إنتاج مادة من رغوة التيتان تنمو العظام داخلها

TT

بدأ العلماء في جامعة يوليش الألمانية عملهم لتحضير رغوة التيتان المسامية بهدف استخدامها في إنتاج الطاقة البديلة وفق تقنية خلايا الوقود، لكنهم نجحوا أكثر في استخدام الرغوة لإنتاج عظام صناعية ستحدث خرقا في جراحة العظام والكسور. فالمادة الصناعية المسامية بالغة المتانة وتسمح للمادة العظمية بالنمو داخل مساماتها واستعادة نفس شكل العظم المهشم أو المفقود.

وذكر الدكتور هانز بيتر بوخكريمر أن العظام الصناعية من مادة التيتان المسامية تعد بتحرير ملايين البشر من أعراض ومضاعفات التعرض للانزلاق الفقري. وأشار إلى أنه تم إنتاج رغوة التيتان من خلال مزج مسحوق التيتان مع مسحوق هايدرو كربونات الأمونيوم هدفه منح الرغوة الإمكانية على التقولب مع شكل العظم المطلوب. جرى بعد ذلك تسخين المزيج مع سائل خاص بدرجة 100 مئوية بهدف كسبه المطاوعة المطلوبة، ليتم لاحقا تحويله إلى رغوة مسامة متصلبة تحت درجة 80 مئوية. ولجأ العلماء إلى تسخين المادة الناتجة إلى 1300 درجة مئوية بهدف منح ذرات التيتان القدرة على التنقل ومنح جدران الفقاعات المتانة المطلوبة.

ووصف بوخكريمر مسحوق هايدرو كربونات الأمونيوم بأنه مادة رابطة قوية لا تتحلل بالماء أو الحرارة. كما تعجز درجات الحرارة العالية عن قسره على التفاعل مع التيتان. وهذا يعني أنه لا يترك أية آثار في الجسم كما أنه لا ينفذ من المادة العظمية الصناعية إلى الأنسجة القريبة والدم. ولا ينتفخ المسحوق، الممزوج مع مسحوق التيتان، كما ينتفخ التيتان وهذا يعني أنه من الممكن التحكم بحجم وعدد المسامات في المادة الصناعية بسهولة.

وحازت شركة «سينثيز» السويسرية براءة الاختراع وستعمل، بالتعاون مع جامعة يوليش، على إنتاج المادة التيتانية المسامية للسوق الطبية. بدأ العمل مع شركة «سينتثز» منذ عام 2002 على إنتاج المادة العظمية الصناعية، ويجري حاليا إنتاج الفقرات العظمية بكثافتين مختلفتين، مادة مسامية كثيرة المسامات في الوسط، مثل النخاع، ومادة أكثف في الخارج تمنح الفقرة الصلابة المطلوبة.

ونجحت التجارب تماما، حسب تصريح رئيس المشروع الدكتور مارتن برام، مع المرضى المعانين من الإنزلاق الفقري. وأطلق العلماء على المادة الرغوية التيتانية اسم «بليفيو بور» «PlivioPor»، ويسعون حاليا إلى إنتاج مكائن خاصة لصبها بالشكل المناسب لكل عظم ولكل إنسان.