أحداث العالم 2008: 3 مشاهد في أطول حملة بالتاريخ الأميركي وأكثرها تكلفة

سنة انتخابات أميركية جاءت بابن راعي الغنم وحفيد الطباخ رئيسا للولايات المتحدة

انتخاب اوباما ذي الاصول الافريقية كان حدثا مميزا في التاريخ الاميركي.. وفي الصورة يبدو الرئيس المنتخب مع ابنتيه وزوجته يحيي انصاره (ارشيف «الشرق الاوسط»)
TT

ثلاثة مشاهد تلخص سنة انتخابات اميركية كانت حافلة بجميع عناصر التشويق، تشويق فيه «الغموض» و«الدين» و«الفضائح» و«الجنس» و«الأكاذيب».

المشهد الاول كان في ولاية ايوا في الاسبوع الاول من يناير (كانون الثاني)، حيث كانت درجة الحرارة منخفضة كحالها هذه الايام. كان الثلج والصقيع يكسو شوارع المدن في الولاية. في يوم الانتخابات كان الذي يهم المرشحين سواء من الديمقراطيين والجمهوريين، هو كيف يشارك أكبر عدد من الناخبين في الانتخابات التمهيدية التي جرت هناك عبر المجالس الانتخابية (كوكس). كانت ايوا هي اول محطة في أطول حملة انتخابية والأكثرها كلفة في التاريخ الاميركي، حيث جمع المرشحون أكبر قدر من الاموال في تاريخ الحملات الانتخابية.

يومها اتخذ كل مرشح اسلوباً متفرداً لحث الناخبين على مغالبة الصقيع والخروج من منازلهم للمشاركة في المجالس الانتخابية، إذ اختار المرشح الديمقراطي باراك أوباما التجول على منازل الناخبين مصحوبا بفريق عمله يطرق الابواب ويطلب المشاركة في المجالس الانتخابية، وحمل فريق اوباما كميات ضخمة من شرائح البيتزا للناخبين. واختار المرشح الجمهوري ميت رومني الوصول الى الناخبين عبر المكالمات الهاتفية حيث أجرى فريقه الانتخابي 12 الف مكالمة هاتفية. وطافت هيلاري كلينتون على الناخبين في مواقع عملهم واستعان فريقها بمئات من السائقين لنقل الناخبين الى مراكز الاقتراع.

واستعان المرشح الجمهوري مايك هوكابي بجرافات لجرف الثلوج والجليد لمساعدة الناخبين على التنقل، واعتمد المرشح الديمقراطي جون إدواردز على الخطابات المثيرة التي تحث الناخبين على المشاركة، وكان المرشح الوحيد الذي لم يول المسألة اهتماماً هو عمدة ولاية نيويورك السابق والمرشح الجمهوري رودي جولياني.

