بكين تحتفل بـ3 عقود من العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن

تذكير بدبلوماسية الـ«بينغ بونغ» لحل الأزمات الدولية

TT

احتفلت بكين وواشنطن هذا الاسبوع بـ30 عاماً من العلاقات الدبلوماسية بينهما في تحول جذري في العلاقات الدولية وسط الحرب الباردة. وكانت أبرز فعالية للاحتفال عقد مباراة للعبة الـ«بينغ بونغ» (كرة الطاولة) احياء لذكرى دبلوماسية الـ«بينغ بونغ» التي كسرت حائط الجليد بين البلدين ومهدت للعلاقات الدبلوماسية.

وحضر نائب وزيرة الخارجية الاميركي جون نغروبونتي المباراة التي شارك فيها بعض اعضاء الفريقين الاصليين في مباراة عامي 1971، ليقول بعد المباراة: «دبلوماسية البينغ بونغ لعبت دوراً مهماً جداً، والان وبعد 30 عاماً، لدينا علاقة واسعة وعميقة» واضاف: «انني متأكد من ان السنوات الـ30 المقبلة ستكون افضل». وشارك نائب وزير الخارجية وانغ غوانغيا في احتفال الـ«بينغ بونغ» وجلس مع نغروبونتي اثناء المباراة. وكان من المفترض مشاركة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في الاحتفال إلا انها قررت الغاء سفرها بسبب أحداث غزة. وقال نغروبونتي اثناء زيارته التي استمرت يومين إن العلاقات القوية بين البلدين «تشير الى اننا نعتمد على بعضنا البعض بشكل متزايد، ما يعني اننا بحاجة لإقامة علاقة بناء على اسس ناضجة وهذا ما سعينا اليه». ومن جانبه، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية كين غانغ ان البلدين «في نقطة تاريخية جديدة» وعليهما «تقوية الحوار والتعاون». واضاف: «بالطبع البلدان يختلفان في الكثير من المجالات.. ولكن بمقارنة مصالحنا ومسؤولياتنا المشتركة للحفاظ على السلم العالمي والاستقرار والازدهار، فإن هذه الفوارق اقل اهمية». وبعد يومين من المناقشات مع مسؤولين صينيين، قال نغروبونتي انه يعود الى واشنطن حاملاً رسالة الى ادارة الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما بأن «الصين جاهزة ومتحمسة للحوار». يذكر ان واشنطن وبكين اقامتا علاقات دبلوماسية في 1 يناير (كانون الثاني) عام 1979، بعدما اقامت ادارة الرئيس الاميركي حينها ريتشارد نيكسون حلفاً ضد الاتحاد السوفياتي في الحرب الباردة. وكانت دعوة الصين لفريق اميركي للعب مباراة «بينغ بونغ» جوهرية في اعادة فتح العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وخاض الفريقان المباراة في 13 ابريل (نسيان) 1971 ليذهب الفريق الصيني الى الولايات المتحدة عام 1971. وبات مصطلح «دبلوماسية البينغ بونغ» رمزاً لإمكانية تخطي الازمات الدولية من خلال العلاقات الانسانية وخاصة من خلال الرياضة والمنافسة الايجابية. وكانت الاميركية جودي بوخنسكي هورفروست أصغر عضو في الفريق الاميركي الذي زار الصين عام 1971 وشاركت مجدداً في لعبة الـ«بينغ بونغ» اول من امس. وقالت هورفروست، وعمرها الآن 50 عاماً: «شعارنا كان الصداقة اولا والمنافسة ثانياً». واضافت في تصريحات لوكالة «اسوشيتد بريس»: «لم اعلم حينها تأثير المباراة على العالم، كنت فقط ألعب البينغ بونغ ولكنني سيعدة جداً ان مشاركتي فيها لعبت دوراً صغيراً في تحسين العلاقات الدبلوماسية الاميركية ـ الصينية». وتابعت ان الفرق بين وضع الصين قبل 30 عاماً والآن «كفرق الليل عن النهار». وسلم ليانغ غيلانغ، أحد الرياضيين الصينيين الذين شاركوا في مباراة 1971، هدية الى نغروبونتي، وهي عبارة عن مضرب بينغ بونغ وقعها عضو الفريق الصيني الاصلي. وعبر ليانغ بعدها عن امله في «مواصلة التحسن في العلاقات الاميركية ـ الصينية».