القراصنة الصوماليون يؤكدون إطلاق سراح الناقلة السعودية

مصادر: القراصنة يتجهون لإطلاق سراح كافة السفن المخطوفة قبل نهاية الشهر

السفينة السعودية «سيريوس ستار» خلال وجودها في المياه الصومالية أمس (أ.ب)
TT

قال مصدر للقراصنة الصوماليين إنهم أفرجوا أمس عن ناقلة النفط السعودية العملاقة المخطوفة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن دفعت فدية حجمها 3 ملايين دولار.

وذكر فارح عثمان لـ«رويترز» من ميناء هارادهيري إن «القراصنة الذين يحتجزون الناقلة السعودية حصلوا على 3 ملايين دولار مساء أمس وأفرجوا عن السفينة هذا الصباح» (أمس). وقال محمد سعيد عبر الهاتف «لقد غادر جميع الأشخاص التابعين لنا «سايروس ستار». السفينة حرة الآن كما ان جميع افراد طاقمها أحرار».

وذكرت مصادر صومالية لـ«الشرق الأوسط» أن مشادات كلامية ساخنة وقعت بين القراصنة عقب تلقي مبلغ الفدية، حيث كانت مجموعة من المسلحين تتمسك بزيادة حجم المبلغ المالي لإطلاق سراح الناقلة السعودية وترفض أي محاولة لتخفيض الفدية التي سبق أن حددوها بملغ يتراوح ما بين 20 و25 مليون دولار أميركي.

وبعد دقائق من الترقب ومخاوف من اندلاع مواجهات مسلحة في صفوف القراصنة على نحو قد يهد حمولتها من النفط وحياة طاقمها البحري، أنهى القراصنة الخلافات في ما بينهم بعد إجراء مكالمات هاتفية عاجلة مع زعماء لهم على البر، وسرعان ما بدأوا بالفعل في مغادرة الناقلة بشكل جماعي وسريع. وقالت مصادر صومالية وجيبوتية لـ«الشرق الأوسط» إن القراصنة تعرضوا لضغوط قبلية كبيرة ومتعددة لإقناعهم بإطلاق سراح الناقلة والقبول بالمبلغ المعروض عليهم. وجاءت أول الأنباء بانتهاء محنة الناقلة السعودية التي يعادل حجمها 3 ملاعب كرة قدم وتحمل مليوني برميل من النفط الخام في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، حيث أكدت جهات عديدة على صلة بالمفاوضات الشاقة والطويلة بين الشركة المالكة للناقلة السعودية عبر وسطاء أنه تم التوصل إلى حل سلمى لتحرير السفينة.

واختطف القراصنة المسلحون الناقلة التي يتكون طاقمها من 25 بحارا من بريطانيا وبولندا وكرواتيا والسعودية والفلبين، على مسافة 450 ميلا بحريا جنوب شرق كينيا في أجرأ عملية خطف حتى الآن ينفذها القراصنة الصوماليون.

ودفعت ظاهرة خطف السفن في خليج عدن المزدحم والممرات الملاحية في المحيط الهندي أسعار التأمين البحري للارتفاع، كما حملت بعض شركات الشحن على تفضيل الإبحار حول رأس الرجاء الصالح بدلا من المرور عبر قناة السويس وأدت إلى نشر عدد لم يسبق له مثيل من السفن الحربية الدولية في المنطقة. ولم تتمكن البحرية الأميركية التي كانت لها سفينة حربية قرب الناقلة لمراقبة العملية على الفور من تأكيد إطلاق سراح الناقلة.

إلى ذلك أبلغ أندرو موانغورا مسؤول برنامج مساعدة ملاحي شرق أفريقيا «الشرق الأوسط» هاتفيا أمس أن كل السفن المحتجزة قبالة السواحل الصومالية، سيتم إطلاق سراحها قريبا. وكشف النقاب عن أن هناك سفينتي شحن بالإضافة إلى سفينة الأوكرانية «فاينا» التي تحمل شحنة مكونة من 33 دبابة ومعدات عسكرية أخرى، سيتم إطلاق سراحهما خلال الأسابيع القليلة وقبل نهاية الشهر الجاري وقال «الإبقاء على بعض الأشخاص محتجزين يتطلب ميزانية باهظة، عليهم الاهتمام بالطعام ووضعهم الصحي والاتصالات»، مضيفا «إن الحفاظ على الطواقم البحرية للسفن يكلف الكثير، وهذا يعني الكثير أيضا من المال بالنسبة للقراصنة».

