الجزائر: 7 بدأوا مساعي الترشح للرئاسة.. وترقب أصحاب الأوزان الثقيلة

الإسلامي جاب الله لـ«الشرق الأوسط»: بدأت مشاورات وسأحسم أمر ترشحي الشهر الحالي

TT

تقدمت 7 شخصيات جزائرية، تقود أحزاباً سياسية مختلفة، إلى وزارة الداخلية بهدف تكوين ملفات الترشح لانتخابت الرئاسة المقررة في ابريل (نيسان) المقبل، فيما يترقب الجزائريون أصحاب الأوزان الثقيلة.

وذكرت وزارة الداخلية في بيان أول من أمس، أن قادة 7 أحزاب أودعوا لديها رسائل نية لتكوين ملفات الترشح للانتخابات، هم لويزة حنون الأمينة العامة لـ«حزب العمال»، وفوزي رباعين رئيس «حزب عهد 54» (كلاهما شارك في انتخابات 2004 التي فاز بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة)، وعلي زغدود رئيس «التجمع الجزائري»، ومحمد السعيد رئيس حزب «الحرية والعدالة» حديث النشأة، وعمار بوعشة رئيس «الأجيال المعاصرة»، ومحمد هادف رئيس حزب «الأمل». وباستثناء حنون ورباعين، عجز غالبية المرشحين في مواعيد انتخابية سابقة عن توفير شروط الترشح وتعرضوا للإقصاء من "المجلس الدستوري" قبل انطلاق المنافسة.

ويشترط قانون الانتخاب من أي شخص يرغب في دخول معترك انتخابات الرئاسة، تقديم 75 ألف توقيع أشخاص من 25 ولاية، على أن يقل عدد التوقيعات عن 1500 في كل ولاية. أو تقديم 600 توقيع لمنتخبين بالبرلمان والمجالس المحلية.

وتحسبا للاستحقاق، أعلنت وزارة الداخلية عن بدء حملة تحسيس كبيرة لدفع الجزائريين إلى الانتخاب بكثرة. وستنطلق الحملة في منتصف الشهر الحالي، حيث جندت السلطات الآلاف من موظفي البلديات للاتصال بالأشخاص في مساكنهم، وتوزيع منشورات عليهم تحثهم على الانتخاب. وصرح عبد العزيز بلخادم أمين عام حزب «جبهة التحرير الوطني»، صاحب الأغلبية، للصحافة أنه يتوقع نسبة مشاركة تفوق 60 في المائة في الانتخابات القادمة. وأفاد بيان للداخلية أن الحملة ستدوم أسبوعين «وتتمثل في الاقتراب من المواطن مباشرة بمقر سكنه، وتعني بصفة خاصة العائلات التي غيرت مكان إقامتها في السنوات الأخيرة، لا سيما تلك التي استفادت من سكنات جديدة». وأضاف البيان أن الوزارة بصدد الإعداد لمطويات بيداغوجية تتعلق بالعملية الانتخابية. وأعدت السلطات برامج حول الانتخاب ستبثها في التلفزيون والإذاعة المركزية، وعشرات الإذاعات المحلية. وسيتم التركيز فيها على دعوة الأشخاص إلى تسجيل أنفسهم في قوائم الانتخاب، وإلى التوجه بكثافة يوم الاقتراع، التي ترجح مصادر رسمية إجراءه إما يوم 2 أبريل أو 8 أبريل. ولأول مرة ستستعمل السلطات الهاتف الجوال، كأداة دعائية للانتخاب بحيث تعتزم توجيه رسائل قصيرة للناخبين لتحقيق الغرض.

وتترقب الأوساط السياسية، دخول أوزان أثقل من المرشحين السبعة معترك الانتخابات، من أبرزها الإسلامي عبد الله جاب الله الذي يحيط الموضع بكثير من الغموض. وقال جاب الله في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إنه سيحسم في الأمر نهاية الشهر الجاري. وتابع: «لقد أطلقت استشارة سياسية واسعة منذ شهر، تهدف إلى جمع شتات أبناء التيار الإسلامي والتقيت بالكثير منهم في زيارات ميدانية بمختلف مناطق البلاد. وقد دعاني بعضهم إلى المشاركة في المنافسة وآخرون نصحوني بمقاطعتها بذريعة أن نتيجتها محسومة لفائدة الرئيس المترشح. وقد قررت توسيع الاستشارة لتشمل شخصيات من خارج التيار الإسلامي، وسيظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود قريبا».

ويستقبل جاب الله في هذه الظروف التي تسبق الانتخاب، أشخاصاً كثيرين يريدون جس نبضه حول الاستحقاق. وقد أقام مؤخرا حفل زفاف لإحدى بناته الثماني بالعاصمة، حضره عدد كبير من المتعاطفين مع التيار الإسلامي، فتحول الحفل إلى ما يشبه تجمعا سياسيا موضوعه الرئيسي الانتخابات الرئاسية.

ويحتدم جدل كبير حاليا حول احتمال ترشح الرئيس السابق اليامين زروال للانتخاب. وتشكلت «لجان مساندة» في مناطق عديدة ناشدته الترشح، وزاره عدد كبير من الأشخاص في بيته بباتنة (450 كلم شرق العاصمة)، تعبيراً عن رغبته في الترشح. وفي حال نزل زروال عند إرادتهم، فإنه قد يقلب موازين القوى المحسومة حاليا لبوتفليقة. ويحظى زروال بسمعة طيبة لدى غالبية الجزائريين. وقد أعلن أنصاره تنظيم تجمع ضخم يوم 16 يناير (كانون الثاني) الحالي لدعوته إلى الترشح.

واستقبل زروال في الشهرين الماضيين العشرات من الأشخاص، تعاطوا معه في الشأن السياسي. ورفض الرئيس السابق طلبا ملحاً من صحافيين يريدون استجوابه، وقال لأحدهم الأسبوع الماضي: «عندما يحين الوقت ستسمعون مني مفاجآت كثيرة».