الجيش السوداني: مستعدون لأسوا الاحتمالات.. في حال توقيف الرئيس

البشير: من يراهنون على انقسامنا.. واهمون

TT

أعلن الجيش السوداني أمس استعداده لأسوا الاحتمالات في البلاد، في حال صدور مذكرة اعتقال ضد الرئيس السوداني عمر البشير من قبل قضاة المحكمة الجنائية الدولية، ونوه الى أن «خط الدفاع الأول في مثل هذه الظروف هو تماسك الجبهة الداخلية»، في وقت أكد فيه البشير أن مواجهة حكومته مع المحكمة الجنائية الدولية، ستكون «طويلة وليست عابرة كما يتصور البعض»، واصفاً من يراهنون على انقسام المؤتمر الوطني (الحاكم) الذي يتزعمه، بـ«الواهمين».

وقال العميد عثمان محمد الأغبش، الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، إن الدولة ستظل متماسكة، ولا تتأثر بأي قرار من الجنائية، وأضاف في ندوة في الخرطوم إن «الجيش يعد لأسوأ السيناريوهات في هذا الصدد.. نتحسب لكل طارئ يطرأ حتى تظل الدولة متماسكة ولا تتأثر بالقرار إن صدر». وقال إن المطلوب الآن هو رفع الحس الوطني بخطورة التحول الذي يشهده السودان، الذي قال انه بدأ مع الدخول في جملة اتفاقيات هدفها الوحدة. وقال الأغبش «نسأل الله تعالى ألا يحوجنا بأن ننفذ خطتنا لما سيحدث». ومضى قائلا ان «قرار الجنائية اختبار للوطنية السودانية، لأنها قضية أمة وهوية وحضارة ووطن»، وتابع «إذا وفقنا في تجاوز هذا الامتحان سنلج إلى نهضة شاملة تجد فيها كل الإشكالات القائمة طريقها للحل». وفي مقابلة مع صحيفة «الأخبار» السودانية، نشر أمس، أكد الرئيس إن «كل قيادات المؤتمر الوطني على قلب رجل واحد»، معتبراً تصعيد العدوان ضد بلاده في الآونة الأخيرة مرده سعي بعض الدوائر الغربية ومجموعات الضغط السياسية لقطع الطريق على قيام الانتخابات العامة في السودان خشية أن تكون النتيجة في غير صالح تلك الدوائر. وقال «الصراع الذي تفجر مع المحكمة الجنائية الدولية منذ سنوات تم بدفع من دوائر عديدة لا يسعدها استقرار السودان». وحول الترتيبات الجارية لمواجهة أي تطورات محتملة اكتفى الرئيس بقوله «خياراتنا متعددة ومفتوحة وتم ترتيبها بما يلائم كل موقف ولكل حادث حديث».

وحول ما يتردد عن تباين في المواقف داخل المؤتمر الوطني في التعامل مع أزمة المحكمة الجنائية الدولية قال البشير «إن كثيرين في الخارج وبعض الذين بيننا (رفض أن يسميهم) يراهنون على انقسام المؤتمر الوطني.. هؤلاء وأولئك واهمون.. فنحن وكافة أجهزتنا في منتهى الانسجام والمسؤولية». وعبر عن دهشته مما تناقلته أنباء عن مواقف مختلفة لنائبه علي عثمان محمد طه، وقال «المرة الوحيدة التي رأى فيها قيادات المؤتمر الوطني، علي عثمان غاضباً ويدق المنضدة بيده حين طرحت إمكانية التعامل مع المحكمة الجنائية».

من جهة أخرى اتهمت حركة وجيش تحرير السودان برئاسة كبير مساعدي الرئيس السوداني، مني اركو مناوي، جهات، لم تسمها، بالتخطيط لإشعال فتيل العنف بدارفور في حالة صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية في مواجهة الرئيس السوداني عمر البشير. وقال الأمين العام لحركة وجيش تحرير السودان، علي حسين دوسية، في ندوة سياسية، ان جهات تحرض وتخطط لإشعال درافور في حال صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية انفاذاً لتهديدهم بمفاقمة القرار للأوضاع في درافور، كاشفاً عن جهات توزع أسلحة، وقال «هؤلاء المحرضون نعرفهم وهم يسعون الى إشعال دارفور وزيادة معاناة اهلها، والوضع الآن جد خطير».   في هذه الأثناء، أنهى ليو جين، المبعوث الصيني للسلام فى السودان، مباحثاته في الخرطوم بلقاء مطول مع الرئيس عمر البشير في قصر الضيافة نقل له الموقف الصيني الداعم للسودان ونتائج تحركات بكين على كافة المستويات. وقال ليو انه تبادل وجهات النظر مع البشير حول ادعاءات الجنائية والوضع في دارفور، وجدد التأكيد بأن الاتهامات لا تساعد على الحل السياسي بجانب إرسالها إشارات سالبة للحركات المسلحة. وطالب بوقف إطلاق النار، ودعا الحركات المسلحة للجلوس لطاولة المفاوضات. وأعلن دعم بلاده للمبادرة القطرية والجهود الأخرى، مؤكدا انها ستساعد في جمع كافة الأطراف لبحث سلام دائم لدارفور.