اقتراح بإنشاء مجلس اقتصادي عالمي على غرار مجلس الأمن

ميركل وساركوزي وبلير يدعون في باريس إلى إدارة عالمية للاقتصاد

TT

دعا الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الخميس الى إدارة عالمية للاقتصاد، مطالبين واشنطن بالانضمام الى جهودهم في هذا الشأن، وذلك في ندوة بباريس. وقال ساركوزي في افتتاح ندوة حول سبل تنظيم الرأسمالية العالمية، انه «يتعين ان تكون هناك قواعد جديدة وقرارات جديدة»، مشيرا الى ان الاجتماع المقبل لمجموعة العشرين في الثاني من ابريل (نيسان) في لندن حيث من المقرر ان يواصل زعماء الدول الكبرى المتقدمة والدول الناشئة مناقشاتهم لتنشيط وتنظيم الاقتصاد العالمي، يعتبر اول لقاء. واستطرد ساركوزي، في التقرير الذي بثته وكالة الصحافة الفرنسية «اننا في حاجة الى ان تساهم الصين بقوتها المؤثرة، وان تقول البرازيل رأيها الحقيقي، وان تشارك افريقيا في سعينا معاً الى بناء نظام دولي»، لكنه وصف فرض سياسة واحدة على المستوى العالمي بأنه أمر «عبثي». وقال «انظروا الى ما وصل اليه صندوق النقد الدولي رغم جهوده». من جهتها، اقترحت المستشارة الالمانية انشاء «مجلس اقتصادي» عالمي على غرار مجلس الامن الدولي. وقالت ميركل في كلمتها «يمكن ان يكون هناك الى جانب مجلس الامن مجلس اقتصادي، يقوم بدور آخر غير الذي يقوم به المجلس الاقتصادي والاجتماعي للامم المتحدة الذي يقضي اشهرا وسنوات لصياغة بعض تقاريره». كما دعت ميركل الى وضع «ميثاق لاقتصاد معقول على المدى الطويل»، وذلك على غرار ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الانسان. ودعا بلير، المشارك في تنظيم الندوة التي يشارك فيها رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه والمدير العام لمنظمة التجارة العالمية، باسكال لامي، ايضا الى وضع نظام «لإدارة» عالمية للاقتصاد. وقال بلير «يتعين ان يكون هناك تعاون بين الدول، ذلك ان من بين الدروس المستخلصة من هذه الازمة، اننا نعيش حقا في عالم واحد وعلينا ان نتخذ اجراءات شاملة». ويرى بلير انه «لا مفرَ» من «اعادة صياغة نظام المراقبة الدولية» مثل البنك وصندوق النقد الدوليين، وهي «مؤسسات دولية من القرن العشرين تدير عالم القرن الواحد والعشرين».

واشار ساركوزي وميركل وبلير الى ضرورة ان تشارك الولايات المتحدة، المتحفظة حتى الآن على فكرة فرض قواعد لتنظيم الاقتصاد، في هذه الجهود مشاركة كاملة. واوضحت ميركل انه «لا يمكن لبلد ان يتخذ وحده القرار اليوم حتى ولو كان هذا البلد هو الولايات المتحدة مهما بلغت قوتها»، بينما قال ساركوزي «لتكن الامور واضحة: لن يكون هناك في القرن الواحد والعشرين دولة واحدة تملي ما يتعين عمله، وتقول للآخرين «ادفعوا الدين المستحق علينا». واضاف «لتواكب الولايات المتحدة هذا التغيير، وأرجو صادقا ان يتم ذلك لأن هناك رئيسا جديدا سيساهم بحيويته وذكائه وانفتاحه، وسوف نغير العالم مع الولايات المتحدة. ولكننا لا نقبل الوضع الراهن، اننا لن نقبل الجمود». واعلن الرئيس الفرنسي ان الدول الاوروبية من مجموعة العشرين سوف تلتقي في غضون اسابيع مقبلة في برلين للإعداد لقمة الثاني من ابريل المقبل.