سعداء الحظ يحصلون على تذاكر حضور مراسم تنصيب أوباما

أميركيون من أصول أفريقية يستعدون لليوم التاريخي

قامت أجهزة الأمن الأميركية بتدريبات أمس للاستعداد لتنصيب أوباما رئيساً للولايات المتحدة، شارك فيها 3 آلاف شخص. وقام الجندي بروكس بدور أوباما أثناء تدريب حفل التنصيب، وإلى جانبه البحارة لاشون ماكراي التي قامت بدور زوجته ميشيل، والطفلة جيانا سامورا- نيكسون قامت بدور ابنتهما ساشا أمام المبنى الغربي لمقر الكونغرس («رويترز»)
TT

عندما كانت كاتي دافينبورت مراهقة، كانت تغسل الصحون في الدور الأسفل في مطعم للبيض فقط، وسط مدينة بالتيمور. وبسبب جذورها الأفريقية ولون بشرتها، لم تغامر دافينبورت بالصعود إلى الدور الأعلى. وكان العمل شاقًّا حينها، حتى إنه أتعب يديها وآذاها لسنوات. وفي تلك الأوقات، كانت تقول: «يعرف الشخص الأسود أين يذهب، وأين لا يذهب».

وفي 20 يناير (كانون الثاني) الحالي، تخطط دافينبورت، وعمرها الآن 57 عاماً، للذهاب إلى مقر الكونغرس الأميركي للدخول إلى المنطقة الاستثنائية التي تشهد تنصيب أول رئيس أميركي من أصول أفريقية. وهي واحدة من عامة الشعب الذين حصلوا على تذاكر لحضور الحدث التاريخي، الذي من المقرر أن يقام بعد أسبوع تقريباً.

وبالنسبة لعاملة غسيل الصحون السابقة، وملايين آخرين، ستكون هذه لحظة تساوي حياتهم. إنه حدث لم يظن إلا قليلون أنه سيأتي، رجل أسود أمام المبنى الحجري الأبيض، الذي ساعد العبيد على بنائه، يتعهد بقيادة الأمة بمساعدة الرب. وتقول دافينبورت: «إنها ستحضر معها تذكرتها وكاميرتها وصلواتها».

وتُسلم لجنة الكونغرس المشتركة، الخاصة بمراسم التنصيب، تذاكر مجانية مميزة اللون لأعضاء الكونغرس، وللجنة التنصيب الرئاسي من أجل توزيعها الأسبوع الجاري. ويأتي هذا التسليم في ذروة السعي الجنوني وراء التذاكر، الذي استمر لشهور، حتى قبل الابتهاج بانتخاب أوباما. وقد غمر عشرات الآلاف، الذين علموا بتوزيع الكونغرس لتذاكر، المشرعين بطلبات للحصول على تذاكر.

وحصل كثيرون، مثل دافينبورت، على التذاكر عن طريق اليانصيب، أو عبر الاندراج على قوائم انتظار. وتذخر شبكة الإنترنت بعروض للحصول على تذاكر، على الرغم من أنه لا توجد تذاكر متاحة. وقد سعت السيناتور ديان فاينستيان (الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا) إلى منع مبيعات التذاكر عبر الإنترنت.

وصرح مسؤولون بأن عدداً، يقل قليلاً عن نصف الـ 240000 تذكرة، خُصِّص من أجل لجنة التنصيب الرئاسي، وفريق العاملين وموظفي الحملة، والعديد من الشخصيات الأخرى المهمة وأصحاب المقام الرفيع.

وتذهب بقية التذاكر، حوالي 125000تذكرة ؛ إلى الكونغرس: 198 تذكرة لكل عضو في مجلس النواب، و393 تذكرة لكل عضو في مجلس الشيوخ. وذكرت مكاتب المشرعين أن أعداداً كبيرة من تلك التذاكر، يجب أن تذهب إلى الشخصيات المهمة في الولايات، والمسؤولين المحليين، أو القادة في المجتمع، الذين يستحقون نيل هذا الشرف. وعلى سبيل المثال، أعلن الناطق الرسمي باسم السيناتور مارك وارنر (الديمقراطي عن ولاية فيرجينيا)، أنه تبقى لديه 75 تذكرة من أجل توزيعها على العامة.

ويبدأ توزيع التذاكر بعد العد التنازلي النهائي لحفل التنصيب، في الوقت الذي فتح فيه المسؤولون مناطق غير مسبوقة من الحديقة الوطنية، ومناطق كبيرة من طريق العرض الافتتاحي للذين لا يملكون تذاكر.