وأهمية هذا المشهد الانتخابي ان الفائز في ايوا كان يعني ان يستعد لدخول «نادي الرؤساء» وكما يقول الاميركيون «من يخسر ايوا يخسر الانتخابات» ويشعر سكان هذه الولاية الصغيرة التي لا يزيد عدد سكانها عن ثلاثة ملايين نسمة ومعظمهم من المزارعين البيض والمتقاعدين، بالزهو لان من يفوز بها يواصل السباق، ومن يخسر فيها تتضاءل حظوظه. وأكتمل المشهد الاول في الانتخابات الاميركية بفوز مفاجئ حققه السيناتور باراك اوباما في ولاية ايوا في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الاميركية، موجها بذلك ضربة غير متوقعة الى منافسته هيلاري كلينتون التي حلت في المرتبة الثالثة بعد المرشح جون ادواردز، علما بأنها غالبا ما كانت تتصدر استطلاعات الرأي. وفي المقابل فاز القسيس الانجيلي السابق مايك هاكوبي باصوات الناخبين الجمهوريين، متقدما بذلك على منافسه المورموني ميت رومني الذي حل في المركز الثاني. واعتبرت نتيجة ايوا انتصاراً كبيراً للمرشحين اوباما وهاكابي، خاصة بالنسبة لاوباما الذي استطاع اقناع الناخبين الشباب بالاقبال بكثافة على المجالس الانتخابية ومعظمهم يشارك في الانتخابات لاول مرة. طرح أوباما في الانتخابات التمهيدية باعتباره قوة مغايرة تبتعد عن المسار التقليدي للسياسة في واشنطن، حاملاً للناخبين «رسالة تغيير وأمل» ويبدو أن الرسالة أثرت على الناخبين. مع نزعة متحررة في شعاراته وأقواله جعلته أقرب ما يكون لليسار. وفي الجانب الجمهوري، لم يكن يعني فوز هاكابي في ايوا شيئا على المدى البعيد، اذ انه لن يجد ولاية اخرى فيها عدد كبير من الانجيليين تجاوبوا معه باعتباره رجل دين سابقا. المشهد الثاني كان في واشنطن ليلة الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) في المساء اتجه معظم سكان العاصمة نحو المقاهي والمطاعم لمتابعة النتائج. كان استطلاع الرأي يقول إن باراك اوباما هو الفائز لكن كانت التكهنات تشير ايضاً الى ان المرشح الجمهوري جون ماكين يمكن ان يحقق مفاجأة مدوية، ثم بدأت عملية إذاعة النتائج، وكان الوضع صعباً على أنصار اوباما، إذ ان النتائج بدأت مع ولايات مثل كنتاكي وتينسي واركنسو واكلاهوما وكنساس، وجميعها ولايات فاز فيها جون ماكين، لكن مجرد ان بدأ الاعلان عن نتائج ولايات الساحل الشرقي حتى بدأت أرقام اوباما تقفز قفزات كبيرة، واستمر التشويق، تارة يتقدم ماكين وتارة اخرى يتحرك اوباما الى الامام. وحين اعلنت نتائج ولايات اوهايو بنسلفانيا وفلوريدا وفرجينيا، تأكد ان «باراك حسين اوباما» سيكون أول رئيس أسود في البيت الابيض. وان فصلاً كاملاً من التاريخ الاميركي سيكتب. بعد منتصف أطول ليلة اميركية في هذه السنة حسم اوباما السباق حتى قبل اعلان نتائج الساحل الغربي للولايات المتحدة الذي يضم كاليفورنيا، وهي أعلى ولاية من حيث عدد المندوبين (55 مندوباً). راهن اوباما على الشباب ولم يخذلوه حيث نال 70 في المائة من أصوات الناخبين الشباب، في حين حصل منافسه جون ماكين على 29 في المائة من هذه الاصوات. وبمجرد ان تأكد سكان واشنطن من فوز اوباما حتى خرجت المدينة الى الشوارع. اندفع عدد كبير من الافارقة الاميركيين وهم اغلبية سكان العاصمة التي صوتت بنسبة 92 في المائة لصالح المرشح الديمقراطي، باتجاه ساحة «لافاييت» التي تقع قبالة البيت الابيض يهتفون «أوباما..أوباما» ويرددون شعاره الشهير «نعم نستطيع»، كان بعضهم يبكي بل ينتحبون. اختلطت مشاعر فرح مع مشاعر حزن في لحظة من لحظات التاريخ النادرة. كان باراك اوباما يقول في خطاب النصر في شيكاغو أمام ساحة غصت ملء سعتها بالبشر «اميركا أرسلت رسالة للعالم، وهي اننا كنا وسنبقى الولايات المتحدة». وأقر جون ماكين بالهزيمة وقال لانصاره «اميركا ابتعدت كثيراً عن ذكرياتها المريرة ولا توجد اشارة افضل من انتخاب افريقي اميركي رئيساً للولايات المتحدة». المشهد الثالث، تعيشه واشنطن هذه الايام، حيث ينهمك عمال وفنيون في تنظيم منصات على جانبي الطريق في شارع بنسلفانيا الذي يربط ما بين البيت الابيض ومباني كابيتول هيل حيث يوجد الكونغرس. كما ان الساحات المجاورة تعرف حركة نشطة تتعلق بتشذيب الاشجار والاضاءة، وكل صغيرة وكبيرة من تفاصيل بلا حصر، استعداداً ليوم تاريخي آخر في حياة الاميركيين، حيث سيؤدي باراك اوباما القسم في الكونغرس باعتباره الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة ثم ينتقل الى البيت الابيض ليبدأ اول ايامه الرئاسية، وقبل ذلك يمر بشارع بنسلفانيا ليحي حشودا من الناس، يقدر عددهم بحوالي اربعة ملايين شخص سيأتون من جميع الولايات لتحية الشاب ابن المهاجر راعي الغنم وحفيد الطباخ الذي غير مجرى التاريخ الاميركي، والذي القى خلال الحملة الانتخابية خطاباً عن قضية العرق في مدينة بنسلفانيا اعتبرتها شبكات التلفزيون الاميركية أهم خطاب في تاريخ اميركا الحديث.

