باكستان : غارة جوية أميركية تقتل قياديين في «القاعدة»

من أبرز المطلوبين على قائمة المباحث الأميركية ومتورطان في تفجير السفارتين و«ماريوت إسلام اباد»

أحمد سالم سويدان واسامة الكيني
TT

صرح مسؤول أميركي في مجال مكافحة الإرهاب اول من امس أن الغارة الجوية الأميركية التي شنتها طائرات أميركية في الأول من يناير (كانون الثاني) على منطقة القبائل الباكستانية أدت إلى مقتل قياديين بارزين في «القاعدة»، يشتبه في ضلوع أحدهما في تفجيرات سبتمبر (أيلول) من العام الماضي التي استهدفت فندق ماريوت في العاصمة الباكستانية إسلام آباد.

وقال المسؤول إنه في الأسبوع الماضي توصل الخبراء الأميركيون إلى أن الصواريخ التي أطلقت من طائرات «بريداتور» التي توجه عن بعد والتي تستخدمها الاستخبارات المركزية الأميركية قتلت مواطنًا كينيًا يلقب أسامة الكيني، وهو يوصف بأنه قائد عمليات «القاعدة» في باكستان، ومساعده الكيني الملقب بالشيخ أحمد سالم سويدان.

وكلا الرجلين يشتبه في علاقتهما بهجمات انتحارية وقعت في باكستان في الشهور الأخيرة وهما على قائمة أكثر المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالي لعلاقتهما بتفجير السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998.

ويعد الكيني، الذي جاء أول إعلان عن وفاته على موقع صحيفة «واشنطن بوست» على الإنترنت، ثامن قائد على الأقل لـ«القاعدة» تقتله الحملة الجوية الضارية التي تشنها وكالة الاستخبارات المركزية ضد قادة «القاعدة» المتحصنين داخل المناطق القبلية الباكستانية على الحدود مع أفغانستان.

وقد رفضت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية التعليق على خبر مقتل ناشطي «القاعدة» ما يعكس السرية التي تحيط بضربات طائرات «بريداتور» على الحدود، والتي أثارت غضب القادة السياسيين والعسكريين الباكستانيين وسكان منطقة القبائل. وقال المسؤول الاميركي «هذه الوفيات تؤكد قرب نهاية القاعدة». ورددت تصريحاته صدى تعليقات عامة من قبل مسؤولين في ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش تبدي ثقة متزايدة في أن هيكل القيادة المركزية لـ«القاعدة» ضعف بدرجة كبيرة. وقال مسؤولون بادارة بوش هذا الاسبوع ان القيادة المركزية لـ«القاعدة» خسرت فاعليتها بدرجة كبيرة بالرغم من أن نواياهم ما زالت تشكل تهديدا وما زالت منظماتها الفرعية في المنطقة تشكل تهديدا محتملا. ويعتقد أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» ونائبه أيمن الظواهري مختبئان في منطقة الحدود الافغانية الباكستانية. بيد أن مسؤولا في مجال مكافحة الإرهاب أكد أن الضربات التي وقعت في الأول من يناير (كانون الثاني) على جنوب وزيرستان القبلية كانت ناجحة، وقال المسؤول الذي لم يكن مخولاً بالحديث أمام وسائل الإعلام عن الضربات الجوية «هناك ما يكفي من الأدلة للاعتقاد بمقتل هذين الشخصين». وأضاف المسؤول «يعد الكيني واحدًا من أنشط مدبري العمليات المميتة داخل القاعدة، وإن تولية بديل لكبار الشخصيات داخل القاعدة سيضعف التنظيم على المدى القريب على الأقل». وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن الاستخبارات المركزية الأميركية وسعت من قائمة أهدافها في باكستان، كجزء من هجماتها المكثفة في الشهور الأخيرة، وحصلت على موافقة من الحكومة الباكستانية لدعم عمليات التنصت في منطقة الحدود.

كما نقلت «أسوشيتد برس» عن مسؤول أميركي لم تسمه أيضا أن القتيل الثاني يدعى أحمد سالم سويدان، مشيرة إلى أن الاثنين مسؤولان عن هجمات ضد السفارات الأميركية شرق أفريقيا عام 1998، إضافة إلى هجمات أخرى من بينها ما استهدف رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو في أكتوبر (تشرين الأول) 2007 قبل مقتلها في هجوم ثان. وذكرت «أسوشيتد برس» أن هذه العملية ينظر إليها على أنها انتصار كبير في إطار ما يسمى الحرب على الإرهاب، مشيرة إلى أن الكيني كان قائدا لـ«القاعدة» في زابل بأفغانستان ثم الصومال وباكستان. وكانت طائرات الـ«بريداتور» تستخدم بصورة كبيرة في استهداف عناصر عربية بارزة في «القاعدة»، ولكنها باتت تستخدم منذ الصيف الماضي في استهداف قادة المقاتلين الباكستانيين والشاحنات التي تحمل الصواريخ إلى المقاتلين في أفغانستان، وتنحصر عمليات «بريداتور» داخل نطاق 25 كيلومترا داخل الحدود الباكستانية وليس على طول الحدود وفقط.

ونوّه المسؤول الأميركي إلى أن الكيني، الذي قيل إنه يدعى فهد محمد علي مسلم ويعتقد أنه يبلغ من العمر 32 عامًا، كان ناشطًا في تدريب الإرهابيين في أفريقيا في التسعينيات، وقد أصدرت هيئة محلفين فيدراليين لائحة اتهامات ضده لدوره كمخطط رئيس في الهجمات على السفارتين في كل من كينيا وتنزانيا. وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 بات الكيني مسؤولاً عن عمليات «القاعدة» في إقليم زابل في أفغانستان، وأشرف في نفس الوقت على عمليات تجنيد وتدريب الناشطين وجمع الأموال في القرن الأفريقي.

وأشار المسؤول إلى انه في عام 2007 وصف الكيني كقائد لعمليات «القاعدة» في باكستان، كما كان العقل المدبر للعديد من الهجمات الانتحارية التي طالت قوات الشرطة الباكستانية وأفراد الجيش وشخصيات سياسية، ويعتقد أنه ضالع في محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بي نظير بوتو، في كراتشي، وكذلك في تفجير فندق ماريوت في إسلام أباد في سبتمبر (أيلول) والتي راح ضحيتها أكثر من 50 شخصا.

ويشير مسؤولون بارزون في الجيش ومسؤولو مكافحة الإرهاب إلى أن الهجمات المتزايدة لطائرات «بريداتور» أفسدت مخططات المتمردين ودفعت البعض منهم إلى اللجوء إلى مناطق في العمق الباكستاني، وهو ما دفع بعض قادة «القاعدة» إلى اتخاذ المزيد من الحذر وإجبار المقاتلين على استخدام هواتفهم الجوالة وتلك التي تعمل عن طريق القمر الصناعي، التي يمكن للأميركيين التنصت إليها. يأتي ذلك في الوقت الذي اعترف فيه المسؤولون الأميركيون بأن «القاعدة» أظهرت مرونة فائقة في إعادة تنظيم نفسها تحت إمرة قادة ميدانيين جدد.

* خدمة «نيويورك تايمز»