وتبدأ ذروة النشاط، التي تستمر لأربعة أيام، يوم السبت المقبل، عندما يقوم الرئيس المنتخب باراك أوباما، برحلة تستمر يوماً في قطار «يتوقف؛ ليطلق صفارته» من فيلادلفيا إلى واشنطن. وسيحضر أوباما وأسرته مناسبة في فيلادلفيا، ثم يركبون القطار إلى ويلمنغتون في ديلاور، حيث ينضم إليهم نائب الرئيس المنتخب جوزيف بيدن وأسرته، وبعد ذلك يكملون طريقهم إلى بالتيمور وواشنطن. ولم تعلن حتى الآن أية تفاصيل عن ظهورهم للعامة أثناء الرحلة.

ووفقاً للجنة التنصيب الرئاسي، ينضم إلى أسرتي أوباما وبيدن في الرحلة مجموعة صغيرة من الأميركيين العاديين من جميع أنحاء البلاد.

وفي يوم الأحد، يحضر أوباما وبيدن احتفالات مجانية عند نُصُب (الرئيس الأميركي الأسبق إبراهام) لينكولن التذكاري، تشهد بدء التنصيب الرسمي. وتبث تلك الأحداث قناة «إتش بي أو»، وسيُعرض فيها بعض من أفضل العروض في عالم الترفيه.

وفي يوم الاثنين، وهو أيضا يوم ميلاد المناضل من أجل الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ، سيشارك الرئيس المنتخب في العيد الوطني للخدمة المجتمعية، وسيدعو البلاد إلى الانضمام إليه. وفي هذه الليلة، تعقد لجنة التنصيب الرئاسي حفلاً شبابيًّا في مركز فريزون، وهو حفل مجاني.

وفي الليلة ذاتها، يحضر أوباما ثلاث مآدب عشاء منفصلة، إحداها لتكريم خصمه السابق في الانتخابات السيناتور جون ماكين، وواحدة للاحتفال ببيدن، وأخرى لتحية وزير الخارجية السابق كولن باول.

وسيتم أداء اليمين وسير العرض الافتتاحي يوم الثلاثاء 20 يناير (كانون الثاني). ولأول مرة، ستكون الحديقة الوطنية منطقة مشاهدة بلا تذاكر، وسينقل العرض الافتتاحي على شاشات فيديو عملاقة. ومن المتوقع حضور الملايين لهذا الحدث.

وقد بيعت 5 آلاف تذكرة بقيمة 25 دولاراً، للجلوس في مقاعد مدرجات، تطل على العرض، خلال دقائق يوم الجمعة، ولكن ستوجد مساحات كبيرة مجانية للوقوف.

وستسمح تذاكر مشاهدة مراسم أداء اليمين، التي طبعت في الصيف والخريف الماضيين، وحفظت في مكان مأمون ومغلق، لأصحابها بالجلوس أو الوقوف في مناطق رؤية محددة بألوان مميزة، غرب الكونغرس. ولكن لن يقترب الكثيرون من مكان حلف القسم، كما كانوا يأملون.

وقد تلقى السيناتور جيم ويب (الديمقراطي عن فيرجينيا) 40 ألف طلب، وقد طلب المزيد من التذاكر بلا فائدة. وتلقى السيناتور بنجامين كاردين (الديمقراطي عن ميريلاند) 60 ألف طلب. وتقول الناطقة باسم كاردين سوزان سولام: «إنه أمر مذهل للعقل على نحو غير معقول، إنه رائع، فالجميع متحمس حقًّا، ولكنه مربك».

ويقول الناطق باسم وارنر: «إن بعض التذاكر وضعت جانباً من أجل رؤساء جامعات وكليات السود التاريخية في فرجينيا، والمعلم المثالي في الولاية عن عام 2009، وآخرين ربما لا تسمح لهم الفرصة بالحضور».

وقالت دافينبورت، وهي الآن تعمل في مجال تقنية الكومبيوتر، إنها أرسلت رسالة عبر البريد الإلكتروني مبكراً إلى كاردين، من أجلها وأخيها البالغ من العمر 80 عاماً، جيسي وليامز المحارب القديم، الذي خاض الحرب الكورية وحرب فيتنام. وصرحت سولام أن تذاكر كاردين تم توزيعها عن طريق اليانصيب.

وقالت دافينبورت، إنها أُعلمت الأسبوع الماضي بحصولها على التذكرتين، مضيفة: «ستكون روح اتحاد رائعة. سيأتي الناس ليتحدوا، ليكونوا جزءًا من التاريخ. سيكون هذا حدثاً روحانياً».

* خدمة «واشنطن بوست» - خاص بالـ «الشرق الأوسط»