«عتمة رقمية» تخيِّم على مصر ودول أخرى

انقطاع في 3 كوابل بحرية يؤثر على 80% من مستخدمي الإنترنت

TT

خيّم ظلام رقمي على مصر أمس بعد انقطاع في 3 كابلات اتصالات بحرية في جنوب إيطاليا، وأثر على 80 في المائة من مستخدمي الانترنت، في حادث هو الثاني من نوعه خلال عام، فيما لم تتأثر الاتصالات التليفونية الدولية بين مصر والعالم. وبدا أن التأثير محدود بالتزامن مع العطلة الأسبوعية في البلاد (الجمعة والسبت). وحسب بيان رسمي مصري فإن انقطاع خدمات الإنترنت شمل دولا عربية وفصل جنوب أوروبا عن المنطقة العربية بنسب كبيرة، ووصل الانقطاع في بعضها بصورة شبه كاملة لخدمات الإنترنت.

وفي يناير (كانون الثاني) من العام الجاري تسبب قطع في شبكة كابلات بحرية دولية في تعطل خدمات الانترنت في مصر والهند ودول خليجية، واستغرق العطل أياما قبل أن تعود الخدمة للعمل، وكان تأثيره كبيرا إذ جاء أثناء أيام العمل الرسمية.

وقررت السلطات المصرية استخدام مسارات بديلة من السويس على البحر الأحمر من خلال جنوب شرق أسيا، ومن خلال الأقمار الصناعية كحل جزئي للتغلب على المشكلة. وأعلن وزير الاتصالات المصري، طارق كامل، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن «انقطاع خدمات الإنترنت في مصر وصل إلى 80 في المائة من الشبكة على مستوى الجمهورية»، والتي بدأت في العاشرة من صباح أمس الجمعة، مشيرا كذلك إلى «تأثر خدمات مراكز خدمة العملاء التي تقوم بتصدير خدماتها للخارج بنسب متفاوتة».

واستعرض كامل في اجتماع عقده أمس تقريرين من شركتي «فلاج»، و«سيماواي» بشأن القطع في كابل شركة «فلاج» وكابلين لشركة «سيماواي» وهو حادث لم يعرف سببه بعد. وحسب البيان فإن الشركتين قامتا بالاتصال بمنظمة «ميكما» العالمية المتخصصة في إصلاح الكابلات البحرية للتوجه لمكان العطل الموجود في منطقة بالبحر المتوسط قرب جزيرة صقلية بإيطاليا، فيما شكل وزير الاتصالات المصري غرفة عمليات بالوزارة لمتابعة أعمال إصلاح الكابل الموجود قبالة السواحل الإيطالية، تشمل كلا من المهندس عقيل بشير، رئيس الشركة المصرية للاتصالات، والمهندس محمد النواوي، نائب رئيس الشركة للاتصالات الدولية، والدكتور عمرو بدوي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم الاتصالات، والمهندس مصطفى عبد الواحد، نائب رئيس الجهاز، وبعض القيادات الأخرى من الوزارة والمؤسسات والشركات المعنية، في محاولة للتعجيل بإنهاء الأزمة التي تطال في حال استمرارها التعاملات الانترنتية بين مصر والعالم، وما لذلك من تأثير على معاملات حيوية في مختلف المجالات.

وقررت غرفة العمليات استخدام مسارات بديلة من منطقة السويس (شرق القاهرة) من خلال جنوب شرق آسيا، ومن خلال الأقمار الصناعية كحل جزئي للتغلب على المشكلة، إذ أكد كامل أن تلك الخطوات من شأنها تحسين الخدمة خلال 12 ساعة من بدء تنفيذها.وأشار البيان الذي صدر أمس إلى أن الشركة المصرية للاتصالات تنشئ الكابل الخاص بها والذي من المقرر الانتهاء من تنفيذه خلال 9 أشهر، ويربط الإسكندرية بمرسيليا في جنوب فرنسا، والكابل يأتي ضمن 3 كوابل مصرية تسعى من خلالها الحكومة إلى توفير مسارات بديلة بصورة مستمرة.

وقالت مصادر في الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لـ«الشرق الأوسط» إن المتضررين حتى الآن هم المستخدمون في المنازل والقطاعات التي تعمل خلال الأجازات الرسمية، مثل الفنادق وشركات الطيران.

وأشارت المصادر إلى أن التأثر الحقيقي سيظهر مع انتهاء الأجازات الأسبوعية وبدء العمل غدا (الأحد)، وقالت: وقتها ستظهر الأزمة بوضوح إذا استمر الحال على ما هو عليه. وبسبب هذا العطل فإن مستخدمي الانترنت في البلاد أصبحوا غير قادرين على تصفح جميع المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت التي يتم استضافتها على خوادم (سيرفر) موجودة خارج مصر، في حين أن المواقع الموجودة داخل البلاد كانت تعمل بصورة مقبولة.

وتأثرت حجوزات الفنادق التي تتم من خلال الإنترنت في مصر، إضافة إلى حجوزات شركات الطيران وعلى رأسها مصر للطيران. وقالت إنجي محمد، مسؤولة الحجز في شركة مصر للطيران: تأثرت الحجوزات من خلال مكاتب الشركة سواء داخل مصر أو خارجها، مشيرة إلى أن وسيلة الحجز الوحيدة التي ما زالت تعمل هي من خلال الهاتف. وتعمل حجوزات مصر للطيران من خلال برنامج يسمى «أماديوس» وهو برنامج تستخدمه معظم الشركات العالمية الكبرى في حجز التذاكر. ولم يتمكن مستخدمو الإنترنت عن طريق الهواتف المحمولة من الدخول أيضا إلى الشبكة، وقالت إيمان سويلم مسؤولة خدمة العملاء بشركة «فودافون»: إن عملاء شركات الاتصالات المحمولة لم يتمكنوا من الدخول الى الإنترنت، مشيرة إلى أن المشكلة موجودة في مصر كلها وليست مقتصرة على مؤسسة بعينها، وأنه يجري العمل على حلها.