استغرق الخطاب الذي كتبه اوباما شخصياً 37 دقيقة ، وأجهش كثيرون بالبكاء وهم يستمعون اليه وهو يرتجل بطريقة أثرت على مشاعر الكثيرين، خاصة عندما تحدث عن نفسه وقال «أنا ابن رجل أسود من كينيا، وامرأة بيضاء من كنساس.. تزوجت من أميركية سوداء تجري في عروقها دماء العبودية، ونقلنا هذه الدماء الى بنتين عزيزتين.. لدي إخوة وأخوات وبنات عم، وابناء عم واعمام واخوال وعمات من مختلف الاعراق، يعيشون في ثلاث قارات، وطيلة حياتي لن أنسى على الاطلاق أن قصتي لا يمكن ان تحدث في اي بلد آخر في العالم» وبعد هذه الفقرة، بكت زوجته ميشيل بحرقة ونهضت تصفق لزوجها بحرارة. كان خطابه شجياً ومؤثراً وكأنه يرسل رسالة مودة تضمد جراح الاميركيين السود، وتعمل على تهدئة مشاعر القلق الآخذة في التزايد لدى البيض المحافظين من رؤية رئيس اسود في البيت الأبيض. وقال محلل في شبكة «سي.ان.ان»: «قبل الخطاب كان هناك اختبار له، وبعد الخطاب اصبح هناك اختبار لنا، لقد تحدى اوباما بهذا الخطاب نفسه كما تحدى اميركا». وتحدث اوباما في اقوى لحظات خطابه عن المشاعر التي تختلج في دواخل البيض، وتمنعهم كوابح عديدة من الحديث عنها علناً، واختار ان يتحدث على لسان جدته البيضاء عن هذه المشاعر، وقال «لا يمكنني التنكر لمجتمع السود أو اتنكر لجدتي البيضاء، التي تولت تربيتي، والتي ضحت من أجلي، لكنها اقرت في يوم من الايام، انها تخشى الرجال السود الذين يمرون بالقرب منها في الشارع، والذين في أكثر من مناسبة ينطقون كلمات عرقية بطريقة نمطية، تجعلني أشعر بالخزي. هؤلاء الأشخاص يشكلون جزءا مني، ومن اميركا البلد الذي أحب». وقال اوباما إن الغضب الذي يشعر به السود، يشعر به ايضاً البيض «معظم افراد الطبقة الوسطى من البيض، لا يشعرون ان أصولهم العرقية تشكل لهم امتيازاً.. عندما يعلمون ان وظيفة ما او مقعداً في كلية، قد قدمت الى افريقي اميركي مكافأة له، وتعويضه عن سنوات التمييز العنصري». وقال متعاطفون مع اوباما، إنه وجه أعنف توبيخ للتاريخ الاميركي، الذي كان يساوي بين بعض البشر والدواب. اثناء هذه المشاهد الثلاثة، كانت هناك لحظات أخرى استقطبت الاهتمام خلال سنة الانتخابات الاميركية.

* الغموض

* كان هناك غموض حيث احتفظ كل من باراك اوباما وجون ماكين باسمي مرشحيهما لمنصب نائب الرئيس حتى آخر لحظة. وكان الاختيار في الحالتين بعيداً جداً عن التكهنات والتخمينات. اختار ماكين سارة بالين حاكمة ولاية آلاسكا في نهاية أغسطس (آب) لمنصب نائب الرئيس ، وعلى الرغم من زلاتها الكثيرة الا انها نجحت في بداية انطلاقها في إطلاق نيران كثيفة ضد باراك اوباما، لكنها تسببت ايضاً في عزوف كثيرين عن التصويت لصالح جون ماكين، بسبب مواقفها اليمينية المتطرفة. وفي الجانب الآخر ابقى باراك اوباما التشويق حتى آخر لحظة حول من سيختار الى منصب نائب الرئيس ، وكان كثيرون داخل الحزب الديمقراطي يرغبون في ان يختار هيلاري كلينتون لهذا المنصب، وضغطت هي من اجل ذلك، لكن اوباما قرر في نهاية الامر اختيار السيناتور جوزيف بايدن، او جو بايدن، الذي كان احد منافسيه في السباق الرئاسي ووصف اوباما الرجل بانه «ذو سجل متميز وخلق رفيع»، واضاف «سعى بايدن لاحداث تغيير في واشنطن لعقود عديدة الا ان واشنطن لم تتمكن من تغييره»، وباختيار بايدن طمأن اوباما ناخبين كانوا يخشون من افتقار اوباما للخبرة في السياسة الخارجية، لكن فعلياً لم يؤثر بايدن على الناخبين المترددين، إذ ان اوباما كان قد خلق زخماً لا يمكن إيقافه قبل اختياره بايدن.

