4 جهات حكومية تبحث قضية نقل 46 كسارة من أحد أحياء جدة

المجلس البلدي لـ«الشرق الأوسط»: وجودها أضر بسكان شرق الخط السريع

أعضاء المجلس البلدي خلال جولة على الكسارات («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت مصادر مطلعة في أمانة جدة لـ «الشرق الأوسط»، عن تشكيل لجنة مكونة من الأمانة والمحافظة والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وهيئة المساحة الجيولوجية، لاختيار ثلاثة أماكن بديلة لمواقع محاجر «بحص كسارات» منطقة شرق الخط السريع في حي بريمان، التي حددت للإجراء حتى الأحد المقبل. وأوضح المهندس ناصر المتعب، رئيس بلدية حي بريمان لـ «الشرق الأوسط»، أنه بعد دراسة الوضع والأضرار الصحية المترتبة على السكان، حددت اللجنة ثلاثة مواقع في منطقة شرق الخط السريع، حيث سيتم مشاهدتها على الطبيعة، لمعرفة إمكانية نقل محاجر الكسارات إليها، البالغ عددها 46 كسارة، مشيرًا إلى أن اللجنة ستقوم باختيار موقع واحد من بين المواقع الثلاثة المختارة، يحقق القواعد والأنظمة. في حين أوضح بسام أخضر، عضو مجلس بلدي جدة المنتخب عن الدائرة الأولى، ورئيس مجلس حي السامر، لـ «الشرق الأوسط» أن وجود محاجر «بحص الكسارات» في حي بريمان قد تسببت في الكثير من الأضرار لأهالي جدة بشكل عام، وسكان أحياء شرق الخط السريع على وجه الخصوص. وعبر أخضر عن استغرابه من أن جميع كسارات مجمع بريمان لا تحوي فلاتر تساعد على تنقية الأجواء من الأتربة، التي تصدرها الكسارات، مصنفًا محاجر «بحص الكسارات» إلى ثلاثة أنواع، «أولها من يملك صاحبها رخصة بالعمل ممنوحة من قبل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، والثانية تعود إلى كسارات، استخرج أصحابها تصاريح جديدة».

واستدرك بقوله «بالرغم من أنني طالبت سابقًا بعدم إصدار أي ترخيص جديد لأصحاب الكسارات قرب المناطق المأهولة بالسكان، والانتظار في منع التراخيص ريثما يتم الانتقال إلى جبل العد، الذي تم اختياره قبل أكثر من سنتين، وتم تسليم الموقع لبدء العمل فيه قبل شهرين، في حين أن الصنف الثالث يتمثل في امتلاك صاحب الكسارة لرخصة العمل، ولكنها منتهية الصلاحية وتحتاج إلى تجديد»، مشيرًا إلى أن «حل المشكلة يتمثل في الانتقال فورًا من المواقع الحالية، وسرعة تركيب الفلاتر لكل الكسارات، للمساعدة في وقف الأضرار الصحية عن السكان». وكان سكان حي بريمان شرق الخط السريع، قد تقدموا بشكاوى ضد وجود الكسارات التي تسببت في عدد من الأمراض، بسبب موجات الغبار والأتربة المنبعثة منها. ويقول عبد الله الزهراني «نعاني كثيرًا من هذه الآليات، وأصبحنا مدمنين لأدوية الربو»، مشيرًا إلى أن أهالي الحي تقدموا بشكاوى عديدة للجهات المعنية؛ وصدرت عدة قرارات، لكنها لم تنفذ.

ويذهب حسن الزهراني، أحد سكان الحي، إلى أنه «منذ فترة طويلة ونحن نشتكي من الحي، ومن مشاكله، ومن سوء الخدمات، خاصة أن كثيرًا من الخدمات لم تصل إلى الحي، وخاصة الإسفلت، الذي بدأ بشكل خجول في عدد من الأماكن من الحي، إضافة إلى غياب الأجهزة الأمنية عن هذه المنطقة، وهو ما تسبب في انتشار السرقات، وكثرة العمال المخالفين الموجودين». المواطن عائض المطيري يشارك برأيه بالقول «المشكلة لا تنتهي عند الكسارات، وإنما معاناتنا تبدأ من مداخل حي بريمان، مرورًا بنقص الخدمات وانتشار الغبار الذي يملأ المكان، فالوضع في الحي مأساوي جدا، ناهيك عن الإزعاج الكبير للشاحنات التي تدخل وتخرج في جميع الأوقات». ويضيف أبو فواز، وهو من سكان الحي القدامى «أذهب كل عدة أيام إلى المستشفى لأخذ جرعات الأكسجين، وآخرها يوم أمس، حيث احتجت إلى 7 جرعات، في الوقت الذي يعاني فيه جميع أبنائي من الربو والحساسية، بسبب غبار الكسارات، كما أن المركز الصحي في الحي بسيط، ولا يؤدي الغرض». يشار إلى أن حي بريمان الشرقي يعاني من جملة من المشاكل، تبدأ بالكسارات، ولا تنتهي، فهناك غياب للخدمات الصحية، وغياب للإسفلت عن الجزء الأقصى منه، وغياب للتخطيط، بالرغم من أن هذا الحي يعد أقرب الأحياء إلى جدة، وصالح لأن يكون حيًّا مثاليًّا، خاصة أن أكثر المناطق الشرقية فيه حديثة العهد بالبناء، إضافة إلى أن أغلبها مملوك بوثائق، ويسعى أصحابها الذين تملكوها من ورثتها إلى امتلاكها بشكل رسمي، للتحرك بشكل أكثر حرية فيها.