محاكمة خلية بلعيرج: نقل شقيقه صلاح للمستشفى بسبب السرطان.. ودفاع بختي يطالب بمترجم

دفاع زعيم الخلية لـ«الشرق الأوسط»: إدارة السجن خففت العزلة عنه والتقى زوجته > وفد أمني وقضائي بلجيكي ينتقل إلى المغرب

TT

قررت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بسلا المجاورة للرباط، أمس، مواصلة مناقشة ملف خلية «بلعيرج» المشتبه في تورطها بالارهاب، في 23 الشهر الجاري، استجابة لطلب تقدم به المحامي، محمد كروط، دفاع المتهم عبد اللطيف بختي، والرامي الى إحضار مترجم، لأن بختي، لا يتحدث اللغة العربية، كونه استقر ببلجيكا وعمره عامين، وأكمل دراسته بها، حيث حصل على جنسيتها، وامتهن حرفة التجارة.

وكان بختي، قبل اعتقاله من قبل الأمن المغربي، متورطا في السطو على شركة لنقل الاموال، تسمى برينكس زيكلر، بدولة لوكسمبورغ، يوم 17 أبريل (نيسان) 2000، رفقة فرنسي يسمى دافيد سويتي، وشخصين، واحد برتغالي والآخر إيطالي.

ولم يذكر بختي اسميهما لدى الاستماع اليه من قبل عبد القادر الشنتوف، القاضي المغربي المكلف الارهاب، واكتفى بالقول إن مجموعته تمكنت من سرقة 17 مليون يورو، واستعملت أسلحة نارية، أثناء مواجهة حراس شركة نقل الأموال، مؤكدا أنه سلم لعبد القادر بلعيرج، زعيم الخلية، مبالغ مالية قصد تبييضها في المجال العقاري، درت على الخلية أرباحاً، وظفتها في صفقات لشراء أسلحة من السوق السوداء، قصد تنفيذ عمليات إرهابية بالمغرب.

وأقر بختي، أن بلعيرج اشترى بالأموال التي سلمها له، فيلتين، وشيد فندقا سماه «فايشين» بمراكش، (وسط المغرب)، وعمارة من ثلاثة طوابق بمدينة الدار البيضاء، و31 قطعة أرضية بمدينة فاس (وسط المغرب)، وشققا بمدينة أكادير (جنوب المغرب)، التي سجلت قانونيا باسم جون بيير.

وأكد بختي أنه اعتقل بداية عام 2001 من قبل السلطات البلجيكية، التي سلمته الى نظيرتها اللوكسمبورغية، إذ حكم عليه بالسجن النافذ مدة 20 عاما، على خلفية السرقة التي قام بها، وظل يمد بلعيرج بالاموال، عبر وسائط، مشيرا الى انه تمكن من الهروب من السجن يوم 16 مارس (آذار) 2001، أي مباشرة بعد صدور الحكم في حقه، لكن المحقق القضائي لم يسأل بختي عن طريقة هروبه، كما هو الشأن بالنسبة للمحققين الامنيين.

وقال بختي إنه زور بطاقة هويته وجواز سفره، ليتمكن من دخول المغرب في أبريل (نيسان) 2003، والتقى مجددا ببلعيرج، من أجل تحصيل الارباح، إذ اشترى شقة بمدينة الدار البيضاء، لعقد اجتماعت دورية، لأعضاء الخلية، مشيرا الى أنه سبق له أن مكن بلعيرج من جوازات سفر مزورة، قصد استخدامها في التنقل بين لبنان، وفلسطين، والجزائر، وأوروبا.

وأكد بختي للقاضي المغربي أنه عمل على تهريب مجموعة من الحلي والمجوهرات عام 1996، التي تم إعادة التصرف فيها من أجل بيعها في السوق المغربية، وهي العملية التي مكنت من تحقيق أرباح استعملت في طباعة المنشورات السرية للتنظيم المتشدد «الاختيار الاسلامي»، من جهة، وسهلت عملية دخول بختي وزوجته الى الجزائر، عبر استعمال وثائق مزورة.

