النفط يتراجع صوب 41 دولارا مع ازدياد أعداد العاطلين عن العمل في أميركا

رئيس وزراء فرنسا يدعو لاتفاق عالمي لإمدادات الطاقة وأسعارها

TT

انخفضت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الامريكي أمس صوب 41 دولارا للبرميل مع تزايد التشاؤم الاقتصادي وبيانات البطالة الامريكية التي اظهرت زيادة كبيرة في عدد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة.

اذ أعلنت وزارة العمل الأمريكية في واشنطن أمس الجمعة أن معدلات البطالة في الولايات المتحدة خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ارتفعت إلى 2ر7 في المائة مقابل 8ر6 في المائة خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وجاءت الأرقام الرسمية أعلى من تقديرات الخبراء الذين توقعوا معدلات بطالة بنسبة 7 في المائة فقط.

واظهرت بيانات أخرى أن أكثر من نصف مليون أمريكي فقدوا وظائفهم في القطاعات غير الزراعية الشهر الماضي وفقا لاستطلاع أجرته رويترز لآراء المحللين، وهو ما سيمثل أعلى مستوى منذ 34 عاما.

يأتي انخفاض الأسعار في الوقت الذي تعكف فيه منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية على تنفيذ أكبر خفض لسقف إنتاجها اليومي، وهو الأمر الذي أبلغت به السعودية عملاءها في قارة آسيا.

وأظهرت بيانات لادارة معلومات الطاقة الامريكية يوم الاربعاء الماضي أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام سجلت الاسبوع الماضي زيادة قدرها 7ر6 مليون برميل أو ما يزيد أكثر من سبع مرات عن الزيادة التي توقعها المحللون والبالغة 900 ألف برميل.

الا ان بيانات رسمية اظهرت أن واردات النفط الخام الالمانية ارتفعت في 12 شهرا حتى نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بنسبة 2ر31 في المائة الى 53 مليار يورو (48ر72 مليار دولار) من 4ر40 مليار يورو في الفترة المقابلة من العام السابق.

وفي فيينا أعلنت الأمانة العامة لمنظمة أوبك أن متوسط سعر البرميل الخام من إنتاج الدول الأعضاء سجل يوم الخميس 13ر42 دولار بانخفاض مقداره 62ر3 دولار عن سعر يوم الأربعاء الماضي. وهبط سعر عقود النفط الامريكي الخفيف لاقرب استحقاق شهر فبراير (شباط) 65 سنتا الى 05ر41 دولار للبرميل بعد ارتفاعه في وقت سابق دولارا واحدا الى 70ر42 دولار.

وكان العقد هبط 93ر0 دولار الى 70ر41 دولار عند التسوية في بورصة نايمكس يوم الخميس الماضي.

وهوت أسعار النفط أكثر من 100 دولار للبرميل منذ يوليو (تموز) مع انخفاض طلب المستهلكين والشركات على الطاقة بفعل الازمة المالية العالمية وهو ما يهدد بتقلص اجمالي الاستهلاك العالمي للنفط للمرة الاولى في 25 عاما. وانخفض مزيج برنت 43 سنتا الى 24ر44 دولار للبرميل.

ومن جانب آخر قال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون أمس ان تقلبات أسواق الطاقة زادت من حدة الازمة المالية وان من الضروري التوصل لاتفاق بين المنتجين والمستهلكين على أسعار الطاقة وامداداتها للأجل المتوسط .

وقال فيون في مؤتمر عن العولمة «ان التقلبات المفرطة في أسعار الطاقة أدت الى تدهور الازمة الحالية. ولابد لنا من السيطرة على هذه التقلبات».

وأضاف «نحن بحاجة لاعادة التفكير بالكامل في العلاقات بين المنتجين والمستهلكين».

وقال فيون ان على العالم أن يدرس «جدوى تقديم الدول المستهلكة تعهدات للاجل المتوسط بسعر شراء مقابل التزامات من المنتجين بتنفيذ استثمارات وأعمال صيانة تكفل استقرار الامدادات وقدرا أكبر من الشفافية فيما يتعلق بتكاليف الانتاج بما يسمح لكل واحد وللجميع أن يكون لديه رأي للاجل المتوسط وهو ما يمثل شرطا أساسيا للاستثمار في الطاقة والصناعة على حد سواء».

وتابع أن اجتماعات عقدت في لندن وجدة العام الماضي تمثل بداية حوار لكن الامر يتطلب الان عملا ملموسا.

وكانت الدول الكبرى المستهلكة والمنتجة للنفط قد عقدت اجتماعا في لندن في ديسمبر (كانون الاول) الماضي ودعت الى التعاون في السيطرة على تقلبات الاسواق.