* الدين

* كان هناك حديث طوال فترة الحملة الانتخابية حول ان باراك اوباما «مسلم متستر» وانه ليس مسيحياً بما يكفي، واستطاع الجمهوريون ان يهزوا الارض من تحت اقدام اوباما عندما تفجرت قضية القس جيريمياه رايت، الذي تولى تزويج اوباما وزوجته ميشيل في الكنيسة، كما عمد ابنتيه طبقاً للطقوس المسيحية بل واختار عنوان كتابه الثاني «جرأة الأمل» ووزع شريط فيديو على نطاق واسع يقول فيه رايت إن اميركا تستحق ما حدث لها في 11 سبتمبر، لانها دولة ظالمة. كما انتقد البيض ونظرتهم الى السود، واستطاع اوباما ان يمتص الضجة بهدوء، لكن بعد جهد خرافي. تركز كل حديث «الدين» خلال السنة الانتخابية حول هذه المسألة، لكن كان هناك الى حد ما نقاش اثاره تدين المرشح الجمهوري مايك هاكبي. فهو قس سابق من ولاية وخطاباته السياسية خلال حملاته الانتخابية كانت دائماً ما تحتوي على إشارات إلى الرب والإنجيل. وهو معارض للإجهاض وللزواج المثليين جنسيا بالإضافة إلى انه لا يؤمن بنظرية التطور للعالم داروين. ولم يساعده خطابه الديني المتشدد الا في مرة واحدة عندما فاز في الانتخابات التمهيدية في ولاية ايوا، وكان يأمل بعد أن خسر السباق ان يختاره جون ماكين نائباً له، إذ قال أكثر من مرة ان ماكين يحتاج الى رجل متدين مثلي.

* الفضائح

* في مجال الفضائح كانت هناك فضيحتان، الاولى جمهورية والثانية ديمقراطية. في الجانب الجمهوري نشرت فضيحة تتعلق بارتباط جون ماكين بعلاقة غرامية مع سيدة تعمل في مجال التواصل في احدى شركات الخدمات العامة. وفي تفاصيل الفضيحة التي فجرتها «نيويورك تايمز» ان موظفة تدعى فيكي ايزمان عملت مع ماكين خلال حملته الانتخابية قبل ثماني سنوات عندما ترشح لمنافسة الرئيس الحالي جورج بوش للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري. وعملت ايزمان مع ماكين في حملة جمع التبرعات كما زارت مكاتبه في مختلف الولايات وسافرت معه عدة مرات، وخلال ذلك ارتبط معها «بعلاقة غرامية»، مما أدى الى تدخل بعض مستشاريه لحمايته من هذه «النزوة».اما الفضيحة الديمقراطية فقد كانت بطلتها هيلاري كلينتون حيث قالت انه اثناء زيارتها البوسنة عام 1996 تعرضت للخطر أثناء هبوط طائرتها تحت القصف، لكن تبين بعد اعادة بث شريط فيديو عن الزيارة أنه كان خطراً وهمياً. وكانت هيلاري قد قالت «أتذكر ان طائرتنا هبطت تحت وابل من نيران القناصة، وكان يفترض ان تكون مراسيم استقبال في المطار، لكن في المقابل ركضنا ورؤوسنا الى الأرض نحو السيارات للانتقال الى حيث كان يجب ان نذهب»، ومضت تقول «طلب منا ونحن في الطائرة ان نرتدي بذلة النجاة، ثم هبطنا ونحن نركض وكأننا في مناورة، وابلغنا ان نركض باتجاه السيارات، وهذا ما حدث بالضبط»، لكن اتضح ان ذلك كان اختلاقاً.

* الجنس

* خلال الحملة الانتخابية، عادت قضية مونيكا لوينسكي الموظفة المتدربة التي ارتبطت بعلاقة جنسية مع الرئيس السابق بيل كلينتون الى الواجهة، وذلك عندما نشر الارشيف الوطني في واشنطن عن 11 ألف صفحة من ايام السيدة الاولى هيلاري كلينتون في البيت الابيض تبين كيف كانت تقضي وقتها في الوقت الذي كان فيه زوجها الرئيس بيل كلينتون يلتقي مع مونيكا. إلا ان الارشيف الوطني حجب أكثر من 4800 صفحة متعلقة بالموضوع نفسه «احتراماً لخصوصية الحياة الشخصية» لأطراف اخرى. وفي فضيحة لوينسكي، تشير الوثائق الى أن كلينتون عادت الى مقره السكني في البيت الابيض بعد سبعة ايام من بدء علاقة زوجها مع مونيكا، وكانت خلال تلك الفترة تقوم بجولة داخلية. ولم تكن تدري حتى ذلك الوقت ان الرئيس يخونها مع موظفة متدربة، وان هذه الخيانة استمرت حتى بعد عودتها الى البيت الابيض، وهي الخيانة التي اصابت الرئاسة الأميركية بالشلل لمدة سنة، وكادت تؤدي الى إقالة بيل كلينتون. وفي تلك الفترة، ظهرت الى جانب زوجها كلينتون في مناسبة تعليمية حيث سيوجه له الصحافيون لاول مرة اسئلة عما تسرب من اخبار عن علاقة مع موظفة متدربة. ونفى كلينتون الأمر، وبدا غاضباً ومحتداً لتلك «التقارير الزائفة». وفي الوقت الذي بدأت تنتشر فيه شائعات حول علاقة كلينتون ومونيكا نفت هيلاري بدورها في حوار تلفزيوني «مؤامرة الجناح اليميني ضد زوجها».