة قبل الميلاد

عالم ألماني يعثر على كرات رصاصية عمرها 2300 سنة

TT

يعتقد الباحث الألماني الدكتور ماركوس هاينريش هيرمان أنه عثر على آثار تاريخية ستدفع علماء التاريخ لإعادة النظر في تاريخ استخدام الإنسان للرصاص في الحروب والاتجار به. ويبدو أن المحاربين الرومان والقرطاج في أوروبا تراشقوا بالكرات الرصاصية التي تقذف بالمقاليع قبل وقت طويل، رغم أن البابليين سبقوهم في استخدام الرصاص في صناعة أوعية الطبخ والشرب.

إذ انتشل فريق من الغواصين، يقوده هاينريش، سبائك وكرات رصاص في سفن حربية رومانية وإغريقية غارقة تعود إلى الحرب القرطاجية الثانية 218 ـ 201 قبل ميلاد المسيح. وكشفت الدراسة أن عمر الكرات، وهي سبائك مختلفة مع العديد من العناصر المعدنية الأخرى، يزيد على 300 سنة قبل الميلاد. وتم العثور على الكرات في سفن حربية غارقة تعود إلى الحرب القرطاجية الثانية وفي سفن تجارية تعود إلى تاريخ أقدم بكثير. ويعتقد هيرمان أن جزيرة آيبيزا السياحية الحالية في إسبانيا كانت مركزا لسبك وتجارة الرصاص أيضا.

ويعود الفضل في الاكتشاف إلى غواص ألماني هاو كان يمارس رياضته المفضلة على السواحل الإسبانية. نفذ بعدها العالم الألماني وفريق عمله 12 حملة غطس في المنطقة وعلى مساحة 400 متر ميلا مربعا، وتم العثور على السفن الغارقة على عمق 39 مترا تعلوها الأصداف والأشنات والعوالق البحرية.

واكتشف هيرمان كتابة مجهولة على صناديق الرصاص، وعلى الكرات نفسها، يعتقد أنها لغة «إيبيرية» (اسبانية قديمة) لم يسبق للعلماء أن حلوا رموزها بعد. ويرى العالم الألماني أن تكرر العبارات على كرات الرصاص قد يعني أنها معلومات تفيد اسم الصانع والتاريخ... إلخ». وعدا عن العثور على أدلة جديدة عن استخدام الرصاص في الحروب في أوروبا، فهذا يثبت أيضا أن الرومان والقرطاجيون كانوا يستخرجون الرصاص في الجزر الإسبانية ويحولونه إلى سبائك وكرات لمختلف الأغراض التجارية والعسكرية. ومعروف أن الرومان، منذ العصر البرونزي، كانوا يستخرجون الرصاص في فرنسا وألمانيا ليستخدموه في صنع الأواني وفي الفن، ويبدو أن استخدامه في الحروب بدأ بعد ذلك بسنوات طويلة.