مدير البنك بوكفيتش لـ «الشرق الأوسط»: الاستثمارات الدولية تنتقل إلى آسيا وأوروبا الشرقية

بنك البوسنة الدولي همزة الوصل بين العالم العربي وأوروبا الشرقية

عامر بوكفيتش مدير بنك البوسنة الدولي
TT

أكد مدير بنك البوسنة الدولي عامر بوكفيتش، أن الأزمة المالية الدولية بدأت تحدث تغييرات جوهرية على حركة الاستثمارات الدولية، ستؤدي على المستوى المتوسط والبعيد، إلى هجرات من مراكزها التقليدية في الولايات المتحدة، وأوروبا الغربية، باتجاه آسيا وأفريقيا وأوروبا الشرقية. وقال بوكفيتش في حوار مع «الشرق الأوسط» إن «بنك البوسنة الدولي الذي يملك البنك الإسلامي للتنمية 46 في المائة من رأسماله بينما يملك بنك دبي الدولي 27 في المائة، وبنك أبوظبي 27 في المائة، يقوم بدور الجسر بين المستثمرين في الدول الأعضاء لمنظمة المؤتمر الإسلامي من جهة، والبوسنة ودول البلقان وأوروبا الشرقية من جهة أخرى».

وتوقع مدير بنك البوسنة الدولي بأن عددا كبيرا من الاستثمارات سيتحول إلى آسيا وافريقيا وأوروبا الشرقية، بعد الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالولايات المتحدة، ودول الاتحاد الاوروبي بالدرجة الاولى، و«لن تعود الولايات المتحدة، والاتحاد الاوروبي، مركزا للاستثمارات الدولية». كما أن «دول شرق أوروبا مرشحة لاستقطاب جزءا مهما من الاستثمارات الدولية بعد تحولها لنظام السوق ومحاولة تعرفها على المصرفية الإسلامية». وقال إن «بنك البوسنة الدولي هو البنك الوحيد في غرب البلقان الذي يعمل وفق مبادئ المصرفية والاقتصاد الإسلامي، ولذلك هناك آمال كبيرة في أن يؤدي دورا اقتصاديا محوريا، ليس في البوسنة فحسب، بل في منطقة شرق أوروبا كلها». ويعول بوكفيتش في هذا الخصوص على الدول الأعضاء الـ 58 المنضوية تحت لواء منظمة المؤتمر الإسلامي. «وهو ما يؤهل البنك وعملاءه في البوسنة وشرق أوروبا، من الولوج بثقة متناهية في الأسواق الواعدة بآسيا وغيرها من مناطق العالم، التي تشهد تغييرات كبيرة على مختلف الأصعدة». وأعرب بوكفيتش عن اعتقاده بأن «الاقتصاد الإسلامي يتبوأ مكانة مرموقة في دنيا المال والأعمال، لا سيما بعد تخفيض نسبة الفائدة إلى أدنى مستوى لها وصلت إلى الصفر في البنوك العريقة بالولايات المتحدة، وبعض دول الاتحاد الاوروبي، حيث أن الأزمة المالية لم تطل البنوك التي تتعامل وفق الشريعة الإسلامية». وكان بنك البوسنة الدولي قد وقع اتفاقا مع البنك السعودي للتنمية بقيمة 5 ملايين دولار يتم بمقتضاه تمويل الصادرات السعودية للبوسنة بما فيها النفط. وقد وقع عن البنك السعودي للتنمية أحمد محمد الغانم، وعن بنك البوسنة الدولي مديره عامر بوكفيتش.

وتحدث بوكفيتش عن المؤسسات الاستثمارية ورجال الأعمال الذين لديهم مشاريع في البوسنة، مثل «مؤسسة الشدي،» التي لديها استثمارات في البوسنة، بعضها بلغ 100 مليون يورو، وقاموا حديثا بشراء فندق بروستيل في سراييفو. واوضح «نحن في بنك البوسنة الدولي نقدم جميع الضمانات المالية للمستثمرين الذين ينفذون مشاريعهم بالتعاون معنا، مثل البنك السعودي للتنمية، الذي يقيم مشاريعه عبر بنك البوسنة الدولي. كما لمؤسسة الزامل الكويتية مشاريع في البوسنة منها مشروع بكلفة 125 مليون يورو، ولديهم مشاريع ربحية في مجال العقار والتعليم».

