بريطانيا تشدد على سرعة اتخاذ إجراءات على الأرض.. ووزير خارجية ألمانيا يجري مباحثات في المنطقة

المفوضية الأوروبية تطالب إسرائيل بالسماح بالوصول الحر والآمن للمساعدات

عائلة فلسطينية تبحث عن مأوى بعد تدمير منزلها (إ.ب.أ)
TT

شدد رئيس الوزراء البريطاني غوردن بروان، امس، على سرعة اتخاذ إجراءات على الارض بعد صدور قرار مجلس الامن الدولي الداعي الى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، بينما قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، انه سيسافر الى المنطقة لإجراء محادثات في اٍسرائيل ومصر بشأن الصراع في غزة. وفي الوقت ذاته، أعلن في مدريد، أمس، أن وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس سيبدأ الاثنين جولة في الشرق الاوسط. وفي لندن قال براون الذي قامت بلاده بإعداد مشروع القرار الذي جرى التصويت عليه للصحافيين «من الاهمية بمكان ان نعتبر (قرار الامم المتحدة) بمثابة خطوة الى الامام ينبغي ان تليها بصورة عاجلة اجراءات توفر الامن الضروري لوضع حد نهائي للعنف».

وقال براون «ينبغي علينا ان نتقدم فورا انطلاقا من الخطوة الى الامام التي قام بها المجتمع الدولي الذي عمل معا لأن المهم هو ما سوف يحصل على الارض خلال الايام المقبلة لإنهاء العملية العسكرية ووقف الهجمات بالصواريخ من غزة على السكان الاسرائيليين».

وأضاف «هناك امران يتعين القيام بهما فورا، أولهما ضرورة اعطاء توضيحات حول وعدنا بوقف تهريب الاسلحة الذي يتسبب بأضرار واسعة في غزة. وثانيهما، يجب ان نتوصل الى حل لمسألة الحدود بغية فتحها، لكن هذا يتطلب مراقبة دولية تضمن أمن الأشخاص الذين يشعرون حاليا بأنهم في خطر».كذلك قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند لشبكة «سكاي نيوز» حول امتناع الولايات المتحدة عن التصويت «اعتقد ان المهم هو ما أعلنته وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس (أنها تدعم النص)». وأضاف «اذن، لدينا كافة الأصوات الخمس عشرة التي تؤكد أن الاهداف والمبادئ التي يحددها النص تستحق دعما قويا». وأضاف أن «مجلس الامن موجود للمجاهرة بكل وضوح بمواقفه، ويعود الى الأشخاص الموجودين على الأرض وأصحاب القرار في المكان متابعة ذلك. لديهم من الآن وصاعدا مسؤوليات، مثلنا بالضبط».

وأوضح ميليباند ان «الرسالة واضحة الآن بالنسبة لوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل، كما ان هناك رسالة واضحة تتعلق بضرورة فتح (الحدود) أمام المساعدات الانسانية الضرورية في مجال الاغذية والوقود والأدوية». وختم قائلا «كما انها واضحة بالنسبة لوقف اطلاق نار فوري ودائم يتم احترامه بشكل كلي من قبل جميع الاطراف». وشدد باري ماسدون المتحدث من الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط» على اهمية القرار الدولي الذي تم التوصل اليه في مجلس الأمن باعتباره يطلب وقفا فوريا لوقف النار في ضوء الوضع الانساني المتدهور في القطاع، مشيرا الى الخطوة المقبلة هي وضع ترتيبات وتفاصيل وقف النار. مشيرا الى المباحثات التي تجريها القاهرة مع حماس وإسرائيل. وحول ما اذا كانت ترتيبات وقف النار تفتح الباب لإعطاء شرعية دولية لحماس، قال ان الاحتمالات المستقبلية تتوقف على الطريقة التي تتصرف بها فيما يتعلق بمطالب المجتمع الدولي والقرارات الدولية. وفي برلين قال وزير الخارجية الألماني قبل سفره الى المنطقة، انه سيجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والحكومة الاسرائيلية والرئيس المصري حسني مبارك خلال زيارته التي تستمر ثلاثة أيام. وتابع «أنا مقتنع تماما بأنه يتحتم علينا المساعدة.. عن طريق المحادثات مع الاطراف المعنية في الصراع وجيرانها.. حتى تتحول الدعوة لوقف اطلاق النار الى وقف فعلي لإطلاق النار». وكانت ألمانيا قد قالت ان من المهم أن تكون هناك ضمانات أمنية لإسرائيل خاصة فيما يتعلق بوقف تهريب الاسلحة.

وأجاب توماس شتيج المتحدث باسم الحكومة الالمانية حول ما اذا كانت ألمانيا مستعدة لإرسال قوات للمساعدة في ارساء الاستقرار بالمنطقة، بقوله «أوضحت الحكومة أنها على دراية بمسؤولياتها ولن تتخلى عن مسؤولياتها». ولكنه أضاف أن الوقت ما زال مبكرا للحديث عن مثل هذه التفاصيل، مشيرا الى أن المحادثات بشأن كيفية تحقيق وقف لإطلاق النار لها الأولوية. وتابع «علينا أولا وضع أسس تؤدي الى وقف مستمر لإطلاق النار».

من جهة اخرى، قالت مسودة رسالة للمفوضية الاوروبية اطلعت عليها رويترز، ان الاتحاد الاوروبي يريد من اسرائيل السماح بالوصول الحر والآمن للمساعدات الانسانية الى قطاع غزة. ومن المقرر ان تكون الرسالة قد سلمت أمس، وهي أقوى محاولة من جانب الاتحاد المؤلف من 27 دولة حتى الآن لإقناع اسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات الى القطاع المنكوب. وقالت المفوضية في رسالتها «المدنيون الفلسطينيون المحاصرون في منطقة الصراع لهم الحق في ملاذ آمن قريب يجدون فيه المأوى ويكونون بمأمن من التعرض للنيران من أي الجانبين». من جهة اخرى، نددت فرنسا، أمس، بإطلاق النار على قافلة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا)، مما أدى الى مقتل أحد سائقيها. ودعت باريس «رسميا الأطراف الى ضمان أمن العاملين الانسانيين وحرية الوصول الى المساعدات الانسانية»، والى «الاحترام الكامل للقانون الدولي الانساني».

في الوقت ذاته حثت الرئاسة التشيكية للاتحاد الاوروبي اسرائيل وحركة حماس على تجنب اي عمل يمكن ان يسهم في استمرار «تصعيد» العنف في غزة، واعربت عن «قلقها العميق» في بيان نشر أمس.