البشير ونائبه الأول يتعهدان بمواصلة تنفيذ السلام.. ولا رجعة أخرى للحرب

مؤسسة بريطانية تدعو القوى العالمية إلى عدم انهيار الاتفاق

الرئيس البشير مع سلفا كير خلال الاحتفالات بالذكرى الرابعة لتوقيع اتفاقية السلام السودانية أمس (إ.ب.أ)
TT

تعهد الرئيس عمر البشير ونائبه الأول رئيس الحركة الشعبية سلفاكير ماريت بإكمال تحقيق السلام في السودان عبر مواصلة تنفيذهما لاتفاق السلام الموقع بينهما في عام 2005، في احتفال كبير اقيم أمس في مدينة «ملكال» ثالث اكبر مدن جنوب السودان بمناسبة الذكرى الثالثة لتوقيع الاتفاق المعروف باتفاق السلام الشامل أو «اتفاق نيفاشا»، وشدد الزعيمان السودانيان «ألا رجعة مرة أخرى للحرب مهما تعاظمت التحديات والصعوبات».

كما تعهد البشير بمواصلة جهوده لحل الأزمة في اقليم دارفور، وأكد ان الخطوات ستسارع من اجل إنجاز حل شامل ودائم للمشكل الدارفوري حتى يلحق اهل دارفور باخوتهم في مناحي القطر المختلفة في الانتخابات المقبلة، وحتى يسلك اهل السودان جميعاً طريقاً قاصداً المستقبل، وجدد التزام حكومته باجراء انتخابات حرة نزيهة في الفترة المقبلة، وقال في الخصوص «أصدرنا قانون الانتخابات، التزاما بالعهد الذي قطعناه على أنفسنا وكان، هو الآخر، قانوناً بلا نظير، قياساً على ممارساتنا الانتخابية السابقة». ووصف البشير ما انجز في اتفاق السلام مع الحركة الشعبية بـ «الإعجاز»، واستعرض الانجازات في خطابه المطول.

من جانبه، عكس سلفاكير التزام الحركة الشعبية بالسلام وصدقها وجديتها في بناء وطن متماسك وأنها لاتزال ملتزمة بعهودها للاتفاقية وقائدها الراحل الدكتور جون قرنق الزعيم السابق للحركة الشعبية الذي قتل في حادث تحطم طائرة بعد اقل من الشهر من وصوله الخرطوم بعد توقيع اتفاق السلام. ونوه سلفاكير الى ان بعض النقاط تحتاج إلى إرادة سياسية لطرفي الاتفاقية لإكمالها، وناشد المانحين الوفاء بالتزاماتهم لدعم الانجاز الأمثل للاتفاق. ومن جهتها دعت مؤسسة (تشاتام هاوس)، وهي مركز ابحاث مقره لندن، القوى العالمية لتصعيد جهودها من اجل ضمان تنفيذ اتفاق السلام بين الجنوب والشمال الذي تم التوصل اليه في عام 2005 تنفيذا كاملا، وحذرت في تقرير لها امس من ان انهيار الاتفاق يمكن ان يؤدي الى أزمات على نمط دارفور تنشب في اماكن اخرى في السودان.

وحذر التقرير بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لتوقيع اتفاق السلام بين الشمال والجنوب الذي انهى حرباً استمرت لاكثر من 21 عاما، قتل فيها اكثر من 2.5 مليون نسمة ومثلهم نزحوا، من انه وصل الى منعطف خطير، وقال ان أي انهيار للاتفاق ستكون له اثار مدمرة على السودان بأكمله، مضيفا ان هذا البلد المنتج للنفط يواجه مخاطر جمة من التفتيت بعد عقود من سوء الادارة والتنمية غير المتكافئة، وتابع التقرير «التقاعس الآن يمكن ان يؤدي إلى نوع من الانهيار الذي شوهد في دارفور وان الوقت والفرص تنفذ». وجاء في تقرير (تشاتام هاوس) الذي أعده ادوارد توماس، وهو خبير في تاريخ وسياسة السودان عمل لحساب الامم المتحدة في السودان ان أزمة دارفور حولت الانتباه الدولي عن اتفاق السلام الذي تم التوصل اليه في عام 2005. وقال التقرير ان الأطراف الدولية التي أيدت اتفاق السلام تحتاج إلى «إعادة الالتزام على وجه السرعة» للمساعدة في تأمين تنفيذه، وأضاف التقرير ان (الالتزام الدولي (باتفاق السلام) يمكن ان يساعد في استمرار السلام بعد استفتاء عام 2011 وان يساعد في انتشاره إلى دارفور والسودان بأكمله) .