وأوضح أن «القراصنة في نهاية المطاف بشر ويحتاجون أيضا إلى الحصول على الراحة بعد كل هذه الأجواء من التحفز والترقب التي عاشوها على مدى الأشهر القليلة الماضية بالإضافة إلى تخوفهم من قيام الأساطيل الغربية والأجنبية المحتشدة قبالة السواحل الصومالية بتنفيذ عمليات هجوم عسكرية لتحرير السفن المختطفة بالقوة».

ورفض في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» المتحدث باسم شركة فيلا، التعليق على نبأ الإفراج عن سيروس ستار التي تحمل على متنها طاقما قوامه 25 فردا.

وتلقت أسرة البحار السعودي حسين آل حمزة، الذي يعمل على ناقلة النفط العملاقة التي اختطفها قراصنة صوماليون قبالة السواحل الكينية منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) من العام 2008، أنباء إفراج القراصنة عن الناقلة الضخمة بفرح مشوب بالحذر، حيث نقل الإعلاميون لأسرة البحار حسين آل حمزة نبأ الإفراج عن الناقلة التي يعمل ابنهم على متنها، وكانت «الشرق الأوسط» أول من نقل النبأ إلى العائلة التي تترقب الأخبار عن ابنها منذ 55 يوماَ مرت على اختطاف السفينة. وقال موسى آل حمزة في تواصله مع «الشرق الأوسط» أثناء إعداد الخبر، إن الاتصالات الهاتفية انهالت على الأسرة لإبلاغها بورود أنباء عن ذلك، إلا أن الأسرة لازالت تتردد في تصديق هذه الأنباء، وقال آل حمزة كل ما تلقيناه حتى الآن اتصالات من الإعلاميين ومن معارفنا تبلغنا بأنباء الإفراج عن السفينة، لكننا لم نتلق أية معلومات من الشركة المالكة للسفينة أو أية جهة رسمية حتى الآن ما يؤكد الخبر لنا، وأضاف أن الأسرة تترقب اتصالا من مسؤولين في الشركة لتأكيد هذا النبأ، كما تترقب الاتصال من ابنها بعد أن زال الخطر الذي كان يتهدد حياته وحياة العاملين على الناقلة أثناء فترة الاختطاف، مؤكداً أن الأسرة لم تتلق اية اتصال من ابنها منذ ورود نبأ إطلاق سراح الناقلة.

وقال موسى آل حمزة قبل فترة تلقينا أنباء عن الإفراج عن الناقلة لكن اتضح فيما بعد أنها مجرد إشاعات لذلك لازالت العائلة تنتظر تأكيدا رسميا لهذه الأنباء. لكن مع عدم وجود تأكيدات لدى الأسرة لخبر الإفراج عن الناقلة فقد استقبلت العشرات من الأقارب والمعارف للتهنئة بسلامة حسين، وتحول منزل عائلة آل حمزة في قرية التوبي بمحافظة القطيف شرق السعودية، إلى قبلة للمهنئين بسلامة ابنهم وقرب عودته إلى ذويه بعد فترة انقطاع للتواصل بين العائلة وابنها امتدت من 15 نوفمبر تشرين الثاني من العام 2008 إلى وقت الإعلان عن إطلاق سراح الناقلة المختطفة يوم أمس الجمعة، تخلل هذه المدة اتصالان من حسين بالعائلة لم تتجاوز مدة الاتصال الواحد منها ثلاث دقائق.

وكانت الناقلة سيريوس ستار التي تملكها شركة فيلا البحرية إحدى شركات أرامكو السعودية، وتحمل طاقما من 25 فردا من كرواتيا وبريطانيا والفلبين وبولندا والسعودية، متجهة إلى الولايات المتحدة عبر رأس الرجاء الصالح، وتعرضت يوم السبت الـ 15 من نوفمبر (تشرين الثاني) من العام 2008 لعملية قرصنة قبالة سواحل مومباسا الكينية على بعد 450 ميلا بحريا.