كتاب مغربي جديد للتعريف بالفنانين الفائزين بجائزة «بوزغيبة» للفكاهة

جائزة انطلقت سنة 2005 من أجل تحفيز أصحاب المواهب الفنية

TT

أصدر رزاق عبد الرزاق، الكاتب والفنان المغربي، كتابا جديدا باللغة الفرنسية بعنوان «بوزغيبة» (أبو شعيرة)، وهو اللقب الذي أطلقه على شخصية فنية هزلية اختلقها من خياله، وتتسم بالخفة والمرح والبساطة، وتزرع حولها جوا من البهجة في انتقادها لبعض الأوضاع الاجتماعية. وتحولت هذه الشخصية الرمزية والفنية إلى جائزة يمنحها رزاق لكل من لمس فيه انه يحمل بين جوانحه قدرات فنية تتسم بالتفرد، وتجنح نحو انتهاج أسلوب السخرية في التفاعل مع مختلف تجليات الحياة. وقال رزاق لـ«الشرق الأوسط»، إن جائزة بوزغيبة رمزية، وليست مادية، موضحا أنها عبارة عن لوحة تشكيلية من توقيعه يقدمها للمحتفى به، بعد أن يرسمها وفق رؤية فنية تتماشى وطبيعة عمل الفائز بها. وذكر رزاق أن جائزة بوزغيبة للفكاهة، انطلقت سنة 2005، خصيصا من اجل تحفيز أصحاب المواهب الفنية على مزيد من العطاء في ميدان السخرية اللاذعة التي تتطرق لقضايا المجتمع، وتروم إصلاح بعض الانحرافات والاختلالات في السلوكات والممارسات. وخصص رزاق صفحات كتابه الصادر في 128 من الحجم المتوسط للتعريف بالفائزين بهذه الجائزة، مسلطا الضوء على مساراتهم وتجاربهم في الفن والحياة.

وكانت الفنانة الاسترالية باتريسيا بيسنين، أول الفائزين بالجائزة، بعد ابتكارها لمنحوتات فنية تمثل كائنات غرائبية، ذات ملامح مثيرة للتساؤل، وراجت صورها بشكل واسع على الشبكة العنكبوتية، بسبب انتشار مزاعم وإشاعات تفيد بأن تلك الصور تجسيد لمخلوقات تعرضت للمسخ جراء أفعالها الشريرة. وفي العام الموالي منحت جائزة بوزغيبة إلى طاقم برنامج في القناة التلفزيونية الفرنسية الثانية، عنوانه «ليس سحرا»، لخروجه عن المألوف، شكلا ومضمونا، ولطرافة الأفكار التي يطرحها، وتثير حولها دائرة واسعة من الجدل. وفيما بعد، نال الجائزة ثيو جانسن، الباحث والفنان الهولندي، الذي راكم تجربة فنية رائدة بخلقه لمجسمات فنية عملاقة تتحرك مثل الإنسان الآلي، وأطلق عليها اسم «حيوانات الشاطئ»، وهي مصنوعة من مواد بلاستيكية، وتبدو في منتهى الجاذبية والإثارة.

ومؤلف الكتاب، ومبتكر شخصية بوزغيبة التي تحمل الجائزة اسمها، ليس غريبا عن عالم الرسم والكتابة والفنون، إذ سبق له أن أقام العديد من المعارض التشكيلية، كما نشر كتابا في كندا بعنوان «بعيدا عن التصنع أقول». ويتذكر قراء يومية «لوبنيون» (الرأي) المغربية الصادرة بالفرنسية في مدينة الرباط سلسلة اللوحات المحملة بشحنات السخرية التي كان يرسمها على صفحاتها في التسعينيات من القرن الماضي.