واضاف «للكويتيين مشاريع كثيرة منها برجي يونيتيك القريبين من فندق الهوليداي ان. وكذلك بنك التمويل البحريني لديه مشاريع وننتظر استثمارات قطرية كبيرة بعد زيارة أمير قطر للبوسنة في أبريل (نيسان) المقبل. وقد خصص القطريون مليون يورو مبدأيا لشراء مؤسسات في حاجة لرأس المال أو تحتاج لتبدأ الانتاج مجددا». والحكومة الكويتية قدمت 35 مليون يورو لتعبيد طريق سريعة، بشروط ميسرة ونحن بصدد تدشين عهد جديد من العلاقات الاستثمارية بين دول الخليج من جهة والبوسنة وأوروبا الشرقية من جهة أخرى». وحول الأسس التي يمكن للمستثمرين البناء عليها للحفاظ على رؤوس أموالهم وتحقيق أرباح تشجعهم على المجيء وإقامة مشاريع أو المشاركة مع شركات بوسنية، أوضح بوكفيتش بأن «بنك البوسنة الدولي ومصادره في المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، الضمانات الكافية للمستثمرين الذين ينسقون معنا أو يأتون عبر البنك وبالتعاون معه». وعن حركة شراء الأراضي والعقارات أشار مدير، بنك البوسنة الدولي، بأن شراء الاراضي من المشاريع المربحة والرخيصة مقارنة بدول أخرى، وقد باشر البنك تذليل العقبات أمام المستثمرين العرب الراغبين في شراء الأراضي لا سيما في شرق البوسنة، حيث يبلغ سعر الدونم الواحد بين مائة وألف يورو «وهناك مساحات خضراء شاسعة من الأراضي الخصبة والانهار التي يمكنها أن تساهم في توفير الأمن الغذائي لدول المستثمرين الراغبين في الاستثمار بالبوسنة، سواء في مجال الزراعة أو العقارات حيث سنفتتح في 6 أبريل المقبل مركزا تجاريا كبيرا، وبرجا مخصصا للاستثمارات إلى جانب مركزنا وفروعه في سراييفو والمدن الأخرى». وقال إن المبنى الذي سيفتتح في 6 أبريل المقبل الذي كلف بناؤه 10 ملايين يورو تقدر قيمته بـ100 مليون يورو حاليا. وأكد على أن الأزمة المالية التي يعيشها العالم، دعت الكثير من الدول إلى إعادة استراتيجياتها للأمن الغذائي. وأن «الازمة سلبية للجميع للشرق والغرب، للبوسنة وغيرها، لكن بعد تخطيها ستتخذ اجراءات ايجابية تستفيد منها الدول المنتجة للغذاء والمواد الخام، وكما تعلمون فإن البوسنة لديها الاخشاب والماء ولدينا كميات كبيرة من النفط لكن مشكلة التنقيب تعترضها عقبات، من بينها وجوده في طبقات دنيا من الأرض، أي في مستويات عميقة قد تكون مكلفة بعض الشيء».

وعن الدور الاجتماعي الذي يقوم به البنك من خلال توسطه في أعمال تنموية غير ربحية وخيرية قال بوكفيتش «نحن مؤسسة بنكية تعمل وفق الشريعة الإسلامية، وعملنا الأساسي بنكي ربحي، لكن ذلك لا يمنعنا من الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع، فلدينا في أجندة البنك بند العمل الاجتماعي». ويؤدي بنك البوسنة الدولي دورا تنمويا مزدوجا عبر الاستثمارات وجلب المزيد منها إلى البوسنة من جهة، وحث المؤسسات المالية على تقديم المزيد من الدعم الخيري الانمائي للبوسنة «نعمل مع مؤسسة المكتوم لمساعدة اللاجئين حيث فتحوا المجال لمشروع القرض الحسن في شرق البوسنة، كما يقوم البنك الإسلامي للتنمية بدور مشجع في هذا المجال أيضا».

وفي هذا الإطار قامت «دار التمويل» في دولة الامارات العربية المتحدة، عبر البنك بتقديم مبلغ 200 ألف يورو كمنح دراسية لمدة 4 سنوات قادمة بداية من 2009. وكان البنك قد قدم العام الماضي 35 منحة دراسية لطلبة ينتمون لكليات مختلفة. وتطرق بوكفيتش للمساعدة التي قدمها رجل الاعمال المعروف الأمير الوليد بن طلال التي تم بواسطتها تعبيد 9 كيلومترات ونصف الكيلومتر من الطرق الريفية، في منطقة زفورنيك، شرق البوسنة. وقد حضر عضو مجلس الرئاسة البوسني الدكتور حارث سيلاجيتش عملية افتتاح مشروع تعبيد الطريق التي يحتاجها المهجرون العائدون إلى ديارهم، كما ستساهم هذه الطريق في تذليل الكثير من العقبات في وجه طلبة المدارس والسكان في المناطق الفلاحية، ولا سيما المزارعين الذين سيستفيدون كثيرا من الطرق المعبدة، حيث تنقطع المواصلات أثناء هطول الامطار بكثرة أو عند نزول الثلوج بكثافة. ودعا بوكفيتش المؤسسات المالية للمساهمة في مثل هذه المشاريع.