إطلاق الصواريخ على إسرائيل رسالة «تحذيرية» أقلقت الجنوبيين

بيروت اهتمت بمعرفة من يقف وراءها وحزب الله نفى علمه بها ولكنها لن تغير قواعد اللعبة

جندي لبناني يشير إلى منصة خشبية، يعتقد انها استخدمت امس لاطلاق صاروخ على شمال اسرائيل، وذلك في محيط بلدة طير حرفا الجنوبية (إ.ب.ا)
TT

اجرى القائد العام للقوات الدولية الجنرال كلاوديو غراتسيانو اتصالات مكثفة مع القيادتين العسكريتين في لبنان واسرائيل لضبط الوضع ومنع تدهوره، بالتزامن مع اعلان قوات الـ «يونيفيل» حالة التأهب القصوى في صفوفها لمنع اطلاق المزيد من الصواريخ. لكن على رغم ذلك خيّمت اجواء من الحذر الشديد على طول الخط الحدودي، فيما طرحت تساؤلات حول مستقبل الوضع هناك في ظل استمرار العدوان في غزة. وهي تساؤلات من نوع: هل ستؤول الامور الى مزيد من التصعيد؟ وهل سيدخل الجنوب اللبناني على خط ما يجري في غزة؟ وبحسب مصادر امنية فإنه على رغم خطورة حادث اطلاق الصواريخ امس الا ان قواعد اللعبة قد لا تتغير وسيبقى اللاعبون الاساسيون على ارض الجنوب، من جيش لبناني مروراً بالقوات الدولية وصولاً الى حزب الله، يسيطرون على الوضع وان ما جرى لا يعدو كونه مجرد «رسالة تذكيرية تحذيرية». وكان اللبنانيون في القرى الحدودية في الجنوب قد استيقظوا على دوي اطلاق صواريخ كاتيوشا من منطقة القطاع الغربي باتجاه اسرائيل. وفيما ابلغ «حزب الله» الحكومة اللبنانية عدم مسؤوليته عن الحادث، رجحت مصادر امنية وقوف عناصر مسلحة فلسطينية وراءه، مشيرة الى دور ما للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة التي يتزعمها احمد جبريل والتي كانت مواقف قيادييها حتى عصر امس لا تؤكد ولا تنفي مسؤوليتها عن هذا الحادث.

ووسط اجواء من القلق الشديد الذي دفع بعض المدارس في القرى الحدودية الى اقفال ابوابها وصرف تلامذتها، كثفت قوات الجيش اللبناني والقوات الدولية، لاسيما الوحدة الفرنسية، دورياتها على خط الحدود في القطاع الغربي واجرت مسحاً للمنطقة بحثاً عن صواريخ اخرى، فيما شهد خط الحدود دوريات مكثفة للقوات الدولية. وبعد غياب الدوريات في الجانب الاسرائيلي المحاذي للحدود مع لبنان عادت امس الى هذا الخط حيث شوهدت سيارات «الهامر» الاسرائيلية تنتشر بكثافة في اوضاع قتالية.

يشار الى انه وقبل عشرة ايام وعشية العدوان الاسرائيلي على غزة عثرت القوى الامنية والقوات الدولية على خمسة صواريخ كاتيوشا معدة للاطلاق من منطقة حدودية لبنانية باتجاه المستوطنات الاسرائيلية. وفي اليوم التالي تفقد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان المنطقة والتقى ضباط الجيش وقيادة الـ«يونيفيل» واكد ان لبنان لن يتحول الى منصة لاطلاق الصواريخ.

هذا، وقالت قيادة الجيش اللبناني ان «جهة مجهولة اقدمت على إطلاق عدد من الصواريخ في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبالتزامن مع ما حصل سقط داخل الأراضي اللبنانية شمال بلدة الناقورة عدد من قذائف المدفعية، مصدرها العدو الإسرائيلي، من دون وقوع إصابات». واعلنت ان وحدات الجيش «بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان اتخذت التدابير اللازمة لحماية الأهالي وضبط الوضع منعا للاستغلال والعبث بأمن البلاد».

وافادت الناطقة الرسمية باسم الـ«يونيفيل» ياسمينا بوزايان «ان اليونيفيل استطاعت التأكيد ان ثلاثة صواريخ على الاقل أطلقت باتجاه اسرائيل من منطقة طيرحرفا التي تبعد حوالى سبعة كيلومترات شرق الناقورة في جنوب لبنان. وعلى الفور رد الجيش الاسرائيلي بإطلاق قذائف مدفعية عدة الى المكان الذي أطلقت منه الصواريخ».

واشارت الى انه «فور وقوع الحادث، اتخذت قوات اليونيفيل، بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية، تدابير لمعرفة من يقف خلف هذه الحادثة، في حين لم يعلن أحد مسؤوليته عن الحادث. وقد نشرت اليونيفيل قوات إضافية على الارض وكثفت دورياتها في منطقة العمليات لمنع تكرار حوادث مماثلة، كما قررت القوات المسلحة اللبنانية نشر قوات إضافية في الجنوب من اجل تعزيز الامن في المنطقة».