استقل الرئيس الأميركي جورج بوش طائرة الرئاسة في مهام رسمية للمرة الأولى أول من أمس ليتوجه إلى فرجينيا لحضور مراسم للإعلان رسمياً عن سفينة حربية تحمل اسم والده.
وحضر بوش الذي سيترك السلطة في 20 يناير (كانون الثاني) عندما يدخل باراك أوباما الرئيس المنتخب البيت الأبيض للإعلان عن حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية تحمل اسم «جورج اتش. دبليو بوش». وحضر الحفل أعضاء أسرة بوش المقربون وكبار المسؤولين. ووصف بوش الذي سيترك حربين في العراق وأفغانستان لخليفته الحاملة وهي من فئة نيمتز، بأنها «سفينة رائعة» تكرم «رجلا رائعا».
وهبطت الطائرة الهليكوبتر التي استقلها بوش على ظهر السفينة وخرج منها بوش ووالده الذي كان يستخدم عصا وتبعتهما زوجتاهما.
وسار الجميع إلى عربة غولف وجلس الرئيس خلف عجلة القيادة وهو يبتسم ويمزح كما لو كان سيقودها. غير أن العربة كانت في مصعد حمل الأسرة إلى طابق سفلي.
وكان نائب الرئيس ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس من بين كبار المسؤولين الذين انضموا إلى أسرة بوش على ظهر السفينة. وقال بوش بأنه وعائلته تجد «إلهاما بسبب إيمان وخفة دم ووطنية وطيبة والدنا الذي علمنا من خلال أعماله». وأضاف: «لطالما نحن أحياء، سنذكر دروس والدي الأخرى، وهي أن الكرامة والشرف أهم من أي لقب أو كنز وان القوة الأكبر يمكن أن تأتي من الروح الألطف». وقال بوش الذي تحدث إلى نحو ألف من الضيوف والبحارة إن حاملة الطائرات مرت بأوقات صعبة خلال تاريخها القصير شمل إغلاق الترسانة أثناء بنائها بسبب إعصار. وقال «لقد أتيت معي بقوة أخرى قوية للطبيعة وهي أمي».
وروى بوش كيف كانت أمه تحيك جوارب أبيه بينما كان في الخارج أثناء الحرب العالمية الثانية وكيف كان والده يجمع لها المحار من الجزر المرجانية في المحيط الهادي قبل زواجهما. وأشاد بوش الابن بوالده قائلا انه يحظى «بحب اسرته العميق واعجاب أصدقائه وشكر امة تشعر بالامتنان».
وما زال يتعين ان تمر السفينة باختبارات في البحر قبل انضمامها الى الخدمة الفعلية. وشمل الحفل تحليق اربع طائرات مقاتلة وقاذفة من نوع افينجر مماثلة لتلك التي كان الرئيس السابق يقودها في الحرب العالمية الثانية.
وتحدث بوش الابن بعاطفة عند تدشين حاملة الطائرات، قائلا: «ماذا تعطي رجلا انعم الله عليه ولديه تقريباً كل ما يحتاجه... حاملة طائرات». يذكر ان الحاملة هي من طراز «نيميز» ومن اكبر السفن الحربة في العالم وتزن أكثر من 95 ألف طن. والحاملة هي العاشرة والأخيرة من نوعها. وتحدث بوش الأب بعاطفة ايضاً، موجهاً حديثه لرجال البحرية الأميركيين، يقول: «اتمنى لو كنت جالساً بينكم مستعداً لبداية مغامراتي البحرية من جديد». وكان بوش، وعمره 84 عاماً الآن، انضم الى البحرية في يونيو (حزيران) 1942 بالتزامن مع عيد ميلاده الـ18 و6 اشهر بعد الهجوم الياباني على بيرل هاربور.
يذكر ان البحرية الاميركية دشنت حاملة الطائرات باسم الرئيس الاميركي السابق رونالد ريغان عام 2003 وغواصة حملت اسم الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر عام 2005. وتعمل البحرية الآن على حاملة جديدة باسم الرئيس الاميركي السابق جيرالد فورد.