وفي السياق نفسه، شهدت جلسة أمس، نقل صلاح، شقيق بلعيرج، على وجه السرعة الى المستشفى لتلقي العلاج، بعدما اصيب بنزيف داخل قاعة المحكمة، جراء استفحال مرض السرطان، الذي كان يعاني منه قبل اعتقاله. واستجاب القاضي لطلب المحامي عبد الكريم المساوي، دفاع صلاح بلعيرج، الذي احتج بشدة على القضاء المغربي، كونه لم يطبق قانون المسطرة (الاجراءات) الجنائية، الذي يسمح بتمتيع متهم بالافراج المؤقت، كونه يعاني من مرض عضال، ويحتاج الى علاج متواصل في المستشفى، وليس في السجن، مشيراً إلى أن النزيف الذي تعرض له موكله، قد يكون نزيفا داخليا، وقد يعرض موكله لخطر. من جهة أخرى، قال المحامي توفيق الادريسي، دفاع بعد القادر بلعيرج لـ«الشرق الأوسط»، إنه رفع شكوى الى وزارة العدل المغربية، والمدعي العام، للطعن في محاضر الشرطة القضائية، مؤكدا أنها غير سليمة، بدعوى أن موكله تعرض «للتعذيب» و«سوء المعاملة» أثناء التحقيق معه لانتزاع اعترافات غير صحيحة، تتعلق بتكوين عصابة مسلحة، واختراق أحزاب سياسية، والمس بالسلامة الداخلية للدولة.

وبخصوص وضع موكله داخل السجن، ثمن المحامي الادريسي الاجراءات الاخيرة التي اتخذتها إدارة السجون، والرامية الى التخفيف من عزلته، حيث سمح له بالخروج للفسحة مدة نصف ساعة صباحا، ونصف ساعة بعد الزوال، كما تمكن من رؤية زوجته الجزائرية التي تقطن في بلجيكا، وأمه المسنة التي زارته أخيرا، وذلك بعد مرور تسعة اشهر على الاعتقال، مشيرا الى أن إدارة السجون تبحث لموكله عبد القادر بلعيرج، عن زنزانة أقل رطوبة من التي ينزل بها، وتتوفر على التهوية التي تسمح بدخول اشعة الشمس، مثله مثل باقي المعتقلين.

من جهة أخرى، تأكدت هيئة المحكمة من هوية المتابعين في ملف «بلعيرج»، ووجه القاضي التهم لكل واحد منهم. وحينما سئل القاضي، الصحافي عبد الحفيظ السريتي، ما اذا كان يتوفر على سوابق في مجال الاجرام والإرهاب؟ أجاب السريتي قائلاً: «لدي سابقة واحدة تتمثل في ممارسة العمل السياسي علانية، دفاعا عن الديمقراطية». وكان المتحزبون الستة يرتدون الكوفية الفلسطينية تضامنا مع أهالي غزة، فيما ارتدى عبد القادر بلعيرج، قبعة خضراء اللون، وسترة زرقاء اللون، وسروال بني اللون، وبدا في صحة جيدة، وسهل رجال الأمن، مهمة أهالي المعتقلين، قصد التحدث اليهم قرب القفص الزجاجي.

في غضون ذلك، كان مقرراً أن يتوجه إلى المغرب أمس وفد أمني وقضائي بلجيكي، وذلك بعد الزيارة الأولى التي جرى خلالها الاستماع إلى عبد القادر بلعيرج وشقيقه صلاح، وعبد اللطيف بختي، الذي كان مبحوثا عنه بعد فراره من أحد السجون في بروكسل، حسبما أفادت صحيفة «لا دغنيير اور» (الساعة الاخيرة) البلجيكية.