السلطة تدعو حماس والجهاد بالضفة لاجتماع تشاوري.. وتعلق المفاوضـات مع إسرائيل

الحكومة تمنع المتظاهرين من الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي.. وفلسطيني يطعن 4 يهود في مستوطنة قرب رام الله

صبي فلسطيني يحتمي وراء متراس اقامه بنفسه خلال مواجهات مع جنود الاحتلال في مدينة القدس امس (رويترز)
TT

دعت السلطة الفلسطينية الفصائل كافة، بما فيها حركتا حماس والجهاد الاسلامي، الى اجتماع طارئ، مساء امس، وذلك عقب اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في مقر الرئاسة في رام الله. ووجهت الدعوة فعلا لمسؤولين من حماس. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) إنه دعا كافة الفصائل بما فيها حماس لبحث توحيد الجهود من اجل مواجهة ما يجري في غزة.

واضاف «سنتشاور، ونحن الآن يجب ان نكون يدا واحدة ويجب ان يكون الجهد واحدا من اجل وقف العدوان على اهلنا في قطاع غزة». وبعد أن أدان ابو مازن «الهجوم الكاسح» الذي يتعرض له قطاع غزة طالب بان تعود التهدئة إلى قطاع غزة حتى لا تزداد معاناة الشعب ويزداد حصارهم.

وقال ابو مازن «في هذا الوقت نحن نستمر في إرسال ما نستطيع من مساعدات انسانية وطبية إلى أهلنا». وأضاف، «الناس هناك بأمس الحاجة إلى مثل هذه المساعدات، ندعو العالم كله إلى تقديم المساعدات خاصة إلى اهلنا في قطاع غزة».

ورفض ابو مازن ما يوجه من انتقادات للموقف العربي، وقال «لا نريد أن نلوم هذه الجهة او تلك، والعرب يقومون بواجباتهم، خاصة الشقيقة مصر، ونترحم على الضابط الذي قتل بالأمس، وكلنا أسف لهذا الحادث البغيض» وتابع «لا يجوز أن توجه بنادقنا إلى من يقفون معنا ويساعدونا ويقدمون كل ما يستطيعون وفوق ما يستطيعون للشعب الفلسطيني».

وجاءت دعوة ابو مازن لحماس بينما أعلن أحمد قريع (ابو علاء)، رئيس الطاقم التفاوضي الفلسطيني، تعليق المفاوضات مع تل أبيب «احتجاجًا على المجازر الإسرائيلية التي ترتكب ضد سكان قطاع غزة».

وقال قريع إن المحادثات التي تجرى بدعم أميركي مع اسرائيل علقت. وتابع في حديث للصحافيين «ليست هناك مفاوضات ومن غير الممكن أن تجرى مفاوضات في الوقت الذي يجري فيه شن هجمات على الفلسطينيين».

وقررت منظمة التحرير امس ان تعمل على إزالة أية حواجز أو خلافات سياسية في الماضي، لتوحيد العمل من أجل وقف العدوان. ودعت جميع القوى والفصائل والفعاليات الفلسطينية مهما تباينت اتجاهاتها ومواقفها إلى وحدة العمل وخاصة في قطاع غزة. وأكدت اللجنة ضرورة استمرار الحكومة الفلسطينية ومؤسساتها كافة في تنفيذ خطة الطوارئ الوطنية وتجنيد جميع الإمكانيات من أجل توجيه الدعم والإغاثة لغزة. وقالت اللجنة إن أية مفاوضات سياسية في المرحلة القادمة ستعتمد أساساً على وقف العدوان الذي يؤدي استمراره إلى تدمير مقومات وفرص تحقيق سلام حقيقي وعادل.

ورفضت اللجنة أي محاولة لتبرئة الاحتلال الاسرائيلي من مسؤولياته، ودافعت عن مصر، وقالت انها ضد جميع المحاولات التي تستهدف إثارة وتوسيع الخلافات العربية، وشن الهجوم على بعض العواصم العربية الأساسية، وتسديد حسابات إقليمية تحت ستار فلسطين وغزة الجريحة وباسمها. واختتمت اللجنة بيانها بالقول «إن الدم لن يصير ماء.. وستثبت الأيام ذلك». واتخذت الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض، امس، قرارا بمنع الاحتكاك بين متظاهرين فلسطينيين والجيش الاسرائيلي وعززت من قوات الامن الفلسطيني عند مداخل المدن ونقاط الاحتكاك، وأكد رياض المالكي وزير الخارجية «نحن مع المظاهرات السلمية، ولكننا سنمنعها من الوصول لمناطق الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي لمنع وقوع إصابات بين المواطنين، وللحفاظ على الوضع من التدهور».

وأشار المالكي في مؤتمر صحافي عقب جلسة الحكومة الأسبوعية إلى أن الحكومة ستتخذ إجراءات حقيقية تجاه كل من يقوم باستغلال المظاهرات ليرفع شعارات ضد السلطة، ومحاولة خلق جو من الاضطرابات في الضفة الغربية. وكانت قوات الامن قد منعت رفع أعلام حماس في بعض المسيرات ما ادى الى مناوشات بالايدي. وأدان وزير الإعلام قيام القوات الاسرائيلية بإطلاق النار على المسيرات السلمية ما أدى إلى مقتل شابين من منطقة رام الله.

وفي سياق آخر، طعن شاب فلسطيني امس 4 اسرائيليين في مستوطنة مودعين غرب رام الله. وذكرت مصادر اسرائيلية أن الفلسطيني دخل كنيساً يهودياً في المستوطنة وطعن اسرائيليين وخرج من الكنيس وطعن اسرائيليين آخرين، وصفت حالة اثنين منهم بالخطيرة، واخر بجراح متوسطة والرابع بجراح طفيفة.

وذكرت المصادر أن أفراد الشرطة الاسرائيلية أطلقوا النار على الفلسطيني واصيب بجراح متوسطة. وكانت الاستخبارات الاسرائيلية قد حذرت من هجمات في الضفة انتقاما لما يجري في قطاع غزة واتخذت احتياطات مشددة. إلى ذلك أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس انه على استعداد للتوصل إلى تهدئة في غزة إذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار ورفعت حصارها عن قطاع غزة. وذكرت وزارة الخارجية السنغالية في بيان أصدرته عقب اتصال هاتفي بين مشعل والرئيس السنغالي عبد الله واد الذي ترأس بلاده منظمة المؤتمر الاسلامي منذ مارس (اذار) الماضي، إن «رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أعرب عن استعداده للتوصل الى اتفاق كهذا في مكان يوافق عليه الطرفان». وأوضحت الوزارة ان الرئيس واد عرض على مسؤول حماس اقتراحا للوصول الى «مخرج فوري للازمة».

واضاف البيان ان الاقتراح يتمثل في «التوصل الى تهدئة نهائية بين اسرائيل وحماس وذلك بتوقيع اتفاق يلزم حماس بالالتزام فورا بوقف اطلاق النار مقابل وقف فوري لاطلاق النار من جانب اسرائيل على ان يقترن ذلك برفع كامل للحصار عن غزة».

وقال وزير الخارجية السنغالي شيخ تيديانو غاديو لوكالة الصحافة الفرنسية ان «حماس اعتبرت الاقتراح متوازنا، ونحن نأمل في صدور رد من الجانب الإسرائيلي خلال اليوم». وردا على سؤال عما إذا كان متفائلا بشان رد اسرائيل قال الوزير السنغالي «سوف نحاول. وعلينا ان نكون متفائلين، فليس لنا الخيار في أن نتشاءم، بل نحن مضطرون إلى أن نكون متفائلين».