أحزاب وسياسيون مصريون من الحزب الحاكم والمعارضة ترفض تصريحات نصر الله.. وترى أن المتحدث هو رئيس إيران

عاكف: لا شأن لنا بما قاله زعيم حزب الله.. وله حسابات غير حساباتنا

TT

أثارت التصريحات التي أطلقها حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني والتي هاجم فيها مصر ردود فعل غاضبة من سياسيين مصريين وقادة أحزاب. ورأوا أن المتحدث في خطاب أول من أمس هو الرئيس الإيراني احمدي نجاد. وقال الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع إن نصر الله معروف موقفه وينطق كما تنطق طهران وأنه كلام ليس عيبه وإنما من يوجهه، مشيرا إلى أن المصريين يتظاهرون من دون إذن من نصر الله أو استجابة لدعوة منه. واستغرب السعيد توجيه نصر الله حديثه إلى الجيش المصري، متسائلا هل يتجرأ بتوجيه الدعوة للجيش السوري أو الإيراني. بدوره قال المرشد العام للإخوان المسلمين مهدي عاكف تعليقا على ما قاله نصر الله: لا شأن لي بما قاله فنحن في مصر لنا واقعنا ونستطيع أن نقول ما نريد وأن ندين من حكامنا من نريد. وتابع نصر الله خارج مصر ولهم حسابات غير حساباتنا.

ومن جانبه انتقد الدكتور جهاد عودة القيادي في الحزب الوطني الحاكم، مشيرا إلى أنه أخطأ خطأ كبيرا في حديثه. وقال: «إن الذي يتحدث إلينا هو الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذي يعمل عنده نصر الله، مشيرا إلى أن المصريين وقواتهم المسلحة لا تلتفت إلى تلك التفاهات». وأكد السفير الدكتور نعمان جلال مساعد وزير الخارجية السابق والخبير الإستراتيجي رفضه الكامل للتصريحات التي أدلى بها حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني.

وقال إن ما قاله نصر الله يعبر عن امتثاله وترديده للمواقف الإيرانية التي تتعارض جوهريا مع المصالح العربية القومية. وأشار إلى أن هذه التصريحات تمثل تحريضا للقوات المسلحة ضد القيادة السياسية العليا في مصر وهو ما يجب التصدي له بقوة لأن مصر دولة ذات سيادة وترفض القوى السياسية الخارجة عن القانون مثل حزب الله والذي كاد يشعل حربا أهلية في لبنان صيف 2006 كما أنه تسبب بمواقفه العنترية فى تدمير لبنان فيما أسماه بحربه ضد إسرائيل والتي كانت بمثابة تصرف غير عقلاني وشعارات سياسية وطموحات غير واقعية تعبر عن سياسة إيران ورغبتها في استخدام قوى سياسية مثل حزب الله وحماس للتعبير عن مصالح إيران ومساوماتها ضد المصالح العربية. وأكد نعمان جلال أن القوات المسلحة المصرية جهاز وطني يؤمن ببلاده وقيادتها وتدافع عن مصالح الوطن من منطلق الإستراتيجية السليمة والتقديرات الصائبة بعيدا عن الشعارات، مؤكدا أن مصر لا تستخدم مؤسسات وشخصيات حزبية لمصالحها كما تفعل دول أخرى. وردا على سؤال حول مغزى وتوقيت تطاول بعض الجهات في حرب معلنة ضد مصر قال جلال إن التطاول على مصر هو من سمات الدول والقيادات والأحزاب الصغيرة التي لا مصداقية لها ولذلك تتطاول على الدول الهامة من أجل الشهرة والدعاية والبحث عن أدوار أكبر من حجمها كما أن هدف مثل هذا التطاول يمثل استفزازا لمصر وربما جرها إلى معارك جانبية ولكن القيادة المصرية قيادة واعية لا تهتم بمثل هذه الصغائر والمعارك الهامشية وكما يقول المثل العربي «إن أصحاب البصائر يركزون على الأهداف الإستراتيجية بعيدة المدى ويتركون الكلاب تعوي».