بان كي مون يقرر تعيين الأميركي كريستوفر روس مبعوثاً إلى الصحراء

المغرب يرحب .. وواشنطن تدعو لمواصلة المفاوضات دون شروط وبحسن نية

TT

قرر الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون تعيين الاميركي كريستوفر روس مبعوثا خاصا للصحراء الغربية، حسب ما جاء في بيان للامم المتحدة صدر الليلة قبل الماضية. وسيكون روس، وهو سفير سابق في سورية والجزائر، ثالث مبعوث دولي إلى الصحراء، بعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر (1997-2004) والهولندي بيتر فان فالسوم الذي عين عام 2005 وانتهت فترة عمله في نهاية اغسطس (آب) الماضي. واشار بيان الامم المتحدة الى ان روس سيعمل مع الاطراف المعنية والدول المجاورة لمواصلة التقدم الذي تحقق «سعيا الى حل عادل ودائم يقبله الطرفان، ويكفل لشعب الصحراء الغربية حق تقرير المصير».

وبمناسبة كشف الأمم المتحدة هوية المبعوث الدولي المقبل إلى الصحراء، قال خالد الناصري، وزير الاتصال (الاعلام) الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، إن بلاده ترحب بأي مسؤول يعينه الأمين العام للأمم المتحدة، ممثلا له في الصحراء، مشيرا الى أن موقف المغرب معروف من كيفية حل النزاع، وأن كريستوفر روس «لن ينطلق في عمله من الصفر، لأن هناك تراكمات أساسية على مستوى مجلس الامن وقراره الاخير (1813) الذي يحث الأطراف على العمل في إطار روح من الواقعية والتوافق من أجل الدفع بالمفاوضات». وأوضح الناصري، الذي كان يتحدث إلى الصحافة، مساء أمس، عقب انتهاء أشغال المجلس الحكومي بالرباط، أن المسؤول الأممي الجديد، في إشارة الى كريستوف روس، سيأخذ بعين الاعتبار الدينامية التي شهدها الملف، نتيجة المقترح المغربي الرامي الى تطبيق الحكم الذاتي في الصحراء، في ظل سيادة المغرب على كافة أراضيه.

وأكد الناصري، أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، روس، سيجد لدى المغرب نفس الاستعداد الذي أبان عنه على الدوام، مضيفا أن بلده الذي يعمل في هذا الاتجاه، «يأمل ببساطة في أن يحذو الجانب الآخر نفس النوايا وحسن النية من أجل الدفع بهذا المسلسل نحو الأمام».

وشدد الناصري على أن المغرب يظل مطمئنا بالنظر إلى مسار روس، كدبلوماسي محنك، وقادر على مواصلة العمل الممتاز الذي بدأه سلفه، بيتر فان فالسوم.

في غضون ذلك، دعت الولايات المتحدة الأطراف المعنية بملف الصحراء, إلى «مواصلة التفاوض بدون شروط مسبقة، وبحسن نية وبروح تقوم على الواقعية، والحلول الوسط، من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل، دائم ويحظى بقبول جميع الأطراف». وأشاد بيان صحافي نشره مساء أول من أمس، روبرت وود، مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، بتعيين الدبلوماسي الأميركي، كريستوفر روس، مبعوثا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة، مضيفا أن «للسفير روس تجربة طويلة ومتميزة داخل الحكومة الأميركية، بما في ذلك عمله كسفير لدى كل من الجزائر وسورية».

وعبر عن أمله في أن يتمكن روس من مواصلة «العمل الممتاز الذي قام به سلفه، بيتر فان فالسوم، الذي كان يتمتع بكفاءات نموذجية على المستوى الفكري والمهني وعلى مستوى تفانيه في العمل». وأضاف المصدر ذاته، أنه «في ظل الجهود المبذولة خلال الجولات السابقة من المفاوضات والتطورات الأخرى التي حصلت منذ سنة 2006، نأمل في أن يتم تنفيذ قرارات مجلس الأمن رقم 1754، 1783 و1813». كما أشاد البيان «بوجود إمكانية لعقد جولة أخرى من المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو مطلع العام الجاري».

وسيخلف روس فالسوم الذي انتهت فترة عمله في اغسطس الماضي وجرت تحت إشرافه في مانهست بنيويورك، أربع جولات من المفاوضات المباشرة بين المغرب والبوليساريو، دون أن تحقق تقدماً. وتتمركز بعثة للامم المتحدة (مينورسو) في الصحراء منذ عام 1991 الذي شهد وقفا لاطلاق النار يلتزم به الجانبان حتى الآن. ويقترح المغرب خطة للحكم الذاتي الموسع للصحراء في ظل سيادته. ومن جهتها، ترفض جبهة البوليساريو هذا الاقتراح المغربي وتطالب باستقلال الصحراء عبر استفتاء حول تقرير المصير.