حماس تتهم السلطة بالتحضير لاستعادة الحكم بغزة والسلطة تؤكد حرصها على وقف العدوان

مستشار أبو مازن: قادة فيها يصفون زملاء لهم بأن «مخهم مسكر»

TT

اعتبر نمر حماد مستشار الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (ابو مازن)، ان جهد السلطة منصب لوقف العدوان على غزة وليس العودة الى غزة. واستغرب حماد اتهام حركة حماس للسلطة الفلسطينية، بالعمل على العودة الى الحكم في قطاع غزة، بعد احتمالات انهيار حكم الحركة هناك بفعل الضربات الاسرائيلية. وقال حماد لـ«الشرق الاوسط»، «ان السلطة لن تعود على ظهور الدبابات الاسرائيلية، كما يروج مسؤولو حماس». وقالت مواقع حماس الرسمية، امس، ان ابو مازن طلب مع بداية العملية العسكرية الاسرائيلية تشكيل غرفة طوارئ تضم وزير الداخلية وقادة الأجهزة الأمنية لمتابعة التطورات ومواجهة احتمال انهيار سلطة حماس في غزة، وما يستدعيه ذلك من استعداد لملء الفراغ الذي سينشأ.

وقال المركز الفلسطيني للاعلام التابع لحماس، ان تقريرا سريا حصل عليه، يؤكد أن ابو مازن سيعود إلى القاهرة من أجل تنسيق موقف السلطة مع موقف النظام المصري، لمواجهة إمكانية تغيير الوضع في غزة، على خلفية بدء العملية العسكرية التي ينتظر أن تتصاعد بالانتقال إلى العملية البرية. وقال حماد «هذا جزء من الاوهام وكوابيس بعض قادة حماس». واضاف «الجهد الفلسطيني منصب على ايقاف العدوان، وليس على سلطة وغير سلطة». وتابع «عندما نقول انه يجب وقف العدوان والبدء بالحوار، نحن نقصد حوارا يشمل حماس، وهذه هي اولوياتنا وليس اي شيء اخر». واكد حماد، ان العودة الى غزة عن طريق الاسرائيليين، «مش وارد ابدا، ومش مطروح». وقال «هذا مثل شخص يقول لاخر بيتي انحرق فيرد عليه شو رايك نروح على السينما». ونقلت مواقع حماس عن مصادر مطلعة، أن حماد اتصل مساء يوم السبت الماضي، أي بعيد بدء العدوان على غزة، بالجنرال الاحتياط عاموس جلعاد، (منسق العمليات الحكومية في المناطق والمستشار السياسي لوزير الدفاع ايهود باراك)، ليبلغه بأن «السلطة في الوقت الذي تعطي إسرائيل حق ضرب حماس وتصفيتها، فإنها تطالب بأن تتركز الضربات على مقار وقيادات حماس، وأن تتجنب قدر الإمكان التعرض للمدنيين».

ورد حماد متفاجئا، «اولا انا لا اعرف جلعاد ولم يحدث ان رأيته او اتصلت به»، معتبرا ان هذا الاتهام يكشف عما سماه بافلاس. وقال «اذا وصلت الامور لهون، اذن نحن امام ناس (حماس) مش حاسين بالمأساة، مش على قدر الحدث». وردا على سؤال كيف تخطط السلطة اذن للعودة الى غزة، قال حماد «الموضوع مش العودة الى غزة وانما انقاذ غزة». وتساءل، «ماذا يريدون في حماس، هل المهم ان يموت شعب غزة ويبقوا هم في السلطة، السؤال ليس من يحكم غزة وانما كيف ننقذ غزة».

وقال حماد ان هناك «عقلاء في قيادة حماس يتصلون به، ويقولون نحن عدنا قيادات مخهم مسكر، (عقلهم مغلق)، ويطلبون منا ان نستمر في الجهود من اجل وقف العدوان». من جهته، اتهم مشير المصري أمين سر كتلة حماس البرلمانية، ابو مازن بانه كان على علم مسبق بالعملية العسكرية الإسرائيلية المفاجئة، ضد غزة وبموعدها بالتحديد». وفي السياق قال رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، «ان ثمة رضى فلسطينيا عن توجيه الضربات لحماس». وقال ديسكين في جلسة امنية عقدها اولمرت مع وزيري الدفاع والخارجية اول من امس، ان «هناك رضى في أوساط كثير من السكان الفلسطينيين، من توجيه الضربات لحماس». وبحسب ديسكن فإن هذا الرضى «تزايد أكثر في الايام الاخيرة». وادعى، «إن هناك إحباطا شديدا في أوساط السكان من اختفاء قادة حماس عن الأعين، وهناك رغبة حقيقية بأن تخلص إسرائيل السكان من عبء حماس».

من جهة اخرى، دعت مصادر مسؤولة في السلطة الى عقد قمة عربية طارئة. وقالت المصادر «لا بد من قمة معدة جيدا، ولا نريد ان نذهب الى قمة حتى نكرس الخلافات». وتريد السلطة عقد القمة في مصر وليس في قطر.